الثلاثاء 1 سبتمبر 2015 / 19:56

اليمن يودع "أم المناضلين"

ودع اليمن أمس الإثنين المسنة التي أطلق عليها ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي لقب "أم المناضلين"، بعد إقدامها على بيع بقرتها الوحيدة لدعم المقاومين، عبر شراء ذخائر عسكرية بثمنها، فيما توالت قصائد الرثاء التي تؤبن العجوز اليمنية التي جادت بكل ما تملكه في سبيل تحرير بلادها من قبضة المتمردين.

وأعرب ناشطون يمنيون على وسائل التواصل الاجتماعي عن حزنهم لوفاة العجوز اليمنية التي كانت اشتهرت قصتها وتناولتها مواقع الإنترنت، عندما أقدمت على بيع بقرتها الوحيدة التي تملكها، واشترت بثمنها رصاصاً قدمته لقائد المقاومة الشعبية في مديرية ردفان بمحافظة لحج، بحسب صحيفة الوطن السعودية. 

وأطلق النشطاء على العجوز لقب "أم المناضلين"، وقدروا تضحيتها الكبيرة ببيع البقرة الوحيدة التي تقتات على لبنها، وهي أغلى ما تملكه، بهدف دعم صمود الثوار في مواجهة التمرد الحوثي وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. مشيرين إلى أن ثمن البقرة الذي لم يتجاوز 60 ألف ريال يمني "280 دولارا في وقتها"، كان يعد ثروة بالنسبة للعجوز، لكنها لم تتردد في شراء رصاص به، وذهبت إلى منطقة العند، وقدمت الرصاص إلى قائد قوات الأمن الخاص في عدن العميد ثابت جواس، مساهمة منها في طرد فلول الانقلابيين.

وأضافوا أن تضحيات أم المناضلين لم تقف عند مجرد بيع بقرتها والتبرع بثمنها، بل شملت المخاطرة بشراء الذخائر، والذهاب إلى منطقة العند التي كانت تحيط بها قوات التمرد من كل جانب، وقال أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ويدعى محسن العوكبي "بعد هذه العاقلة التي باعت بقرتها، قررت أن أترك الكتابة وأحمل البندقية، لأدافع عن هذه الأرض الطاهرة ضد الغزاة الحوثيين الذين وصلوا إلى باب بيتي".

أما ثائر الحضرمي فقال "انهمرت دموعي وأنا أقرأ قصة هذه المرأة الصامدة التي باعت بقرتها واشترت بثمنها رصاصا وذهبت إلى الجبهة وسلمته إلى جواس، وقالت له: هذا ما أملك".

وعلق أمجد اليافعي على تصرف المسنة بقوله "فقط في جنوب اليمن: عجوز تبيع بقرتها لتشتري بقيمتها ذخيرة، وتذهب بها إلى الجبهة لإمداد المقاومة".