الأربعاء 2 سبتمبر 2015 / 11:26

العميد السويدي لـ24: الإرشادات على عبوات "التيزاب" غير كافية ونحتاج قوانين تنظم بيعه

24- الشارقة- صفوان إبراهيم

سلوك خطر تكررت ممارسته من بعض أفراد المجتمع الإماراتي في الآونة الأخيرة، تسبب بحوادث انتهت بخسائر بشرية مؤسفة جاءت نتجية الاستخدام الخاطئ لمادة "التيزاب" أو ما يعرف عموماً بحمض الأسيد أو ماء النار الذي يستخدمه البعض في تنظيف منازلهم أو تسليك مصارف المياه الصحية دون معرفة كافية بمدى خطورة المادة ومضاعفاتها القاتلة، التي استدعت المختصين للمطالبة بضوابط قانونية تحد من بيعها المفتوح وتضبط استخدامها.

حادثة وفاة أب وابنيه وصهره التي وقعت أخيراً في إمارة الفجيرة وكانت نتيجة حتمية لنقص المعلومات حول "ماء النار" وما قد ينتج عن استخدامها بشكل فوري، استدعت تسليط الضوء مجدداً على ماهية المادة وخطورتها والخطوات التي يجب اتخاذها للحد من استعمالها، عبر شرح دقيق ومفصل أوضحه مدير إدارة الدفاع المدني في الشارقة العميد عبدالله سعيد السويدي عبر 24 قائلاً: "التيزاب من أخطر المواد الكيماوية الحارقة التي يغفل عن أضرارها البعض، فهي تؤثر على صحة الإنسان سواء عن طريق الاستنشاق أو الابتلاع أو ملامسة الجلد والعيون".

وأفاد: "تتضح خطورة المادة من فداحة نتائج الخطأ البسيط في التعامل معها، فمهما كان الفرد حذراً فإن أي خلل يمكن أن يكلف الإنسان حياته، وإن أتته فرصة النجاة فسيعيش معاناة التشوه الدائم طوال حياته".

ضوابط ورقابة
وأوضح العميد السويدي أن "الإشكالية الأبرز في التعاطي مع هذه المادة هي توفرها وبيعها لكل من شاء ورغب دون وجود ضوابط أو رقابة تلزم المصانع أو المتاجر المختصة ببيع هذه المواد القلوية والحمضية الحارقة إلى شركات معينة فقط وليس للأفراد العاديين، وذلك عبر سن قوانين صارمة تجبرهم على عدم توفير مادة الأسيد الحارقة سوى للجهات المختصة، لضمان عدم وقوعها في يد المراهق أو الجاهل أو المجرم فهي مادة فتاكة".

الخوف والحذر
وقال مدير إدارة الدفاع المدني في الشارقة: "حمض الأسيد مادة قلوية مركزة ارتبطت بالعديد من الحوادث المأساوية والحزينة، الذي ذهب ضحيتها العديد من الناس، فسقوط قطرات بسيطة على الجلد يتسبب بحرق من الدرجة الثالثة والخطيرة، فهي تخترق الجسم وتؤدي إلى تشوهه، ومن هنا فإن التعامل بهذه المادة خطير جداً، خاصة إزاء نقص التحذيرات الكافية على العبوات في ما توفره الأسواق من هذه المادة".

وأضاف "رغم التعليم وثقافة الأمهات والآباء، إلا أن نقص الوعي وتجاهل بعض الأمور يجعل أولياء الأمور يتغاضون عن خطورة استخدام بعض المواد الحارقة وغيرها من المواد السامة بتوفيرها في أركان المنزل وجعلها قريبة من متناول أيدي أطفالهم، منها منظفات الحمامات الشديدة التركيز، والتي تعرف من رائحتها النفاثة الخانقة التي يصعب التعامل معها في البيت".

توعية مستمرة

وذكر العميد السويدي "وجوب إعداد توعية مستمرة في المدارس وتوزيع نشرات على المنازل والدوائر المحلية والاتحادية وفي الشوارع، توضح خطورة هذه المواد والمطالبة بعدم استخدامها في عمليات التنظيف وإعطائهم البدائل الأخرى الجيدة من المنظفات إلى جانب ضرورة توعية ربات البيت، بعدم استخدام حمض الأسيد (ماء النار) وغيرها من المواد الشديدة التركيز من أجل عمليات التنظيف وتسليك المجاري، فهي عبارة عن مادة حارقة خطيرة تحتاج في استخدامها إلى مختصين لديهم الخبرة الكافية للتعامل معها بحذر، مستخدمين ملابس واقية مثل القفازات من المواد العازلة والقوية والنظارات الواقية للعين وكمامات أو اقنعة خاصة".

قوانين مشددة
وأضاف أن "الإرشادات الوقائية الموجودة على بعض العبوات الخاصة بحمض الأسيد غير كافية على الإطلاق، فيجب أن تكون التحذيرات واضحة وتحمل أدق التفاصيل، على أن تباع للشركات المختصة التي تمتلك الخبرة الكافية، وإبعادها من الأسواق غير المتخصصة ببيعها وسن قوانين مشددة حول عمليات البيع العشوائية للأفراد العاديين وبالأخص إلى المراهقين الذين لا يعون خطورة هذه المادة".