مهاجر يبكي بعد وصوله إلى شاطئ الأمان ويظهر نوع القارب الذي استخدم
مهاجر يبكي بعد وصوله إلى شاطئ الأمان ويظهر نوع القارب الذي استخدم
الأربعاء 2 سبتمبر 2015 / 21:02

بالصور: جثث السوريين على شواطئ العالم منذ بدء "تغريبتهم"

24 – إعداد: محود غزيّل

فيما لا تزال الأزمة السورية مستمرة منذ حوالى 5 سنوات وبوحشية متزايدة يوماً بعد يوم بين الأطراف المتنازعة، يلجأ المدنيون إلى كل الوسائل التي بإمكانها أن تحميهم من شبح الموت ومن بينها وسيلة الهجرة عبر البحر بشكل غير شرعي إلى أحد البلدان الأوروبية، وفي ما صار يُعرف بالتغريبة السورية، إلا أن خيار الهرب إلى الحياة، يعيدهم في غالب الأحيان إلى دائرة الموت التي هربوا منها.

استفاق الأوروبيون اليوم الأربعاء على صور لجثة أحد الأطفال السوريين من أصل 5 آخرين توفوا أيضاً، لفظه البحر على أحد الشواطئ التركية أثناء محاولة العبور إلى الأراضي اليونانية عن طريق استخدام قوارب مطاطية.


وعلى الرغم من قوة تلك الصور، إلا أنها لم تكن، وعلى ما يبدو لن تكون، الأخيرة التي يشاهدها العالم، فالإحصاءات الرسمية تشير إلى محاولة عشرات الآلاف من المدنيين الهروب من جحيم الحرب سعياً لحياة أفضل، مهما كلف الأمر حتى إن خسروا حياتهم.



معابر اللجوء غير الشرعي
يحاول المدنيون السوريون الهروب بحياتهم من أراضي المعارك العسكرية عبر طريقين، إما النفاذ عن طريق تركيا - اليونان، والتي تعتبر الأسهل والأسرع، وإما عن طريق الذهاب إلى ليبيا، ومن ثم الاتجاه إلى إيطاليا عبر البحر.


وهناك العديد من العوامل التي تحدد الطريق الأنسب للمهاجرين، من بينها عامل الوقت وعامل المال، وعامل نسبة نجاح عملية الهروب.


وتعيش بعض المناطق الليبية اليوم في المناطق الساحلية على مردود عمليات تهريب البشر، حيث يلجأ عدد كبير من الناس، أغلبهم من الأفارقة، ومن بينهم عدد من السوريين إلى قطع البحر بإحدى المراكب الصغيرة، من أجل الوصول إلى الأراضي الإيطالية حيث تحاول السلطات الإيطالية مساعدتهم عبر تأمينهم منذ لحظة وصولهم قدر الإمكان، في حين تصل تكلفة العبور من الشواطئ الليبية إلى الشواطئ الإيطالية إلى قرابة 10.000 دولار أمريكي على الشخص الواحد، وأدنى سعر ممكن يصل إلى 1.000 دولار على الشخص الواحد، ولكن سيكون محشوراً مع العشرات الآخرين في مركب صغير مخصص للصيد وليس للإبحار بعيداً عن الشاطئ.


أما الخيار الذي يجنح إليه السوريون، عن طريق تركيا – اليونان، فيعتبر الأرخص لهم، ولكن تبقى نسبة الخطورة هي نفسها مع ركوب نفس أنواع المراكب الخطرة غير المخصصة للإبحار بين حدود البلدان.


وقامت السلطات اليونانية بتسجيل ما يقارب 21.000 لاجئ في اسبوع واحد استطاعوا عبور مياه المتوسط والوصول إلى الشواطئ، في حين يذكر بعض السوريين بأن "هناك مراكب تحطمت وغرق بعضاً منهم من دون المقدرة على المساعدة".


وبحسب تصريحات الرسميين في الإتحاد الأوروبي، فإنه "من الصعب تعداد من غرق من اللاجئين، إلا أن الأمر الوحيد الممكن، هو تعداد الجثث التي يتم جرفها نحو الشاطئ"، لافتة إلى ما يقارب 1500 جثة تم إيجادها أثناء محاولة عبورها بحر المتوسط أغلبهم من الأطفال.


وتلفت أرقام المؤسسة الدولية للجوء إلى أن العام 2015 سجل ارتفاعاً كبيراً في أعداد القتلى الذين غرقوا أثناء رحلة اللجوء متخطياً حتى الآن العدد الذي تم تسجيله العام الماضي وهو 3200 شخص.


الدفن
وأظهرت الصور الملتقطة ما بين اليونان وإيطاليا، شواهد رفعت على مقابر مؤقتة لجثث اللاجئين غير الشرعيين الذين لم يتم التعرف إليهم بسبب إما عدم وجود أي معلومة عنهم، وإما بسبب تشوه الجثة مع انتفاخها بسبب مياه البحر.



(الصور مأخوذة من رويترز، أ ف ب، غيتي، أ ب، غارديان، دايلي مايل)