ألمانيا تدعو إلى تقاسم مشكلة اللاجئين (أرشيف)
ألمانيا تدعو إلى تقاسم مشكلة اللاجئين (أرشيف)
الخميس 3 سبتمبر 2015 / 15:23

نيويورك تايمز: هل تستجيب ألمانيا لخطابات الكراهية؟

24. إعداد: ميسون جحا

بالرغم من الأصوات المتقطعة بشأن أزمة اللاجئين في أوروبا، ترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في افتتاحيتها الأخيرة، بأنه يصح القول إن أكثر تلك الأصوات تنافراً تلك الصادرة في ألمانيا، فإن هذا البلد الذي يتوقع وصول قرابة مليون لاجئ إلى أراضيه خلال العام الحالي، وكان للمستشارة الألمانية أكثر الدعوات صراحة لقبول اللاجئين، شهد أيضاً أكثر من ٢٠٠ هجوم، وتم معظمها بواسطة إحراق مباني إيواء طالبي لجوء خلال الأشهر الستة الأولى على وصولهم، بحسب وزارة الداخلية الألمانية.

ونتيجة لذلك ينتاب عدد كبير من الأوروبيين، وخاصة الألمان، الأسى، ويتساءلون عما إذا كانت رغبتهم بتقديم المساعدة ستطلق أشد شياطينهم سوداوية وبغضاً للآخرين.

أنباء طيبة
ولكن، برأي الصحيفة، بالرغم مما تحمله سياسة الهجرة إلى أوروبا من عيوب ومشاكل، فإن أنباء طيبة تشير للبدء بوضع قواعد واضحة.

وأولى تلك القواعد، والتي سوف تدفع الاتحاد الأوروبي لتثبيت العمل فيما يسمى بآلية دبلين، والتي تنص على تحمل أي دولة عضو في الاتحاد تطأ قدما طالب اللجوء أول مرة أراضيها، المسؤولية عن تلبية طلبه.

ولكن، برأي البعض، هذه وصفة كارثية، لأن معظم اللاجئين القادمين من أفريقيا والشرق الأوسط، تكون أولى محطات وقوفهم في إيطاليا أو اليونان وغيرها من دول جنوب أوروبا التي تعاني من ضعف اقتصادي.

نظام الكوتا
ومن جانب آخر، هناك حاجة لتطبيق نظام الكوتا التي يفضي بتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد. ولكن عدداً كبيراً من تلك الدول تتملص من تحمل المسؤولية، دون عقاب. كما تحتاج أوروبا لمعيار مشترك لتوصيف الدول على أنها" خطيرة" أو" آمنة"، بحيث يصبح بالأمكان الاتفاق على ماهية ومواصفات اللاجئ.

وتقول نيويورك تايمز أنه لكل دولة مشاكلها، ولكن مشاكل مماثلة يتم معالجتها في ألمانيا، وقد عززت الحكومة الفيدرالية هناك مساعداتها لحكومات محلية من أجل استيعات آلاف اللاجئين، وقد أعيد النظر بعدد من القوانين والإجراءات. وبالرغم من عدم تحقق عدة أشياء، إلا أنه ما زال هناك استعداد سياسي لتلبية مطالب جديدة.

بعد نفسي
ولكن، بحسب الصحيفة، يبقى من الصعب التصدي للبعد النفسي، فإن أزمة اللاجئين أصبحت على لسان وداخل بيت ورأس كل الماني، بحيث لا تخلو مناقشة داخل البيوت أو في حقول العمل من" قضية اللجوء".

ولكن بطريقة ما، تبدو هذه الحالة غريبة. فإن اللاجئين ليسوا مشردين في الشوارع، ولم تقطع من رواتب المتقاعدين، أو الموظفين من أجل إطعامهم، وإذا لم تكن تقيم بالقرب من مأوى لهم، قد تبدو الهجرة لا أكثر من مشكلة مجردة.

العودة إلى التاريخ
إذن تتساءل نيويورك تايمز، لماذا يشعر عدد كبير من الألمان بأنهم تأثروا شخصياً؟ وتقول الصحيفة، إن الأمر بالنسبة لألمانيا يبدو بأنه عودة إلى التاريخ. فقد أخذ الألمان طوال العقد الماضي غفوة من السياسات، ونعموا بالنمو الاقتصادي، وكافئوا المستشارة أنغيلا ميركل، بإعادة انتخابها، وقد مات جنود ألمان في أفغانستان، ولكن ليسوا بأعداد كبيرة. واليوم، تقذف في كل ساعة جثث غرقى على شواطئ أحب الأماكن بالنسبة للألمان في إيطاليا واليونان، دون أن يرف جفن لبعض ساسة تلك الدول.

مشاركة لا مسبوقة
وقد كان رد فعل الألمان من وجهين. فقد كانت المشاركة المدنية غير مسبوقة، بحيث تطوع مدرسون متقاعدون لتعليم الطلاب السوريين اللغة الألمانية. كما تطوع أطباء لمعالجة لاجئين بالمجان، وتستقبل بعض الأسر عائلات مهاجرة.

لكن هناك من الألمان من يعتقدون بأن أزمة اللاجئين ستجلب لهم كارثة، ومن الصعب رسم خط بين الخائفين من التغيير، وبأن "رفاهيتنا وثقافتنا ستمحى" ومن يرحبون بسرور بتقديم المساعدة.

ولكن، رغم أن العنف في تصاعد، وتظهر استطلاعات للرأي لتراجع في الاستعداد لقبول مزيد من المهاجرين، فإن المزاج العام في ألمانيا ما زال يفضل استقبال لاجئين.