الكونغرس الأمريكي (أرشيف)
الكونغرس الأمريكي (أرشيف)
الخميس 3 سبتمبر 2015 / 17:47

ميامي هيرالد: اكتمال دائرة التأييد الأمريكي للاتفاق النووي الإيراني

24 - إعداد: فاطمة غنيم

قالت صحيفة "ميامي هيرالد" الأمريكية في افتتاحيتها اليوم الخميس، إن الرئيس أوباما حقق انتصاراً تاريخياً في السياسة الخارجية هذا الأسبوع، مع إعراب المزيد من الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس عن تأييدهم لاتفاق الأسلحة النووية مع ايران، مشيرةً إلى أن هذه مجرد حلقة من دراما سياسية طويلة ذات نهاية مرتجلة.

وأوضحت الصحيفة أن تأييد الاتفاق من قبل السناتور الديمقراطي باربرا ميكولسكي عن ولاية ميريلاند يوم الأربعاء، يمنح الرئيس باراك أوباما 34 صوتاً يحتاجها في مجلس الشيوخ، كي يتسنى له استخدام حق النقض على أي قرار يتخذه الكونغرس بمعارضة الاتفاق، وهي بذلك تدعم جبهة أنصار أوباما الذين يصفون الاتفاق بأنه أفضل الخيارات المتاحة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

تحفظات بشأن إيران
ولفتت الصحيفة إلى أن جميع مؤيدي الاتفاق لديهم بعض التحفظات بشأن إجراءات التفتيش ونوايا إيران الشريرة في الشرق الأوسط، وما يحدث في غضون 15 سنة، عندما تنقضي بعض بنود الاتفاق. 

وترى الصحيفة أن هذه التحفظات حقيقية وصائبة لأن الاتفاق أبعد ما يكون عن خطة مثالية، لكن في نهاية المطاف، يغلب البيت الأبيض لأنه لا يوجد بديل واقعي لاتفاق عن طريق التفاوض الذي جرى لمدة عامين ويحظى بدعم كل الدولة الكبرى الأخرى في العالم.

نحو خيار واقعي
وأضافت الصحيفة بأن التغريد خارج السرب والمطالبة باتفاق أفضل، كما يريد الجمهوريون، لا يُعد خياراً واقعياً، لأن هذا سيعزل أمريكا ويجعلها غير قادرة على فرض العقوبات الاقتصادية العالمية، التي دفعت إيران إلى طاولة المفاوضات في المقام الأول.

ولفتت إلى قيام الدول الأخرى، بما في ذلك ألمانيا واليابان والمملكة المتحدة، وجميع حلفاء الولايات المتحدة، باتخاذ خطوات فعلية لإعادة فتح علاقات تجارية مع إيران مع قرب احتمالات رفع العقوبات عنها، موضحة أنه لن تتراجع هذه الدول عن تلك الخطوات لمجرد أن الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس لا يحبون ذلك، وقد هرع دبلوماسيون بريطانيون بالفعل إلى طهران لإعادة فتح سفارتهم المغلقة منذ فترة طويلة.

وأنحت الصحيفة باللائمة على إدارة أوباما في طريقة إدارتها للترويج للاتفاق، كما هو الحال عندما قال وزير الخارجية جون كيري بشكل قاطع أن البيت الأبيض يعرف كل ما يحتاج لمعرفته حول البرنامج النووي السري الإيراني، وذلك بفضل الاستخبارات الأميركية، والسبب هو أن الخبراء يعتقدون أن هناك معلومات كثيرة يحتاجون إلى معرفتها.

مزايا الاتفاق
وعن مزايا الاتفاق، قالت الصحيفة إنه في حال اكتشاف أي غش على الجانب الإيراني، فإن الولايات المتحدة ستكون في وضع أقوى بكثير لأخذ زمام المبادرة وكسب تأييد الدول الأخرى لاتخاذ موقف متشدد مع طهران، وسيتم الرجوع مرة أخرى إلى فرض العقوبات أو اللجوء إلى القوة العسكرية إذا لزم الأمر.

وشددت على أن مواجهة احتمالات الخداع الإيراني تحتاج إلى قيادة، ليس فقط من أوباما خلال العامين المتبقيين له في البيت الأبيض، ولكن من خلفائه أيضاً، حيث يتوجب عليهم مراقبة إذعان إيران لأحكام التفتيش، وأن يكونو على استعداد لمنع إيران من توسيع أنشطتها الإرهابية في الشرق الأوسط، وهذا يعني تعزيز كل من إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لضمان أن لا تمتلك إيران اليد العليا.

ووصفت الصحيفة تصريحات أوباما بإنه لن يسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية في عهده بأنها جيدة، لكن ينبغي أن يكون ذلك التزاماً لكل الرؤساء الأمريكيين من بعده، والأفضل من كل ذلك وضع استراتيجية للتعامل ليس فقط مع الغش المحتمل من قِبَل إيران ولكن مع ما سيحدث بعد انقضاء أحكام هذا الاتفاق أيضاً.

جيل إيراني جديد
وفي ختام المقال، قالت الصحيفة إن إيران بحاجة إلى أن تدرك أن العالم سيكون متحداً كما هو الحال الآن لرفض إيران كقوة نووية، ولا يمكن لأي دولة سوى أمريكا أن تلزم العالم بالتمسك بهذا المبدأ، ولا يمكن أن ينزل الستار على هذه الدراما إلا عندما يأتي جيل إيراني جديد من القادة المعتدلين الذين ينبذون عن اقتناع فكرة امتلاك إيران للأسلحة النووية.