الشرطة التركية وهي توثّق المشهد في المكان الذي عُثر فيه على جثة الصغير إيلان (أرشيف)
الشرطة التركية وهي توثّق المشهد في المكان الذي عُثر فيه على جثة الصغير إيلان (أرشيف)
السبت 5 سبتمبر 2015 / 18:51

لوس أنجليس تايمز: "إيلان".. العالم يحتاج لسياسة الأخلاق

24- إعداد: فاطمة غنيم

وصفت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها، صورة الطفل السوري "إيلان الكردي" في سرواله الأزرق وقميصه الأحمر منكفئاً على وجهه على حافة الأمواج التي تتكسر على رأسه وجسده مستقراً في الرمال مثل قطعة من الخشب الطافية، بأنها صورة مفجعة.

وكان إيلان متجهاً مع أسرته الكردية من سوريا إلى كندا هاربين من الحرب إلى السلام، يحدوهم الأمل في النجاة، لكن كان الغرق من نصيب إيلان البالغ من العمر 3 سنوات وشقيقه "غالب" البالغ من العمر 5 سنوات وأمهم، عندما انقلب بهم قارب الهروب قُبالة سواحل مدينة بودروم التركية.

تغيير سياسيات الهجرة
وأضافت الصحيفة إن هذه الصورة لن تنهي الحرب في سوريا والعراق، بل إنها لن تغير على الأرجح حتى السياسات الأوروبية تجاه المهاجرين واللاجئين الذين يتدفقون من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لكنها ستسلط في أحسن الأحوال الضوء على الفشل العام العالمي في مراعاة العناصر الأساسية للإنسانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب الأمم المتحدة للمفوض السامي لشؤون اللاجئين ذكر أن تدفق النازحين في جميع أنحاء العالم في أعلى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية.

وتشير التقديرات إلى وجود 60 مليون نازح حتى الآن، وبينما يتركز الاهتمام بشكل مفهوم حول الأزمة في الشرق الأوسط وأفريقيا، فإن الناس يرحلون من مكان إلى آخر حول العالم هرباً من الحرب والقهر والاضطهاد والفقر ليغرقوا في البحر أو يختنقوا داخل الشاحنات في نهاية المطاف، وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا.

ونفت الصحيفة وجود حلول سهلة لهذه المشكلة، وضربت مثلاً بالولايات المتحدة التي تكافح لسنوات مع القضايا الأخلاقية الشائكة الناجمة عن الهجرة على نطاق واسع، لكنها في كثير من الأحوال جهود دون جدوى.

ورأت الصحيفة أن أفضل حل لأزمات اللاجئين وحالات الهجرة الطارئة يتمثل بالطبع في إنهاء الحروب وتشجيع الاستقرار والتنمية في المناطق التي يهرب منها المهاجرون.

وأكدت الصحيفة أن هذه الحقائق لا تشكّل عذراً للإنسانية، فأزمة اليوم مشكلة حقيقية ومتنامية، ويجب التصدي لها.

وحول الخطط الواقعية لمواجهة المشكلة، قالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي وضع خطة لمحاولة إعادة توطين 60 ألف لاجئ في جميع أنحاء أوروبا في وقت سابق من هذا العام، ولكن تم إعفاء المجر وبلغاريا، ورفضت بريطانيا الخطة، لكن بدا من الواضح أن خطة الاتحاد الأوروبي لا تكفي لاحتواء كل اللاجئين.

وتلقت مراكز الاستقبال في ألمانيا ما يقرب من 550 ألف مهاجر، أما السويد، فاستقبلت 230 ألف مهاجر، وهناك دول أوروبية أخرى تعاني من الاضطراب المالي مثل أسبانيا استقبلت جزءاً يسيراً من اللاجئين.

تأطير الأزمة
من ناحية أخرى، سعى رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان، إلى تأطير الأزمة على نحو ساخر وكأنها معركة هوية أوروبية ضد المتطفلين المسلمين، وصبغ الأزمة بطبقة بغيضة من التعصب.

ومنعت المجر في الأيام الأخيرة الآلاف من المهاجرين من السفر خارج محطة قطار كيليتي في بودابست، وردّت أستراليا القوارب المحملة بالمهاجرين لتعود من حيث أتت.

وشددت الصحيفة في الختام على أن هؤلاء اللاجئين والمهاجرين ضحايا للإخفاقات السياسية، بدءاً من الحرب في سوريا وصعود جماعة داعش إلى حركات التمرد المتواصلة والقمع السياسي في أفريقيا، وناشدت العالم ألا يضاعف تلك الإخفاقات بفشل أخلاقي أيضاً.