متطوعون غربيون يحاربون داعش إلى جانب الأكراد في سوريا (أرشيف)
متطوعون غربيون يحاربون داعش إلى جانب الأكراد في سوريا (أرشيف)
السبت 5 سبتمبر 2015 / 18:58

وول ستريت جورنال: مدنيون أجانب في محاربة داعش

24 - إعداد: ميسون جحا

خلال السنوات القليلة الماضية، تدفق على سوريا والعراق عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب ليضيفوا عدداً آخر للصراع الوحشي المطول، ويعتقد أن معظم هؤلاء انضموا إلى متشددي داعش، أو غيره من التنظيمات المتطرفة، كالقاعدة وجبهة النصرة، ولكن بعض هؤلاء المقاتلين اتجهوا إلى الشرق الأوسط من أجل محاربة تلك التنظيمات الإرهابية.

وتنقل صحيفة وول ستريت جورنال عن دراسة أصدرتها صحفية "بيللينغكات" الاستقصائية، ومقرها المملكة المتحدة، بهدف دراسة هذه الظاهرة، مع التركيز على أمريكيين سافروا خارج الولايات المتحدة من أجل محاربة داعش، وتقدم الدراسة صورة واضحة عمن يقوم بهذه الرحلة، وسببها، وذلك من خلال تقارير إخبارية، وملفات شخصية متوفرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأدلة بالصوت والصورة.

ماضي عسكري
وتشير الدراسة، إلى أن قرابة ١٠٨ أمريكي من ٣١ ولاية، انضموا إلى مجموعات منها وحدات حماية الشعب الكردي، ميليشيا كردية سورية، وقوات البشمركة العراقية، فضلاً عن مليشيات مسيحية في العراق وسوريا، وكانت ولايات تكساس وأوهايو وكولورادو من بين أكثر الولايات تمثيلاً، نسبة لعدد سكانها.

وتقول الصحيفة إن حوالي ثلثي المقاتلين الأمريكيين لديهم خبرة عسكرية، إذ خدموا في الجيش الأمريكي، ولكن باقي المقاتلين مدنيين عاديين، ووجد هؤلاء تنظيمات، مثل وحدات حماية الشعب الكردي، مستعدة لتقبل متطوعين ليس لديهم خبرات قتالية، ومن بين جميع المقاتلين الذين ورد ذكرهم في الدراسة، توجد مقاتلة واحدة، وحسب.

دوافع
وتم التركيز في الدراسة على ما يدفع الأمريكيين لمغادرة بلدهم من أجل القتال في سوريا والعراق، ويبدو بأنه ليس هناك سبب وحيد مشترك، رغم ظهور بعض الأمثلة، إذ أشارت الدراسة إلى خروج بعض المقاتلين انطلاقاً من شعورهم بمسؤولية أخلاقية أو الرغبة الشديدة لتقديم المساعدة بعدما شاهدوا فيديو يصور نساء إيزيديات هاربات مع أطفالهن، واحتجزن فوق جبل سنجار، بعدما تقدم داعش نحو مدينتهن.

كما كشفت دراسة بيللينغانت أن بعض المقاتلين يشاركون في الحرب ضد داعش تلبية لمنطلقات دينية، أو لأنهم يتطلعون للمغامرة.

صعوبة في التأقلم
ولفتت الدراسة إلى أن بعض المتطوعين العسكريين ممن ذهبوا إلى مناطق الصراع، وعادوا إلى الولايات المتحدة، وجدوا صعوبة في التأقلم مع الحياة المدنية.

وتقول وول ستريت جورنال، إلى أنه في حين ركزت دراسة بيلينغكات على المقاتلين القادمين من الولايات المتحدة، فإن هذه الظاهرة ليست أمريكية، إذ انضم مقاتلون من كندا ودول أوروبية عديدة لمليشيات تحارب داعش، مما يمثل مشاكل قانونية فريدة من نوعها بالنسبة لدولهم التي تطبق قوانين تحرم الانضمام إلى قوات أجنبية مسلحة معينة.

استثناء
وتشير الصحيفة إلى فرض الحكومة الكندية حظراً على السفر لمناطق محددة في سوريا والعراق من أجل منع المسافرين من الانضمام إلى تنظيمات متطرفة، ولكنها قالت أنها سوف تستثني مواطنيها الذين يحاربون داعش.

وعلى نفس المنوال، صرح وزير العدل الهولندي أن مجموعة من الشباب الذين انضموا لميليشيات كردية، لن يواجهوا أية تهم لدى عودتهم، على خلاف من انضموا لتنظيمات متشددة، وليس من الواضح بعد ماذا ينتظر أمريكيين سافروا وقاتلوا إلى جانب داعش ثم عادوا إلى الولايات المتحدة.

أهداف عليا
وتقول وول ستريت جورنال أن أمريكيين وأوروبيين ممن ينضمون لمجموعات تقاتل داعش، يكونون عادة أهدافاً عليا للاختطاف، أو للقتل لأغراض دعائية.

وتم التركيز في العام الماضي على هذا الأمر، عندما أشارت تقارير، تبين لاحقاً أنها مزيفة، بأن متطرفي داعش اختطفوا امرأة كندية، جيل روزينبيرج، فيما كانت تقاتل إلى جانب مقاتلين أكراد.