أسامة بن لادن (أرشيف)
أسامة بن لادن (أرشيف)
الأربعاء 16 سبتمبر 2015 / 14:06

وول ستريت جورنال: وثائق بن لادن تؤكد تعاون القاعدة مع إيران

24- إعداد: ميسون جحا

في افتتاحيتها الأخيرة، دعت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، للكشف عن جميع الوثائق التي تم جمعها من المخبأ الذي كان يتحصن فيه أسامة بن لادن في آبوت أباد في باكستان، قبل مقتله على يد فرقة من القوات الأمريكية في 2011.

وقالت الصحيفة إنه "على خلاف عدد من الإرهابيين، لم يأخذ أسامة بن لادن جميع أسراره معه إلى القبر. حيث جلب فوج مغاوير البحرية الذين قتلوه في آبوت آباد، مجموعة من الوثائق التي تظهر خطط رسمها زعيم تنظيم القاعدة بالتعاون مع إيران".

ويبقى السؤال، كما تطرحه وول ستريت جورنال: "لماذا لا يسمح للشعب الأمريكي بالاطلاع على تلك الوثائق؟".

دعم القاعدة
وتستشهد الصحيفة في عرضها لرأيها بما ذكره في الأسبوع الماضي، ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، في كلمة ألقاها في معهد إينتربراز الأمريكي، بأن المدير السابق لوكالة الاستخبارات العسكرية، الجنرال ميشيل فلين، قال: "هناك رسائل تفضح دوراً إيرانياً، ونفوذاً ومعرفة بتحركات عناصر من القاعدة عبر الأراضي الإيرانية".

وتشير تلك الرسائل، كما قال فلين إلى علم السلطات الإيرانية بجميع الأعمال التي نفذها تنظيم القاعدة ضد الأمريكيين في العراق وأفغانستان.

 كما دعا المدير السابق للاستخبارات العسكرية الأمريكية لإطلاع الكونغرس على جميع الوثائق الخاصة بابن لادن والمتعلقة بإيران، لأنه كما قال: "تكشف أشياء كثيرة".

رسالة موثقة
ولكي تدلل الصحيفة على وجهة نظرها بوجوب الكشف عن جميع وثائق ابن لادن، تنشر كمثال على خطورة ما ورد فيها، رسالة، وهي عبارة عن مذكرة مرسلة لأسامة بن لادن يتحدث فيها أحد عناصر القاعدة عن رجل آخر مستعد للسفر. إذ اتضح أن الجهة كانت إيران، وكان بصحبته 6 إلى 8 من الأخوة اختارهم بنفسه. وكتب ذلك العنصر لابن لادن يخبره أننا بانتظار تأكيد تام من قبلك للتحرك، والموافقة على هذه الوجهة(إيران). وتقوم خطته على البقاء في إيران لمدة ثلاثة أشهر من أجل تدريب الأخوة، ومن ثم البدء بنقلهم وتوزيعهم حول العالم تبعاً لمهامهم وفقاً لاختصاصاتهم".

ولفتت وول ستريت جورنال إلى أنه قبل أكثر من عشر سنوات، أشارت لجنة خاصة بالتحقيق في هجمات 9/11 بأنه على الرغم من عدم توفر أدلة على علم طهران بهجمات القاعدة على الأراضي الأمريكية فإن "هناك دليل قوي على تسهيل إيران لحركة تنقل عناصر من القاعدة، سواء في الدخول أو الخروج من أفغانستان قبل 9/11، وأن بعض هؤلاء كانوا من منفذي تلك الهجمات الإرهابية".

وأشارت الصحيفة إلى تركيز وزارتي الخزانة والخارجية الأمريكيتين على وجود بعض الصلة بين القاعدة وإيران عندما حاول مسؤولو الوزارتين بالضغط من أجل إبقاء العقوبات ضد إيران. ومن أمثلة تلك التصريحات العامة:

في يوليو(تموز)2011، فرضت وزارة الخزانة عقوبات على ستة من عناصر القاعدة العاملين في إيران. ويومها قال، نائب وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، عبر فضح الصفقة الإيرانية مع القاعدة، والتي يسمح بموجبها بتنقل الأموال والعناصر عبر أراضيها: "نكون قد ألقينا الضوء على جانب آخر من دعم إيران اللامحدود للإرهاب".

رصد مكافأة
وأشارت وول ستريت جورنال لمثال آخر، وهو رصد وزارة الخارجية الأمريكية في 22 ديسمبر( كانون الثاني)٢٠١١، لمكافأة قدرها 10 مليون دولار لمن يدل أو يقبض على ياسين السوري، والذي حسبما جاء في الرسالة "يتحرك بناء على اتفاق بين القاعدة والحكومة الإيرانية، ويرسل الأموال إلى مجندي القاعدة عبر الأراضي الإيرانية".

وفي 6 فبراير(شباط) 2012، اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية بدعمها التنظيمات الإرهابية، ومنها القاعدة.

تسهيلات
وفي 30 مايو(أيار) 2013، تقول الصحيفة، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تقاريرها حول الإرهاب. وقد ورد في تلك التقارير ما زالت إيران غير مستعدة لمحاكمة زعماء من القاعدة تواصل احتجازهم، وترفض التصريح عن أسماء أولئك العناصر الرفيعة في القاعدة المعتقلين لديها. كما سمحت إيران لعناصر من القاعدة بالتنقل بسهولة عبر أراضيها.

وفي فبراير( شباط) 2014، أكدت وزارة الخزانة الأمريكية من جديد أن ياسين السوري استأنف نشاطه القيادي لشبكة للقاعدة مقرها إيران، بعدما تم اعتقاله لفترة وجيزة في نهاية2011".

رسالة مغايرة
ورغم كل ما سبق ذكره، قالت وول ستريت جورنال في بداية الصيف الحالي ورد في التقرير الأخير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الإرهاب بأن إيران سمحت سابقاً للقاعدة بتحويل الأموال والتدريب في أراضيها، مما يوحي بأن ذلك النشاط يعود لشيء من الماضي. وبعد أقل من شهر على صدور البيان، أعلن الرئيس أوباما عن الصفقة النووية.

وتختم الصحيفة افتتاحيتها بمطالبتها الرئيس الأمريكي بالقيام بأقل ما يجب عليه عمله، عشية المصادقة على الصفقة الإيرانية، وهو نشر جميع الوثائق التي تدل على تعامل أسامة بن لادن مع إيران. وتقول بأنه في حال لم ينشر الرئيس تلك الوثائق، فمن واجب الكونغرس المطالبة بالاطلاع عليها.