الخميس 1 أكتوبر 2015 / 18:29

أم الشهيد: قلب الأمة والروح الجديدة

فإن سقطتُ وكفي رافعٌ علمي
سيكتب الناس فوق القبر( لم يمتِ)

شهداء الإمارات، الذين قدموا أرواحهم في سبيل نصرة الحق، وحماية لأمن دول الخليج العربي عامة والإمارات خاصة، ذكراهم هم في قلوبنا، وسيرتهم العطرة نور يهدي السائرين في ركاب الحياة، وهذه الذكرى حين تصبح عملاً فنياً، ونصباً تذكارياً في مدينة أبوظبي، فإن ذلك يخلد هذه التضحيات، ليبقيها حاضرة ورمزاً لحب الوطن في أبهى تجلياته.

فوق هذه الأرض أمٌّ وأهلٌ و وطنّ. وما بين الولادة والموت تمتد حياة المرء. وإن كانت كلمة الأم هي من أول الكلمات التي ينطقها الطفل، فلأنها وطنه الأول، بعدها يكبر الطفل، ليدرك أن الوطن هو الأم والأهل، هو الماضي والحاضر والمستقبل. إن الكلمات تضيق عن تفسير معنى الوطن، ومكانته، حيث ترخص النفس تضحية للوطن، لإعلاء شأنه، وحفاظاً على أمنه، ليبقى حرّاً فذاك أثمن من كل شيء.

الطفل يشرب حبّ الوطن مع حليب الأم، مع سهرها وفرحها واهتمامها بكل شيء. لكن في المدرسة يدرك أن الوطن هو رعشة الجسد حين يعزف السلام الوطني، في الابتهاج بنجاحات الوطن وإنجازاته، هي بهجة تتجلى في لمعة العيون، في نبرة الصوت.
لكن أم الشهيد أضافت لمعنى الوطن بعداً جديداً، كي تبث روحاً جديدة، حين قالت: أبنائي هم عيال زايد، وأنا مستعدة للذهاب مع بقية أبنائي للحرب مع القوات المسلحة الإماراتية في اليمن. لقد أسرتني أحاديث أمهات الشهداء، حديث الصبر والتحمل، حديث يسمو فوق ألم الفراق، ولوعة البعد، وحزن الفقد.

لقد بكت إعلامية عربية حين جاءت تعزي أم شهيد، فلم تعد قادرة على الكتابة، لكن أم الشهيد أخذت تهدئ من روعها، وتخبرها عن أجر الشهيد؛ لأنها ربت أبناءها ليحموا الوطن.

لقد فقدنا الشهداء لكنهم للمجد ساروا، لعزة الوطن عملوا، ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن، فإلى الجنان الخلد، ولنا ذكراهم الخالدة التي ستبقى مسكاً و ريحاناً وعنبراً. بدمائهم الطاهرة ستشرق شمس الحرية نوراً ونصراً، على أرض اليمن، نصرة للحق، ودعماً للحكومة الشرعية، لأن اليمن يستحق أن يعود سعيداً، فتجمع الهوية الوطنية أبناءه، هوية تعلو على الهويات الطائفية، التي تعلي مصالحها الضيقة، لتستقوي بالخارج، كي يهدد اليمن، التي هي خاصرة الجزيرة العربية، لكن هناك من جاء محتلاً أراضيها، متوعداً شرّاً لدول الجزيرة العربية.

قدّم الشهداء أرواحهم رخيصة، تلبية لنداء الوطن، وأمهاتهم سطرنا آيات في حبّ الوطن. فيا أمّ الشهيد ما أكبرك أجرك! ما أعظم صبرك! أنتِ ربيتِ فأحسنتِ التربية، تحملت حزن الفقد، أنت قلب الأمة النابض حبا و حنانا وتضحية وعزيمة لا تلين.

وهذا المعنى الجديد وصفه، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالروح الجديدة. زار بيوت الشهداء، ليحضر مجالس العزاء؛ يواسيهم، يشد من أزرهم، ليجد فيهم روح التصميم على النصر، والرغبة في التضحية من أجل الوطن. وأما أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة فقد واست أسر الشهداء، قائلة إنهم مصدر فخر وهناك وفد من الاتحاد النسائي زار الأسر وتفقد احتياجاتهم.

والمجد لشهداء الإمارات
والنصر لقواتنا المسلحة.