الكاتب المصري محمود الورداني (24 - وائل السيد)
الكاتب المصري محمود الورداني (24 - وائل السيد)
الجمعة 2 أكتوبر 2015 / 01:04

الورداني لـ 24: الأحداث الكبرى تحتاج سنوات طويلة لكتابتها

24 - القاهرة - وائل السيد

يرى الكاتب المصري الكبير محمود الورداني أن الكتابة عن الأحداث الكبرى تكون مشكلة وقت حدوثها، وأن الكاتب يحتاج إلى فترة طويلة حتى يهضمها ويُعبِّر عنها، مؤكداً أنه يحتاج إلى الهدوء والسكينة والتأمل حتى يفعل ذلك.

وقال صاحب "بيت النار" و"الحفل الصباحي" و"موسيقى المول" والكاتب السبعيني الأبرز "إنه خاض حرب التحرير "أكتوبر" التي تقترب ذكراها، ليس على خط النار، ولكن في أشد صورها إيلاماً، حيث كان مسؤولاً عن دفن الشهداء، وصوَّر ذلك في روايته "نوبة رجوع"، غير أنه احتاج إلى سبعة أعوام كاملة ليفعل ذلك".

وقال: "لا أنسى مقولة كاتبنا العظيم يحيى حقي في (أنشودة البساطة) أنه على الكاتب أن يبتعد عما كتبه لفترات طويلة، قبل أن يعود إليه، وهو بالمناسبة لم يكن يتحدث عن ارتباطها بالأحداث الكبرى، لكن فعلاً الكاتب يحتاج إلى هذا".

وانتهى الورداني من كتابة رواية جديدة بعنوان "البحث عن دينا"، ويقول: "حينما اندلعت ثورة يناير توقفت عن الكتابة لفترة طويلة، لم أكن أعرف كيف أكتب رغم أنني كنت مُصرَّاً على الكتابة عن هذا الحدث الضخم الذي يشبه الزلزال، كانت الثورة بالنسبة لي حدثاً لا يوصف، وشعرت أنه لكي أعبر عنها فإنني يجب أن أتخلى عن خبراتي السابقة في الكتابة، أو تصوراتي السابقة عنها، الثورة شيء جديد تماماً، لكن لا أستطيع التعبير عنه، وفي الوقت نفسه أنا أؤمن بأن الكتاب يجب أن تتخلى عن الزعيق والصراخ، وأيضاً على الكاتب أن يؤمن بفكرة الاستبعاد، استبعاد الزوائد لمصلحة ما يستحق البقاء، ومن ضمن ما يجب استبعاده المجاز والاستخدام البلاغي للغة عموماً، وهكذا أصبحت الثورة مشكلة كبرى بالنسبة لي على مدار 4 سنوات كاملة".

وأضاف: "كنت أقترب من الكتابة وأبتعد عنها، أكتب مشهداً وأتوقف، نشرت مشهداً منها في أخبار الأدب بعنوان: جناحان من أجل دينا، ثم نشرت مشهدين في الأهرام بعنواني: حينما أخذتني دينا إلى المشرحة، والبحث عن دينا، والثاني هو نفس عنوان الرواية، ظلت المسألة تناوشني، ولا أعرف ما الذي أبحث عنه، ولكني كنت متأكداً أنه بمجرد ظهوره سأعرفه، وهو قد يكون طريقة الكتابة في الأغلب، كيف تكتب حدثاً عظيماً؟! وأخيراً نجحت في ذلك ووجدت الصيغة".

ويواصل: "الرواية 12 فصلاً، منها اثنان فقط لا وجود لدينا فيها، الأول بعنوان: بعيداً قليلاً عن دينا، والثاني: قليل من البكاء على الأطلال، أما بقية الفصول فتظهر دينا تلك الشخصية الأسطورية، مرة كشابة من شابات الثورة، وأحياناً امرأة كبيرة يعرفها الراوي، وأحياناً فتاة انتزعوا منها جناحيها، فبقي مكانهما جرحان شديدا الإيلام، كان الرواي يسير معها من التحرير إلى الاتحادية إلى سيدي حسن الأنور، إلى محمد محمود، إلى المشرحة، إلى اعتصام وزارة الثقافة، وهكذا انتهت تلك الرواية كما أردتها بالضبط، ولكن بعد سنوات طويلة، وهذا هو ما تحتاجه الأحداث الكبرى".