أوباما وبوتين (أرشيف)
أوباما وبوتين (أرشيف)
السبت 3 أكتوبر 2015 / 18:18

لوس أنجلوس تايمز: لابد لواشنطن من محاورة الدب الروسي بشأن سوريا

24 - إعداد: ميسون جحا

تعليقاً على التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا، وبدء القوات الروسية شن ضربات جوية ضد أهداف داخل الأراضي السورية، رأت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، بأنه لا بد للولايات المتحدة من محاورة الدب الروسي والتفاهم معه بشأن الموقف هناك.

وتقول الصحيفة إنه بعد مبارزتهما الخطابية في الأمم المتحدة، بدا واضحاً أن كلاً من الرئيسين أوباما وبوتين ينظران إلى الأزمة السورية من منظورين مختلفين. إذ فيما ينظر أوباما إلى بشار الأسد بوصفه طاغية أدى قمعه الوحشي لمتظاهرين سلميين إلى وقوع كارثة إنسانية، وفقدان شرعيته في الحكم، يرى بوتين في الأسد حليفاً لا غنى عنه في الحرب ضد داعش.

أرضية مشتركة
رغم ذلك، تقول لوس أنجلوس تايمز، هناك ما يكفي لاحتمال توفر أرضية مشتركة لتبرير قرار الإدارة للتعاون مع روسيا، سواء في مقاومة تنظيم داعش أو في السعي لتحقيق تسوية سياسية للحرب الأهلية الجارية حالياً في سوريا، والتي كلفت حياة أكثر من ربع مليون من الرجال والنساء والأطفال، وإلى تهجير أكثر من 4.5 مليون آخرين.

وتلفت الصحيفة إلى كون محاورة روسيا يعني اعترافاً بنفوذها المتنامي في المنطقة، ولكن إنكار هذه الحقيقة لا يخدم أي هدف. واستغلت روسيا، خلال الأشهر الأخيرة، بروز داعش لإشراك نفسها في الحرب ليس فقط في سوريا، حيث نقلت معدات وجنود وبدأت بشن هجمات جوية، بل يبدو أن روسيا تسعى لتوسيع دورها في محاربة داعش في العراق أيضاً. كما أخذت روسيا في تبادل معلومات استخباراتية مع حكومة الأسد وكذلك مع إيران، وحتى مع العراق، الذي يفترض أنه حليف لأمريكا.

رفض اقتراح
وترى الصحيفة بوجوب رفض الولايات المتحدة وحلفائها قبول اقتراح بوتين بوجوب ضم قواتهم إلى "القوات السورية التي تحارب داعش بشجاعة على الأرض"، حسب تعبيره. ولكن المساعدة الروسية من أجل دحر داعش، وهو الهدف الذي قدمته الولايات المتحدة على خيار خروج مبكر للأسد من السلطة، لا يفترض أن يرفض كلية لأن موسكو تدعم الأسد، أو بسبب وجود خلافات في مجالات أخرى، مثل أوكرانيا. ومن منطلق واقعي، سيكون التنسيق ضرورياً فيما لو شنت كل من روسيا والولايات المتحدة ضربات جوية ضد مواقع لداعش داخل سوريا.

اتفاق سلام
وبحسب لوس أنجلوس تايمز، قد يكون كسب دعم روسيا لتسوية سياسية في سوريا أكثر صعوبة. ولكن، بالرغم من المديح الذي كاله بوتين في الأمم المتحدة للنظام "الشجاع" في دمشق، فقد تكون روسيا مستعدة لدعم اتفاق سلام مع الأسد يقضي في نهاية الأمر لتخليه عن السلطة، أو تقاسمه السطلة مع المعارضة. وتبدو الولايات المتحدة محقة في بحث تلك الإمكانية.

أما منتقدو الرئيس أوباما من أعضاء الحزب الجمهوري، يرون أن الحال المتردية في سوريا هي نتيجة فشل الإدارة في ممارسة سياسة أكثر قوة وحسماً، في كل من سوريا وفي علاقاتها مع روسيا.

ولكن هناك من لا يقتنع من أصحاب القرار في أمريكا بأنه كان بوسع واشنطن تغيير مسار الأحداث عبر تسليح قوات "المعارضة المعتدلة"، وهي استراتيجية أضحت أكثر خطورة مع صعود داعش. كما لم يكن واقعياً الاعتقاد بأن استبعاد روسيا من مباحثات حول مستقبل سوريا. ومن هنا يجب، برأي الصحيفة، تركيز الاهتمام الآن على دفع تلك النقاشات في الاتجاه الصحيح.