الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الأحد 4 أكتوبر 2015 / 23:03

غارديان: دوافع عديدة وراء التدخل الروسي في سوريا

24- فاطمة غنيم

قالت صحيفة غادريان البريطانية، في افتتاحيتها إن "بوتين يتدخل في سوريا ولديه دوافع عديدة، فهو يريد أن يصرف الانتباه عن مغامرته غير المكتملة في أوكرانيا، ويسعى إلى الحصول على قدر من إعادة التأهيل الدولي، ويريد لروسيا أن تبدو وكأنها قوة عظمى تتصرف بجرأة في موضع فشلت فيه الولايات المتحدة".

وأوضحت الصحيفة أن "التدخل العسكري في سوريا يسهم في تعقيد شبكة متداخلة من الأغراض المتضاربة والاستخدام التنافسي للعنف الشديد الذي جلب الدمار لهذا البلد، خلال السنوات الأربع الماضية. وحتى لو افترضنا أن الطائرات الروسية ستستهدف تنظيم داعش،  فضلاً عن الجماعات المتمردة الأخرى التي هاجموها في بداية عملياتهم، فلن يكون للقصف الروسي سوى تأثير محدود على قدرة داعش على الحفاظ على الأراضي التي تسيطر عليها".

وأضافت الصحيفة "سيعمل الدعم الجوي الروسي الموجه ضد نطاق واسع من الجماعات المتمردة على تقوية نظام الأسد، على المدى القصير على الأقل، في الوقت الذي لن يحدث الأضرار نفسها بتنظيم داعش، وسيؤدي هذا، في غيبة أي تطورات أخرى، إلى إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة المدنيين".

تحويل القلق الدولي
ومع ذلك، ترى الصحيفة أن الخطوة الروسية ستوفر فرصة لتحويل القلق الدولي من الانكماش العسكري لداعش إلى حماية المدنيين أيّاً كانت الترتيبات التي يمكن تحقيقها مع أو بدون موسكو حتى لو كانت ترتيبات جزئية، وهي الفرصة التي ينبغي أن تغتنمها الولايات المتحدة وحلفائها.
وذكرت الصحيفة أن خطاب الرئيس فلاديمير بوتين في ظاهره يجعلنا نتفق على أن هناك أرضية مشتركة لمحاولة احتواء داعش. ويجب عقد اتفاقات لمنع أي مواجهات محتملة بين الطائرات الروسية وقوات التحالف.

وتابعت بقولها: "ولكن دعونا نذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ونقترح ملاذات آمنة ومناطق حظر طيران ووقف إطلاق النار محلياً، وهو ما سينقذ عدداً متزايداً من الناس العاديين ويخرجهم بعيدا عن خط النار، أو على الأقل تحريرهم من الخوف من الغارات الجوية التي يشنها أي جانب. لنسمع من موسكو أو طهران إن كانت لا تروقهم هذه الأفكار".

اعتراضات كبيرة
وأوضحت الافتتاحية أن هناك اعتراضات عملية كبيرة لمثل هذه المخططات، ولا سيما أنها تطرح ميزة عسكرية لمنافس أو آخر. حقيقة أنهم علوا أحيانا مع بعضهم البعض في الماضي، كما هو الحال في كردستان العراق بعد حرب الخليج الأولى، لا يعني إمكانية إحياء هذا التعاون بسهولة الآن. ولكن ينبغي استكشافه من قِبَل الحكومات والمخططين العسكريين بنشاط. "سيكون من الحماقة أن نكون متفائلين جداً، ولكن ينبغي بذل كل جهدنا".

كانت الصيغة الغربية لرفاهية الشعب السوري تتمحور حتى الآن حول العمل على تدمير داعش وإزالة نظام الأسد مع رعاية الأعداد الهائلة من اللاجئين في مخيمات في الدول المجاورة. وربما كان هذا النهج مقبولاً، بحسب الصحيفة، إذا كانت هناك فرص سلام قابلة للتحقق في سوريا. ولكن هذا النهج أهمل ضرورة حماية المدنيين في بلدهم.

ولفتت الصحيفة إلى أن الفشل في حماية المدنيين في البوسنة ورواندا أدى إلى ظهور مبدأ المسؤولية عن الحماية في 2005، الذي اعتمدته الأمم المتحدة رسمياً في 2009. وكان من المفترض أن يكون بمثابة الدرس المستفاد إلى الأبد، ولكن يبدو أننا قد نسيناه بسرعة في سوريا".

تحقيق السلام
وبطبيعة الحال، والكلام للافتتاحية، لا يزال هدفنا الرئيسي هو تحقيق سلام سوري حقيقي. يتدخل بوتين في سوريا ولديه دوافع عديدة: فهو يريد أن يصرف الانتباه عن مغامرته غير المكتملة في أوكرانيا، ويسعى إلى الحصول على قدر من إعادة التأهيل الدولية، ويريد لروسيا أن تبدو وكأنها قوة عظمى تتصرف بجرأة في موضع فشلت فيه الولايات المتحدة؛ يتطلع للوقوف بشموخ أمام الرأي العام الروسي؛ وربما لديه قلق حقيقي بشأن الجهاديين الذين ينضمون لداعش ثم سيعودون إلى روسيا.

ولكن إذا كان هناك شيء واحد نعرفه عن بوتين هو أنه لا يفكر بصورة منطقية، وفقاً للصحيفة،. ولعل روسيا قد أكلت أكثر مما تستطيع هضمه، وستؤدي تصرفاتها إلى تنامي عداء المسلمين السنّة تجاه روسيا. ويُعد الالتصاق أكثر بنظام الأسد خطوة غير حكيمة. وربما تسعى موسكو، في غضون فترة قصيرة نسبياً، إلى البحث عن استراتيجية للخروج.

إذاً وعندما يحدث ذلك، يمكن أن تتوافر لحظة تلتقي فيها المصالح الروسية والغربية، وهو التقارب الذي يتوجب أن يشمل إيران أيضاً، برأي الافتتاحبة، مضيفةً: هناك بصيص من الأمل في هذه التكهنات. في الوقت نفسه، ينبغي للبلدان الغربية أن تفكر في أي مبادرات من شأنها حماية المدنيين في سوريا الآن، ويجب اختبار روسيا وإيران بشأن هذه المسألة المهمة.