طائرة حربية روسية (أرشيف)
طائرة حربية روسية (أرشيف)
الإثنين 5 أكتوبر 2015 / 00:07

نيويورك تايمز: روسيا لم تنسق مع أمريكا والمواجهة محتملة بينهما

24- فاطمة غنيم

وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها الضربات الجوية الروسية في سوريا بأنها تجاوزت خطاً خطيراً في الشرق الأوسط، بما يؤدي إلى تصعيد الصراع الدموي، ويضع روسيا في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن "التحركات الروسية التي قام بها الرئيس، فلاديمير بوتين، تعقد الوضع على أرض المعركة التي تشهد حالة من الفوضى أصلاً، وسوف تجعل الوصول إلى تسوية سياسية أكثر صعوبة دون أدنى شك".

وأوضحت الصحيفة أن "بوتين يدعي أن الدافع وراء عمليات القصف في سوريا، هو قتال وتدمير الإرهابيين، بما في ذلك تنظيم داعش"، مشيرةً إلى أن "نوايا بوتين مشكوك فيها، ورجّحت أن هدف الزعيم الروسي هو إنقاذ الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي ضعفت قبضته على السلطة مع خسارة الجيش السوري لمساحات كبيرة من الأراضي ليس لصالح جماعة داعش، التي تحاول إنشاء دولة خلافة في سوريا والعراق فحسب، وإنما لصالح تحالف من الجماعات المتمردة يناوئ داعش أيضاً".

وأضافت أن "سوريا هي حليف روسيا في الشرق الأوسط، وقد دعم بوتين الأسد طيلة فترة الصراع. وكان باستطاعة بوتين أن يمنع سقوط البلاد في دائرة العنف عام2011 بإقناع حليفه بعدم مهاجمة المحتجين السلميين المناوئين للحكومة".

وشككت الصحيفة في أن تؤدي تدخلات روسيا إلى مساعدة الأسد في استعادة السيطرة على البلاد بأكملها، ويشكك بعض المسؤولين الأمريكيين في أن الخطة الروسية تتجاوز ما صرح به بوتين يوم الأربعاء بأنها سوف تكون ضربات "محدودة"، حيث قام الروس، في الأسابيع الأخيرة, بالدفع بعدد من الدبابات والطائرات الحربية وأسلحة ثقيلة أخرى إلى سوريا. ومن المنطقي افتراض الأسوأ، بالنظر إلى سلوك بوتين في أوكرانيا، حيث أنكر في البداية نقله لأي أسلحة أو قوات إلى البلاد ثم قام بضم القرم واستمر في زعزعة استقرار المنطقة الشرقية.

ورجحت عدم علم الرئيس أوباما بحركة بوتين الجريئة لتأكيد النفوذ الروسي في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، فإنها لا تملك أي استراتيجية واضحة في سوريا. كما أن بوتين لا يمتلك أي استراتيجية روسية واضحة أيضاً، باستثناء دعم الأسد، الذي يعتبره الرئيس الروسي المفتاح إلى الاستقرار، وهي الفكرة التي يرفضها السوريون تماماً.

ورأت الصحيفة أن بوتين يملك المبادرة الآن، لكن هناك مخاطر حقيقية تحيط بروسيا التي يعاني اقتصادها من العقوبات الاقتصادية المرتبطة بأوكرانيا ومن هبوط أسعار النفط. ولم يحاول الروس، قبل شن عمليتهم، أن ينسقوا مع الأمريكان لضمان عدم حدوث مواجهة جوية بين طائرات البلدين.

وكشفت الصحيفة عن آراء الخبراء العسكريين في التعزيزات العسكرية الروسية، حيث يؤكدون أن الطائرات الروسية قديمة ويمكن أن تتحطم وأن أسلحة بوتين ربما لا تكون دقيقة بما يكفي لتجنب سقوط ضحايا مدنيين بأعداد كبيرة. ترتفع لدى بوتين مخاوف مشروعة حول عودة المقاتلين الأجانب إلى روسيا من سوريا، ولكن عمليته العسكرية الجديدة يمكن أن تعود بنتائج عكسية وتجعل روسيا هدفا أكبر للمتطرفين.، بحسب الافتتاحية.

وأشادت برفض القيادة الأمريكية تحذيراً روسياً بعد بدء القصف الجوي بتجنب المجال الجوي السوري ووقف هجمات التحالف الأمريكي على داعش، مشيرةً إلى ضرورة أن يعمل أوباما مع شركاء أمريكا لتوجيه رد موحد على تحركات روسيا والسعي إلى إيجاد طريقة لوقف الحرب.

وفي الختام، لفتت الصحيفة إلى تصريحات بوتين يوم الأربعاء بأنه يأمل بعد التدخل الروسي أن يكون الأسد منفتحاً على الوصول إلى تسوية. ولكن ربما ينتهي الأسد إلى أنه يستطيع البقاء في السلطة إلى أجل غير مسمى بفضل التدخل الروسي المباشر في سوريا نيابة عنه.