الرئيس الأمريكي أوباما و الرئيس الروسي بوتين(أرشيف)
الرئيس الأمريكي أوباما و الرئيس الروسي بوتين(أرشيف)
الثلاثاء 6 أكتوبر 2015 / 17:27

صحيفة | أوباما: بوتين يتدخل في سوريا من ضعف لا من قوة

24 - إعداد: ميسون جحا

في مؤتمره الصحفي الأخير، ذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ثلاثة أسباب جعلته يؤكد على المضي في استراتيجيته تجاه سوريا. وتكرر صحيفة واشنطن إيكزامينر ذكر تلك الأسباب كما عددها أوباما، وهي أن روسيا مخطئة في سعيها لإجراء حل عسكري في سوريا، وأن منتقدي إدراته مخطئين في الاعتقاد بأن الرئيس الروسي" الضعيف" أصبحت له اليد الطولى قبل الولايات المتحدة، والسبب الثالث برأي أوباما هو أن التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط خطأ لأن الناس هناك لا يستطيعون إيجاد طريقة للعيش معاً.

وترى الصحيفة أن أوباما عمد لإضفاء مزيد من الغموض على استراتيجيته في سوريا رغم التدخل الروسي، والذي وصفه معظم المراقبين بأنه وسيلة لتغيير قواعد اللعبة، وأن دعوة بوتين خلال الأسبوع الجاري لتشكيل تحالف أشمل ضد داعش، ما جاء إلا بهدف إشراك النظام السوري في ذلك الحلف.

مناقشات
وتقول واشنطن إيكزامينر إن النقاشات التي تجري داخل أوساط الحكومة الفيدرالية الأمريكية تختلف عن تلك التي تجرى على المستوى الدولي. قال أوباما في مؤتمره الصحفي الأخير "كان على بوتين التدخل في سوريا ليس من منطلق قوة وإنما من ضعف، لأن حليفه الأسد، بدأ ينهار، وأصبح من الصعب عليه إرسال الأسلحة والمال، واليوم وجد بوتين ضرورة لإرسال طائراته وطياريه أيضاً، ولست أرى بعدما ألقى خطابه في الأمم المتحدة بأن تحالفاً تكون فجأة من ٦٠ دولة بدأ يصطف من خلفه. وحتى هذه اللحظة، تبقى إيران والأسد هما الجهتان الوحيدتان المنضويتان ضمن تحالف بوتين. وأما باقي العالم فهو يقف في صفنا".

خزعبلات
ورفض الرئيس الأمريكي ما وصفه" أفكار غير ناضجة" و"خزعبلات" كبدائل قدمت لسياسة نفض اليد التي يتبعها تجاه الأزمة السورية، والمتأثرة إلى حد كبير بالتجربة الأمريكية في أفغانستان والعراق منذ عام ٢٠٠١، ورغبته في تجنيب الولايات المتحدة الوقوع في مستنقع آخر في الشرق الأوسط.

وقال أوباما، مشيراً لعدم تحقق ذلك الأمر سواء في أفغانستان أو في العراق" ما لم ننجح في جمع الأطراف على الأرض للاتفاق للعيش معاً بطريقة ما، فلن يفيد أي عمل عسكري أمريكي، مهما بلغ حجمه، في حل المشكلة".

تجاهل حقيقة
وتلفت واشنطن إيكزامينز إلى أنه بالرغم مما ينصح به معظم الخبراء السياسيين الرئيس أوباما بأن الحل الوحيد للمشكلة في سورية يكمن في مرحلة انتقال سياسي تضم جميع الأطراف، وتحافظ على مؤسسات الدولة والجيش، فإنه ما زال يصر على موقفه بوجوب رحيل الأسد أولاً.

كما تجاهل الرئيس أوباما في مؤتمره الصحفي الأخير في البيت الأبيض عدة نقاط ودعوات لاتخاذ موقف جديد وبناء تجاه الأزمة السورية، وقد صدرت تلك الدعوات عن مجموعة متنوعة من النواب من كلا الحزبين، ومن مسؤولين ونشطاء على مستوى العالم، وحتى من قبل مستشارين سابقين حول القضية السورية، ويطالب عدد كبير من هؤلاء بإنشاء "منطقة آمنة" لحماية المدنيين، وهو الأمر الذي يجدون أنه أصبح أكثر إلحاحاً مع تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى أوروبا. وفي الوقت الحالي، أصبح أكثر من نصف السوريين ( ٢٢ مليون نسمة)، وجراء الحرب الأهلية التي بدأت قبل أربع سنوات، من النازحين سواء داخل سوريا أو في دول الجوار بحيث لجأ قرابة أربعة ملايين إلى الأردن ولبنان وتركيا.

تعديل ضروري
وفي ١٦ سبتمبر( أيلول) الأخير، قال فريدريك هوف، المستشار السابق لأوباما حول سوريا، في جلسة نقاش في مجلس الأطلنطي، حيث يعمل حالياً، بأن أزمة اللاجئين تدفع لضرورة تعديل السياسة السورية باتجاه إنشاء مناطق آمنة للمدنيين.

وقال هوف" إن عمليات القتل الجماعي تلغي قيمة الحديث عن مفاوضات وتسويات، وكذلك الأمر بالنسبة للنقاشات الدائرة بشأن ترتيبات انتقال سياسي. إن حماية المدنيين هو المدخل الوحيد الذي يمكن عبره تحقيق تحول إيجابي في سوريا".

تدارك التأخير
وفي نفس الوقت، تلفت واشنطن إيكزامينر، إلى كون واشنطن قد تركت لتدارك تأخيرها في التحرك إثر نشر بوتين، في الأسبوع الماضي، لطائراته، وجنوده وبدء ضرب أهداف داخل الأراضي السورية. وقد ركز عدد من أعضاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على استهداف داعش، بالرغم من أن أعضاء كالمملكة العربية السعودية وتركيا قد طالبتا أوباما، وبإلحاح قبل التدخل الروسي، باستهداف الأسد، لكنهما سارعتا مؤخراً لعقد لقاءات مع مسؤولين روس لبحث سبل حماية مصالحهما وفق الوقائع الجديدة. كما اتخذت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل خطاً معارضاً للموقف المتشدد للتحالف من الأسد، عندما دعت في أواخر الشهر الماضي لوجوب إشراكه في مباحثات سلام بشأن سوريا.

وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى مضي العراق، وهو نقطة ارتكاز التحالف في حربه ضد داعش، خطوة متقدمة عندما انضم إلى عملية تنسيق وتبادل معلومات استخباراتية، وهي العملية التي تضم كل من روسيا وسوريا وإيران والعراق. وفي لقاء أخير مع محطة فرانس ٢٤، قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أنه يرحب بفكرة توجيه ضربات روسية ضد أهداف لداعش داخل بلاده. وقال" إنه احتمال، وإن تلقينا طلباً بذلك، فسوف نبحث في الأمر".