وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر
وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر
الأربعاء 7 أكتوبر 2015 / 01:37

البنتاغون يعترف بقصف مستشفى أفغاني "عن طريق الخطأ"

أعلن الجيش الامريكي اليوم الثلاثاء أنه يتحمل المسؤولية عن ضربة جوية مميتة على مستشفى في مدينة قندوز الافغانية ووصفها بأنها خطأ وتعهد بمحاسبة المسؤولين.

وأسفرت الضربة التي وقعت يوم السبت ضد مستشفى أفغاني تديره منظمة أطباء بلا حدود عن مقتل 22 شخصاً وأغضبت بشدة المنظمة الطبية الخيرية. وأنحى مسؤولون بمنظمة أطباء بلا حدود باللوم على الولايات المتحدة وطالبوا بتحقيق مستقل في الهجوم الذي وصفته بأنه جريمة حرب.

وقال وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر إن البنتاغون "يأسف بشدة" على الخسائر في الارواح. وقال كارتر خلال رحلة الى أوروبا في بيان أن "الجيش الأمريكي يتحلى بأكبر قدر من الاهتمام في عملياتنا لتفادي وقوع خسائر في أرواح أبرياء وعندما نرتكب أخطاء فأننا نقول الصراحة. وهذا بالضبط ما نفعله الآن".

وقال "نفعل كل ما في وسعنا لفهم هذا الحادث المأساوي ونتعلم منه وسنحاسب الاشخاص المسؤولين عنه حسبما تقتضي الضرورة".

وفي وقت سابق قالت واشنطن ان الجنرال جون كامبل القائد الأمريكي للقوات الدولية العاملة في أفغانستان وصف الضربة بأنها خطأ اتخذ في إطار هيكلية القيادة الأمريكية.

والتعليقات التي أدلى بها كارتر وكامبل هي أكثر اعتراف مباشر حتى الان من جانب الحكومة الامريكية بأن الضربة التي تعرض لها المستشفى نفذتها قوات أمريكية. وأمس الاثنين اكتفى كامبل بقول إن القوات الامريكية استجابت لطلب دعم من القوات الافغانية.

وأوضح كامبل خلال الادلاء بإفادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أنه يفضل إعادة التفكير في خطة تقضي بسحب جميع القوات الأمريكية تقريباً بنهاية العام المقبل. وقال إن التهديدات المتزايدة في أفغانستان من قبل تنظيمي داعش والقاعدة كانت عوامل صاغ على أساسها توصياته للبيت الأبيض بشأن مستويات القوات في المستقبل.

وقال كامبل إن القوات الأمريكية استجابت لطلبات القوات الأفغانية ووفّرت غطاء جويا لها بينما كان الجنود الأفغان يشتبكون مع مسلحي طالبان في العاصمة الإقليمية قندوز.

وأضاف في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "لنكن واضحين.. قرار القصف الجوي كان أمريكيا اتخذ داخل هيكلية تسلسل القيادة الأمريكية.

"ضرب مستشفى بطريق الخطأ. لم نكن أبدا لنستهدف عن عمد منشأة طبية تتمتع بالحماية."

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما توقع اتخاذ خطوات لمنع تكرار مثل هذا الحادث.

وتعتمد حكومة الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني بصورة كبيرة على الدعم العسكري الأمريكي ولا توجه للولايات المتحدة من النقد كذلك الذي اعتاد توجيهه الرئيس السابق حامد كرزاي. وأحجمت الحكومة الأفغانية عن انتقاد الولايات المتحدة.

لكن مسؤولاً بالجيش الأفغاني سلط الضوء على النقطة الخاصة بطلب القوات الأفغانية شن غارة ضد المستشفى.

وقال عبد الله وهو قائد القوات الخاصة الأفغانية في قندوز إن رجاله تعرضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة قرب المستشفى وهي تقاتل قوات من طالبان يقدر عددها بنحو 500 رجل.

وقال لرويترز "ربما يكون صحيحا أن قواتنا طلبت شن غارة جوية لضرب مكان العدو لكن ذلك لا يعني الذهاب وقصف المستشفى."

وتحدث المسؤول العسكري الأفغاني قبل شهادة كامبل اليوم الثلاثاء التي قال فيها الجنرال الأمريكي بوضوح إن الغارة نفذت بقرار أمريكي.

وأشار كامبل اليوم الثلاثاء إلى أنه اعطى توجيهات للقوات تحت إمرته بالخضوع لتدريب مكثف من أجل مراجعة ترتيب السلطات أثناء سير العمليات وقواعد الاشتباك لمنع حوادث أخرى كذلك الذي حدث في قندوز.

التركيز مرة أخرى على المهام
وسلط الحادث - إلى جانب احتلال حركة طالبان لقندوز أواخر الشهر الماضي- الاهتمام من جديد على جدوى المهمة العسكرية الأمريكية المستمرة في أفغانستان منذ 14 عاماً.

وعبّر عدد كبير من أعضاء الكونجرس عن قلقهم العميق من خطط الرئيس الأمريكي باراك أوباما للانسحاب النهائي للقوات الأمريكية من أفغانستان وإعادة النظر في الجدول الزمني لتخفيض عدد القوات الأمريكية الذي ينص حالياً على سحبها كلها باستثناء عدد قليل بنهاية عام 2016.

وقال السناتور جون مكين الرئيس الجمهوري للجنة في إشارة إلى أحداث 11 سبتمبر أيلول 2001 "أدار العالم ظهره لأفغانستان من قبل وتدهورت الأوضاع حتى وصلت إلى الفوضى وهو ما أسهم في وقوع أسوأ هجوم إرهابي على وطننا الأم."

وأضاف "لا يمكننا تحمل تبعات تكرار الخطأ عينه."

ورفض كامبل الدخول في تفاصيل التوصيات التي قدّمها للبيت الأبيض بشأن مستويات عدد القوات العسكرية الأمريكية لكنه أشار إلى أنها تشمل خيار نشر عدد من الجنود يفوق مجرد قوة صغيرة تتمركز في مقر السفارة. وفي أفغانستان حاليا نحو 9800 جندي أمريكي.

وأضاف "الأوضاع على الأرض تغيرت منذ 2014."

وحين سأله السناتور أنجوس كينج إن كان يقصد أن الأوضاع في أفغانستان تتطلب مراجعة لخطة سحب القوات أجاب كامبل قائلا "نعم سيدي."