الجمعة 9 أكتوبر 2015 / 09:36

خطبة الجمعة الموحدة: الإمارات مظلة الأمل

نشرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية عبر موقعها الإلكتروني، خطبة الجمعة الموحدة لليوم 9أكتوبر(تشرين الأول)، تحت عنوان "الإمارات مظلة الأمل".

وتناولت الخطبة الأولى لصلاة الجمعة الحديث عن قيمة العطاء وفعل الخير في الإسلام، وهو ما عملت به دولة الإمارات، في مختلف الميادين حول العالم، فبذلت المال لفك كرب المحتاجين ومد يد العون لهم، وقدمت الدماء دفاعاً عن المظلومين لنصرتهم، وأشارت الخطبة الثانية إلى  مبادرة نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم  في العطاء الإنساني، كنموذج للخير الخالص لوجه الله.


نص الخطبة
أيها المسلمون إن الحياة ميدان للخير عظيم، ومضمار للأجر كبير، تتنوع فيه الطاعات، وتتعدد فيه الأعمال الصالحات، لتشمل الإحسان بجميع صوره، والبر بكل أنواعه، وقد ثمن الإسلام المبادرات التي تزرع الأمل في نفوس المحتاجين، ويتعدى نفعها للآخرين، وجعلها من أعظم أبواب القربات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.

عطاء الإمارات
ولقد أنعم الله عز وجل علينا في دولة الإمارات العربية المتحدة بنعم لا يحصيها عد، وأمرنا بشكرها، ووعدنا بالزيادة عليها، قال سبحانه:( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم). ونعم الله علينا تستوجب الشكر القولي والعملي، قال تعالى:( اعملوا آل داوود شكرا)، فالشكر حقيقته الاعتراف بالنعمة للمنعم، واستعمالها في طاعته، وما من نعمة تفضل الله عز وجل على الإمارات بها، إلا وشكرت لله تعالى، وجادت منها على غيرها، فقد أسبغ الله سبحانه علينا الاستقرار، وهي من أعظم المنن في الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".

أموال ودماء
فبذلت الإمارات من أموالها، ودماء أبنائها، لاستقرار أشقائها، ومدت بالمبادرات المتتالية يدها، لتزرع الأمل في النفوس، وترسم البسمة على الوجوه؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا بالتمسك بالأمل، والإقدام على العمل، فقال صلى الله عليه وسلم : "إن قامت على أحدكم القيامة، وفي يده فسيلة فليغرسها".

وقد تعددت فسائل الخير من الإمارات، وتنوعت أياديها البيضاء في مجالات التعليم والاهتمام بالمتعلمين، واحتضان المبتكرين، ورعاية المرضى والمساكين، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، من أجل التنمية والبقاء والارتقاء، وبذل الجهد لتظل الأرض عامرة إلى آخر أمدها، وليعيش الناس فيها بخير ونعمة، وهذا مما يؤجر عليه المرء، قال عز وجل:( وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم).

العلم والمعرفة
أيها المصلون: وقد نهضت دولتنا المباركة في الجانب التعليمي والمعرفي نهضة كبيرة، وخطت خطوات واسعة، فأنشأت المدارس والمعاهد والجامعات، واستقطبت العقول والخبرات، والعلماء والكفاءات، فترجمت شكر هذه النعمة إلى بناء المؤسسات التعليمية ودعم التعليم في البلدان الأخرى، اهتماما بالعلم الذي جعله الله تعالى سببا لرفعة الإنسان ورقيه ؛ فقال عز وجل:( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير).

مكافحة المرض
وعملت الإمارات على مكافحة المرض في كثير من البلاد المحتاجة شكرا لله على ما أنعم علينا به من مستوى راق في الصحة العامة، ومن مؤسسات علاجية متقدمة، فأنشأت لهم المستشفيات، وأرسلت إليهم القوافل العلاجية والمساعدات الإغاثية، ضمن مبادرات إنسانية عديدة كمبادرة: الشام في قلوبنا، وإعادة إعمار غزة، وعونك يا يمن، وسقيا الماء، وتحصين سبعة عشر (17) مليون طفل لاستئصال مرض شلل الأطفال، وكسوة مليون طفل محروم في العالم، وغير ذلك من المبادرات، مرددة لهم قول نبي الله يعقوب عليه السلام:( ولا تيأسوا من روح الله). أي: لا تقنطوا من فرج الله. فبعثت الأمل في قلوبهم، وطردت اليأس من نفوسهم، ورسمت البسمة على وجوههم, وأدخلت السرور عليهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا".

صناعة الحياة
 وهذه الأعمال الإنسانية تعبر عن الرحمة التي تظهر ما للإسلام من وجه مشرق في صناعة الحياة، ودور فعال في بناء الحضارة، وما تتركه من آثار عظيمة على الفرد والمجتمع، فهي تعلم الجاهل، وتداوي المريض، وتطعم الجائع، وتجبر المسكين، وترحم الضعيف، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". وبذلك أصبحت دولة الإمارات مظلة للأمل، ومثلاً للعمل الإنساني، حتى تبوأت الصدارة والريادة في الأعمال الخيرية المتجددة.

فيا سعادة من أودع الله تعالى في قلبه حب الخير، فأنفق من ماله، وبذل المعروف, وساعد المحتاجين، وواسى الضعفاء والمحرومين، مبتغيا بذلك الأجر والثواب من رب العالمين، يقول ربنا تعالى في بيان جزاء المنفقين:( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

الخطبة الثانية
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن أمتنا اليوم تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، وتواجه تحديات ضخمة تحول دون رقيها، كالتطرف والحروب، والهجرات والفقر والمرض والجهل، وتحتاج إلى تضافر الجهود لتنهض من كبوتها، وتأخذ بأسباب قوتها ونهضتها، واستعادة دورها الحضاري، واستئناف مساهمتها في تقديم الخير للبشرية، وقد أطلق نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم  مبادرة رائدة في العطاء الإنساني، تعمل على مكافحة الجهل والفقر والمرض، ونشر الثقافة والابتكار ومبادئ الوسطية والتسامح والتعايش، لتزرع للشباب الأمل في مستقبل أفضل، ولتصنع جيلاً من المبدعين ينهضون بالمسؤوليات، ويساهمون في صنع الإنجازات، وقد قال  "إننا لا نبتغي بهذه الأعمال غير رضا الله، وإن النعمة التي أنعم الله علينا في الإمارات تستوجب الشكر بمثل هذه الأعمال، وعطاؤنا ممتد بامتداد حياتنا، قال تعالى:( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)".