الأحد 11 أكتوبر 2015 / 08:11

استشهاد أم وطفلتها الرضيعة في غارة إسرائيلية على غزة

استشهدت سيدة فلسطينية حامل وابنتها الرضيعة وأصيب ثلاثة من أفراد أسرتها بجروح في غارة إسرائيلية فجر الأحد على حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وفق مصدر طبي فلسطيني وذلك غداة يوم شهد تصاعداً في أعمال العنف ما ينذر بانتفاضة فلسطينية ثالثة.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة "استشهدت الأم نور حسان (30 عاماً) وهي حامل في شهر الخامس وطفلتها رهف حسان (عامان) وأصيب ثلاثة آخرون جراء غارات الطائرات الحربية الصهيونية على منطقة الزيتون ما أدى إلى انهيار المنزل على ساكنيه".

وكان الجيش الاسرائيلي أعلن في وقت سابق أنه استهدف بغارة جوية "ورشتين لصنع الأسلحة تابعتين لحماس" وذلك رداً على إطلاق صاروخ مساء السبت من غزة.

كيري
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السبت للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو عن "قلقه العميق" إزاء تصاعد أعمال العنف في القدس والضفة الغربية المحتلتين.

وأوضح بيان للخارجية الأمريكية أن كيري "تحدث بشكل منفصل" السبت مع عباس ونتانياهو ليعرب لهما "عن قلقه العميق إزاء موجة العنف الأخيرة ولعرض دعمه للمبادرات الهادفة لاستعادة الهدوء بأسرع ما يمكن".

واكد كيري "أهمية إدانة العنف بحزم والتصدي للاستفزازات واتخاذ إجراءات إيجابية لخفض التوتر".

كما دعا كيري عباس ونتانياهو إلى "احترام الوضع القائم قولاً وفعلاً" في المسجد الأقصى و"منع الأفعال والخطابات النارية التي تزيد من التوتر".

وخلال هذين الاتصالين مع كيري تبادل عباس ونتانياهو الاتهام بالمسؤولية عن العنف.

وجدد عباس تاكيد ضرورة أن تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن "التغطية على استفزازات المستوطنين التي يقومون بها في حماية الجيش" الإسرائيلي.

من جهته قال نتانياهو إنه ينتظر من السلطة الفلسطينية ان تتوقف عن "التحريض الشديد القائم على أكاذيب والذي أدى الى موجة اإارهاب الحالية".

ومنذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) نفذ فلسطينيون 14 عملية طعن في الضفة الغربية والقدس وإسرائيل أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة نحو 20 إسرائيلياً بجروح في حين قتلت الشرطة الإسرائيلية سبعة من منفذيها واعتقل الباقون وأصيب بعضهم بجروح.

وأعادت اعمال العنف هذه إلى الاذهان الانتفاضتين الشعبيتين الفلسطينيتين الأولى (1987) والثانية (2000) ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وشيع الفلسطينيون السبت ثلاثة شهداء سقطوا بنيران إسرائيلية وسط أجواء من التوتر الشديد فاقمها إقدام فلسطينيين على القيام بعمليتي طعن في القدس قبل أن يستشهدا، واستشهاد فلسطينيين اثنين اخرين في جنوب قطاع غزة.

تصعيد
وتلوح في الأفق بوادر تصعيد وخصوصا ان المواجهات اتسعت منذ الجمعة إلى قطاع غزة الذي شهد ثلاثة حروب مع إسرائيل خلال ست سنوات.

وفي القدس الشرقية، سار مئات من الرجال الغاضبين خلف نعش احمد جلال صلاح قالي (22 عاماً) الذي قضى برصاص القوات الإسرائيلية خلال صدامات في مخيم شعفاط مساء الجمعة، وهو ثاني فلسطيني يقتل في هذا المخيم في أقل من 48 ساعة.

وفي الخليل ويطا بالضفة الغربية، شارك الآلاف في تشييع شابين فلسطينيين قضيا بعد هجمات بالسلاح الابيض على إسرائيليين.

والسبت وقع هجومان جديدان بالسلاح الابيض، ليرتفع عدد الهجمات إلى 14 في ثمانية أيام ضد إسرائيليين ويهود.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية ان ثلاثة شرطيين إسرائيليين ويهوديين متدينين أصيبوا السبت في القدس الشرقية المحتلة في هجومين جديدين بالسكين، قتل الشرطيون منفذيهما.

ووقع الهجومان على مسافة قريبة الواحد من الآخر قرب البلدة القديمة في القدس الشرقية.

وقالت الشرطة إن منفذ الهجوم الأول ضد اليهوديين المتدينين هو فلسطيني من القدس الشرقية في الـ16 من العمر يدعى إسحق بدران. والثاني شاب فلسطيني في الـ19 من الحي نفسه في القدس الشرقية.

وأصاب اسحق بدران اليهوديين المتدينين في ال62 والـ65 بجروح طفيفة صباح السبت في البلدة القديمة كما ذكرت الشرطة وفرق الاسعاف ثم اردته عناصر الشرطة.

وبعد الظهر أرادت الشرطة المنتشرة بأعداد كبيرة في المدينة القديمة بسبب التوتر التدقيق في هوية شخص كان سلوكه مشبوها. فاخرج الأخير سكيناً واصاب عنصرين بجروح بالغة فأطلق الشرطيون النار وقتلوه لكنهم أصابوا احد رفاقهم بجروح خطرة.

والسبت أيضاً، قتل فتيان فلسطينيان بنيران إسرائيلية شرق مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، وفق ما أفاد مصدر طبي.
وبذلك، يرتفع إلى تسعة عدد الشبان الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران اسرائيلية منذ الجمعة في القطاع.

كذلك، أصيب 17 فلسطينياً في المواجهات التي وقعت السبت في جنوب القطاع وفق المصدر نفسه.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي ان الفلسطينيين في سياق "شغب عنيف، دخلوا المنطقة العازلة وألقوا بحجارة واطارات مشتعلة. فاطلق الجنود النار في الهواء لوقفهم ولكن من دون جدوى. فأطلقوا النار عندها".

ووقعت صدامات اخرى قرب معبر إيريز على الحدود الشمالية لغزة حيث "عبر عشرات المشتبه بهم السياج واعتقل خمسة منهم" بحسب الجيش.

وقالت الحكومة الفلسطينية في بيان إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين يمعنون في ارتكاب الجرائم بحق شعبنا الأعزل على مرأى ومسمع من العالم".

سياسياً، اعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات السبت أن وفداً من اللجنة الرباعية الدولية سيصل إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء لبحث التصعيد الإسرائيلي في الاراضي الفلسطينية.