الرئيس الامريكي باراك أوباما (البيت الأبيض)
الرئيس الامريكي باراك أوباما (البيت الأبيض)
السبت 21 نوفمبر 2015 / 17:16

وول ستريت جورنال: أسباب تصاعد الآراء الأمريكية المناهضة للسوريين

24 - طارق عليان

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها إن تردد إدارة الرئيس باراك أوباما في مكافحة التطرف الإرهابي ذات الطابع الإسلامي المزيف ساهم كثيراً في رد الفعل غير الليبرالي تجاه اللاجئين خصوصاً بعد هجمات باريس.

كان الرئيس أوباما هاجم في قمة مجموعة العشرين بتركيا يوم الاثنين التراجع السياسي في الولايات المتحدة ضد إعادة توطين مزيد من اللاجئين السوريين، وخصوصاً المسلمين، واصفاً ذلك بأنه لا يتوافق مع المبادئ الأمريكية.

وأكدت الصحيفة أنه كان يتوجب عليه أن يفكر في ذلك قبل أن لا يفعل سوى القليل جداً في سوريا ويسمح لداعش ببناء ملجأ واسع للإرهاب.

وقال أوباما في مؤتمر صحفي في تركيا: "إن الناس الذين يفرون من سوريا هم الأكثر تضرراً من الإرهاب. ولن نغلق قلوبنا أمام هؤلاء الضحايا أو نساوي بين قضية اللاجئين وقضية الإرهاب".

وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما كان أصدر قراراً رئاسياً بقبول ما لا يقل عن 10 آلاف من اللاجئين الفارين من داعش والحرب الأهلية في سوريا. لكنه يواجه مأزقاً سياسياً الآن في أعقاب المجزرة التي وقعت يوم الجمعة في باريس. ويدعو كل مرشح جمهوري للرئاسة اليوم إلى تقييد سياسة اللاجئين إلى الولايات المتحدة. ويشرع 12 حاكم ولاية الآن لاتخاذ خطوات لمنعهم من دخول ولاياتهم، وسوف يصوت الكونغرس عاجلاً أو آجلاً على حجب الأموال لإعادة توطين اللاجئين السوريين.

وتساءلت الصحيفة في استنكار: لماذا لم يتوقع أوباما ردة الفعل هذه، مشيرة إلى أن الأمريكيين استقبلوا الكثير من لاجئي الحروب على مدار عقود، بدءاً من يهود أوروبا إلى الهمونغ والفيتناميين، إلى الكوبيين والأفغان، لكن اللاجئين القادمين من تلك الصراعات الخارجية لم يكن بينهم وكلاء سيواصلون الحرب على شواطئ الولايات المتحدة.

الاستفادة من حادث باريس
وحذرت الصحيفة من ضرورة أن تتعلم أمريكا من حادث باريس؛ فتنظيم داعش سعيد جداً باستخدام الشتات السوري لزرع عملائها لقتل الفرنسيين. ويُعتقد بأن واحد على الأقل من القتلة يوم الجمعة هاجر من سوريا عبر اليونان إلى باريس. ولم يكن لدى جميع المهاجرين الآخرين، المسلم منهم والمسيحي، أي نية دموية من هذا القبيل. ولذا لا يمكن إلقاء اللوم على المواطن الأمريكي العادي لرفضه التطوع بأن يكون جاراً مجاوراً لأي منهم.

ودافعت الصحيفة عن تصريحات المرشحان جيب بوش وتيد كروز بأن يكون للاجئين المسيحيين الأولوية، مشيرةً إلى أن المسيحيين يعانون بالفعل من تهديدات خاصة من قِبَل داعش. فإذا لم يتم قتلهم لأغراض ارهابية، فيجب عليهم اعتناق الإسلام أو الموت. وتتعرض بناتهن للاغتصاب ويُجبرن على الزواج من مسلمين. ويتم تفجير كنائسهم. كان يمكن أن تكون الولايات المتحدة على حق في قبول وإنقاذ المزيد من اليهود من الإبادة الجماعية النازية في الثلاثينات والأربعينات. ولا يختلف حال المسيحيين السوريين عن ذلك اليوم.
وتسلط الصحيفة الضوء على نقطة تزعم محاولاتها المتكررة لشرحها تدريجياً لأصدقاء أمريكا منذ بدء الحرب على الإرهاب، وتقضي بأن أحد الأسباب المهمة لقبول انتهاكات صغيرة للحرية من أجل منع القتل الجماعي الإرهابي يرجع إلى أن العواقب السياسية المترتبة على الفشل ستكون أسوأ بكثير بالنسبة للقيم الليبرالية.

ودافعت الصحيفة بأن جمع البيانات الإلكترونية الوصفية للصفحات والمواقع أو مراقبة المساجد أو الطلاب المسلمين لا يُقارن بما يمكن أن يطالب به الرأي العام الأمريكي الخائف إذا وقع حدث مشابه لباريس وقت الذروة في أحد الشوارع أو المولات الأمريكية. يشار إلى أن معسكرات الاعتقال للأمريكيين من أصل ياباني في الحرب العالمية الثانية كانت فترة مخزية في تاريخ الولايات المتحدة، لكن فرانكلين روزفلت، سمح بإنشاء تلك المخيمات تحت ضغط سياسي بعد واقعة بيرل هاربور.

التدخلات الخارجية
وأضافت الصحيفة إن المنطق ذاته ينطبق على التدخلات الخارجية. يتباهى أوباما بأنه تجنب خطأ الرئيس السابق جورج دبليو بوش في العراق من خلال عدم التدخل في سوريا. لكن التردد وعدم فعل شيء له عواقب أخلاقية أيضاً، منها ما نشهده الآن من صعود الخلافة الإرهابية وأسوأ فيضان للاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وتزايد خطر الهجمات الدموية المشابهة لهجمات باريس في جميع أنحاء الغرب. ومن الممكن أن تؤدي سياسة عدم التدخل الليبرالية لأوباما في الخارج إلى وفاة عدد من الأبرياء يفوق إنشاء منطقة آمنة سورية وتدمير داعش.

وفي الختام سخرت الصحيفة من أوباما قائلةً إنه إذا حارب داعش بنصف القوة التي يلقي بها محاضراته أخلاقية، سيجد أن أمريكا بخوف أقل سترحب بعدد أكبر من اللاجئين.