جندي فرنسي يُجهز مقاتلة من طراز "رافال" لضرب أهداف لداعش في قاعدة عسكرية بموقع لم يتم الكشف عنه (المصدر)
جندي فرنسي يُجهز مقاتلة من طراز "رافال" لضرب أهداف لداعش في قاعدة عسكرية بموقع لم يتم الكشف عنه (المصدر)
الإثنين 23 نوفمبر 2015 / 22:10

شيكاغو تريبيون: فشل أمريكي في الحرب على داعش

24- إعداد: فاطمة غنيم

انتقدت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية، قيام كثير من أعضاء الكونغرس والرئيس باراك أوباما، بتبديد طاقاتهم ضد بعضهم بعضاً، بدلاً من التركيز على داعش وأعمالها الإرهابية، بعد مضي أكثر من أسبوع على مذبحة باريس، مشيرة إلى أن بعض مرشحي الرئاسة من الحزبين الرئيسيين، ثبت ضعفه في تقديم تصور لكيفية شن حرب غير تقليدية يخوضها الأمريكيون بالفعل.

وقالت الصحيفة إن السياسيين مشغولين بالحرب فيما بينهم، ويعمقون أزمة الثقة بين المواطنين الذين لا يجدون من يجيب على السؤالين التاليين: "من على وجه الأرض مسؤول عن هزيمة، وليس احتواء، هذا العدو المتوحش الجديد للحضارة الليبرالية؟، وما هي حدود الدور المنوط بهذه الأمة في تلك المعركة؟".

من يهزم العدو المتوحش؟
وأبدت الصحيفة ارتياحها تجاه تصريحات الرئيس فرانسوا هولاند، وانتشار قوات فرنسا في الحرب التي أعلنها ضد داعش، وأثنت بوجه خاص على التكتيكات الناجحة للقبض على المتآمرين وتعطيل المؤامرات قيد التنفيذ، فضلاً عن وفاة، المواطن البلجيكي من أصل مغربي عبد الحميد أباعود، والذي يبدو أنه العقل المدبر لهجمات باريس، ولكن تساءلت الصحيفة وماذا بعد؟".

ترى الصحيفة أن الاستجابة القوية لفرنسا لم توقف جميع الهجمات الإرهابية رفيعة المستوى، إذ أدى حادث احتجاز رهائن يوم الجمعة وذبحهم في فندق راديسون بلو في باماكو مالي، إلى إضافة بُعد غير مفيد، إذ ادعت جماعتان، أحدهما تابعة لتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن إراقة الدماء، فهل كان ذلك تنافس داخلي مع تنظيم داعش؟، أو تصادم بغيض بين متنافسين من حيث التوقيت؟، أو دليل آخر على أن التطرف الإسلامي لا يزال ينعم بطور نمو غير مريح؟.

وعند قراءة الصحف، كما تزعم الصحيفة، قد يظن المرء أن قتال داعش هي الحرب العالمية الوحيدة التي يقف فيها معظم العالم في جبهة واحدة، فيجري هولاند اتصالاته للحصول على تحالف حربي مع واشنطن وموسكو وغيرهما، كما تريد بكين هزيمة داعش.

ولكن تؤكد الصحيفة أن المناقشات الأمريكية تبدو مشغولة "بالسياسة الوطنية" أكثر من "الأمن القومي"، إذ يتوق أعضاء مجلسي النواب والشيوخ المتبارزين إلى التركيز على نقاط الحوار الحزبية في الدورة الانتخابية، ويقاوم أوباما أي حرب تهدد تاريخه، في الوقت الذي يقترب فيه من ترك البيت الأبيض والانتقال إلى حياته المدنية.

وأبانت الصحيفة أن مسألة إعادة توطين اللاجئين في أمريكا مهمة على أكثر من صعيد، ولكنها ليست القضية الوحيدة المهمة، أو الأكثر حساسية في هذا التوقيت، مشيرة إلى أنها تؤيد التوقف بُرهة في هذه العملية حتى يتمكن مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي وغيره من المسؤولين من تدقيق عملية الفحص، لمعالجة أوجه القصور التي تم تحديدها.

واشنطن حائرة
ولخصت الصحيفة الوضع الأمريكي لحالة الحرب بقولها إن واشنطن غير موحدة القرار بشكل محرج، وغير محددة الاتجاه بشكل رسمي، إذ تعهد أوباما في خطاب له في سبتمبر (أيلول) 2014، بتدمير داعش تدميراً نهائياً، ووضع سياسة الحرب بمفرده،ـ ولم يكن الوضع في الكونغرس أفضل حالاً، فكان الكثير من أعضائه يخشون تصويتاً يمكن أن يرتد عليهم بنتائج عكسية، وما كان يراه الكثير من الأمريكيين بأن أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب يؤدون وظائفهم، رآه الكثير من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب على أنه ضرر على وشك الحدوث.

وبصورة أوضح، تكشف الصحيفة أن الديمقراطيين الليبراليين كانوا يخشون نشر قوات برية، ولم يكن الجمهوريون المحافظون يثقون في أوباما لشن حرب عدوانية.

وقال البيت الأبيض أنه، نظراً للخطوات التي اتخذها الكونغرس بعد أحداث 11/9 التي استهدفت إلى تنظيم القاعدة، لم يكن أوباما في حاجة لسلطة إضافية، لكنه قال أيضاً إنه سيرحب بتدعيم الكونغرس له ضد داعش، وكان أوباما يخشى أنه بمجرد أن تسقط القنابل، يقوم الكونغرس برفض قرار يجيز استخدام واسع للقوة في سوريا والعراق، فماذا سيفعل وقتها؟.

وأضافت الصحيفة أن أمريكا وحلفائها المحتملين بدوا مرتبكين حول ما تقوم به الولايات المتحدة، وزادت حيرتهم في وقت مبكر من هذا العام، ومع انتهاء انتخابات 2014 ، طلب أوباما من الكونغرس تفويضه باستخدام القوة ضد داعش، وذلك بمنع "العمليات القتالية الهجومية البرية الدائمة"، وأراد أن ينتهي هذا القرار خلال 3 سنوات، لتقييد أيدي الرئيس القادم أيضاً.

وفي ختام المقال، طالبت الصحيفة أن يقوم الكونغرس بمهامه ويمنح الرئيس والرؤساء في المستقبل حرية العمل، مؤكدةً دعمها لهذا المطلب بعد هجمات باريس لأن التفويض بالحرب هي مسؤولية النواب، وسيؤدي تحديد الأهداف وحدود هذه المعركة إلى تركيز السياسيين وجميع الأمريكيين على الفوز بها.