قيادات من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن (أرشيف)
قيادات من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن (أرشيف)
الثلاثاء 24 نوفمبر 2015 / 19:26

الأردن: جماعة الإخوان تتخبط في العزلة والانشقاقات

24 - عمان - ماهر الشوابكة

كشفت مصادر إخوانية سابقة تخبط القيادة الحالية للجماعة غير المرخصة، والعزلة التي تعانيها بعد قرار عدد من القيادات التاريخية للجماعة مثل المراقب العام السابق سالم الفلاحات، وحمزة منصور، وبعض "حكمائها" إعلان ماأصبح يُعرف بـ"مبادرة الشراكة والانقاذ"، ومقاطعة اجتماعات القيادة، وإنشاء تيار سياسي، ربماتطور لاحقاً إلى حزبٍ سياسي على أنقاض الجماعة.

وقالت المصادر لـ24 إن القيادة الحالية والتي يتزعمها همام سعيد بدأت محاولات يائسة لشراء ذمم العديد من قيادات قطاعات الشباب في الجماعة، للحيلولة دون انضمامهم الى التيار السياسي الجديد للاخوان.

وأوضحت  المصادر أن إعلان مبادرة "الشراكة والانقاذ" قبل يومين يعني أن الأخيرة وصلت في حوارتها مع القيادة لإصلاح الجماعة إلى طريق مسدودة، بعد أن خسرت هذه القيادة رصيدها لدى الغالبية العظمى من كوادر الجماعة، التي بدأت تبحث في قضية ولاءاتها مع التيارات المختلفة التي تفرعت عن الجماعة، في ما تحاول قيادات هذا الانشطار المشاركة في الحياة السياسية الأردنية، حركة فاعلة، خاصةً مع اقتراب موعد إقرار قانون انتخابات نيابية إصلاحي، وهي التي طالما قاطعتها الجماعة الأم.

رصيد القيادة
وأضافت هذه المصادر أن هذه الانقسامات والخلافات، ستأخذ أكثر من رصيد القيادة، ليتعداه إلى رصيد الجماعة الرمزي نفسها، وقوتها الثقافية والأيديولوجية والمعنوية.

وأوضحت أن تعنت القيادة الحالية والإنكار، وغلبة منطق الصراعات الشخصية والمناكفة على فكرة المراجعات، والتجديد، وإعادة النظر في مسار الجماعة ومشروعها، سيجعل إنقاذ الجماعة نفسها، مسألةً مستحيلةً، مشيرةً إلى أن الجماعة "حتى لو بقيت كبيرة هيكلياً وشعبياً تتمتع بقاعدة لأسباب مؤقتة، إلاّ أنّ المشروع الذي تحمله تآكل وذبلت جاذبيته".
 
ولادة حركات
وأشارت المصادر أيضاً إلى أن رفض قيادة جماعة الإخوان المسلمين الاستجابة لدعوات الإصلاح الداخلي.، سيجعلها تشهد ولادة حركات وأجنحة أخرى داخلها، في تعبير عن رفض المنضوين في صفوفها للوضع القائم.

وحول إمكانية انضواء التيارات المنشقة عن جماعة الإخوان في الحياة السياسية الأردنية بعد تخليها عن الجماعة المتشددة، قالت المصادر إن الحركة وقادتها من مختلف الألوان، تواجه مسائل ثلاث لا بد من حسمها، قبل التحول إلى حركة سياسية في المشهد الوطني الأردني: الأولى تتمثل في فك الارتباط مع الخارج نهائياً، والتحول إلى حركة وطنية أردنية تلتزم بدستور المملكة وثوابته.

والثانية في اتخاذ موقف جذري وصريح وعلني من الجماعات الإرهابية بلا لبس ولا غموض، كما هو الأمرحاليا.

أما الثالثة فتكون بالالتزام الحقيقي باحترام التعددية، وقواعد اللعبة الديمقراطية، وقبول الآخر.