من ندوة كتاب الرواد اللبنانيون في مصر(24)
من ندوة كتاب الرواد اللبنانيون في مصر(24)
الخميس 26 نوفمبر 2015 / 20:42

كريم مروة: هكذا تولد لديَّ الهوس بمصر

24 - القاهرة(خاص)

عقدت الهيئة المصرية العامة للكتاب ندوة لكتاب "الرواد اللبنانيون في مصر"، للكاتب والمفكر اللبناني كريم مروة.

المفكر اللبناني الكبير يحكي ذكرياته عن حسن فؤاد وألفريد فرج وصلاح جاهين ومحمود أمين العالم

في بداية الندوة التي أقيمت مساء أمس الأربعاء قال الدكتور أنور مغيث إن "الكتاب يحكي فترة تاريخية سمحت بالتقاء الشعبين في وقت مبكر ليغزلا سوياً مسار النهضة العربية وقد شعر كريم مروة أن إسهامات اللبنانيين في مصر مشتتة فاهتم بأن يقوم بعملية مسح في مجالات مختلفة حيث نجد في الكتاب أكبر تجميع للرواد اللبنانيين في حياتنا الحديثة والمعاصرة".

وقال وزيرالثقافة حلمي النمنم: "موضوع الكتاب مهم ومؤلفه شخصية مهمة وحين نتحدث عن اللبنانيين في مصر نتحدث عن فترة مجيدة في تاريخ الإنسانية الحديثة والمعاصرة وكان هناك انفتاح ثقافي وليس الانغلاق الشديد الذي عرفناه فيما بعد"، وتابع: "إذا نظرنا إلى نشأة الصحافة ومن الذي وراء الصحافة العربية في مصر نجد أن المؤسسات العريقة وقف وراءها لبنانيون مثل جريدة الأهرام ودار المعارف وروزاليوسف، وكانت مصر تتقبل ذلك بمحبة شديدة وترحاب وتسامح وتستقبل الجميع بلا أي تمييز والمكسب للجميع على المستوى الثقافي والفكري".

وأضاف: "الكتاب يعيد تذكرينا بمرحلة عريقة كان العقل المصري يتقبل فيها أفكار الجميع بلا غضاضة دون طعن في الوطنية، وإذا كانت الثقافة فعلاً يقوم على الحرية والتسامح فأيضاً تقوم على التعاون العربي، وفي هذه الفترة كان الانتقال سهلاً بين لبنان ومصر عن طريق البر أو بالباخرة وقد أضاف اللبنانيون لنا في الثقافة والسياحة ومختلف المجالات".

وقال السفير خالد زيادة: "هناك آثار كثيرة للبنانيين في مصر منها آثار تتعلق بالجدل حول فصاحة اللغة، وتميزت كتباتهم الأدبية مثل كتابات مي زيادة، وهناك الآثار الفكرية أيضاً فنحن بحاجة للتفحص في هذا الفكر والأثر الذي تركه الرواد مثل شبلي شميل وجورج زيدان وفرح انطوان".

وقال الدكتور رفعت السعيد إن "اللبنانيين جاؤوا إلى مصر بعدة دوافع منها الاضطهاد العثمانى. وعلى سبيل المثال ترك شبلي شميل أثراً كبيراً في الحياة السياسية المصرية وجاء إلى مصر فاراً لأن مصر هي دار حرية وفي تلك الفترة كان الإنجليز يستقبلونهم بصدر رحب لمعرفتهم بفرارهم إلى مصر نتيجة للاضطهاد العثماني".

وعن علاقته بكريم مروة قال: "هو صديقي العزيز المشاكس ونتعامل بمودة قديمة جداً وهو باحث مدقق وكتب عن كل اللبنانيين في القاهرة في الفن والأدب والسياسة والصيدلة، ويظل له الفضل في البحث في هذا الموضوع وقدم شيئاً جميلاً في هذا الكتاب".

ومن جانبه قال كريم مروة: "قرأت المجلات المصرية مثل الهلال والثقافة والكاتب المصري وتعرفت من خلالها على عدد كبير من الكتاب، وتعلقت بمصر عبر هذه المجلات ولكن قبل ذلك تعلقت أيضاً بالسينما المصرية والفنانين المصريين وتكون لديَّ الآن ما أسميه بهوسي بحب مصر فحين جئت إلى مصر عام 1954 كان ذلك بالنسبة لي بمثابة الحلم وعرفت كوكبة كبيرة من المصريين الذين كتبت عنهم في وجوه مصرية مضيئة منهم حسن فؤاد وألفريد فرج وصلاح جاهين ومحمود أمين العالم وخالد محيي الدين وغيرهم، كما تعرفت أيضاً على الرواد اللبنانين الذين أتوا إلى مصروكانت اختيارهم بحق لأن مصر بجمالها استدعتهم بشكل مباشر ليشاركوا في النهضة التي نعتز بها ولولا مصر لما كان لهؤلاء الرواد أن يلعبوا هذا الدور. ومصر هي أمنا وعندما تشفى مما تعاني منه يشفى لبنان والعالم العربي كله".