الأحد 29 نوفمبر 2015 / 18:11

هذا ما يضيفه لنا يوم الشهيد وعيدنا

يأتي على بلادنا هذا العام، وقدّ توّجت قصتنا الوطنية، واجتازت الملاحم الكبيرة، وقدمت في سبيل الوصول إلى ذروة المجد، تضحيات عظيمة، دماء زكيّة لرجال عظماء. فصدر القرار الحكيم، بأنّ يسمى يوم الثلاثين من نوفمبر(تشرين الثاني)، يومًا للشهيد، وبذا يضاف إلى أعياد الوطن، عيد جديد. فما الذي يضيفه إلينا هذا العيد؟

خلال مسيرة عقود، ظلت الإمارات تقدم المثال لنموذج عربي يستطيع الحفاظ على الأصالة ويدخل المعاصرة، يمكنه أن يتنى وجهًا حداثيًا وجسمًا، دون أن يتخلى عن أيّ مرحلة من مراحل تاريخه، ودون أن يتعرّض لتشوّه فكري أو ثقافي، هذا الانسجام الكامل، والنسيج المترابط من المعاني والقيم، والروح. ظلت تعكسه الإنجازات الاقتصادية، والتنموية، والطفرات العمرانية، والملامح الحداثية.

ولما جاء وقت الاختبار الحقيقي، للدول العربية تجاه فوضى 2011، تبخرت الأرقام الاقتصادية والنظريات التنموية وتآكلت البلاد العربية التي تبيّن أنها خسرت جزءً كبيرًا من روحها، فقد كانت الشعوب تحمّل معاول البناء وتنهال بها على جسم الدولة، وكانت أعظم الحضارات تنهار، جراء صرخات الغضب، وظلّ الخوف يتمدد على اتساع الدول، إلا أنّ شياطينه انكسرت أمام الإمارات، التي هبّت، لتضيف إلى إنجازات التنمية، انجازات جديدة، هي ليست إنجازات، وإنما حصاد التربية التي لا تجليها إلا الأزمات، لقد بان معدن الشعب الأصيل الوفي لقيادته، والواثق بحكمتها، فتعالت التلبية للوطن ولقائده سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، واتصرت الإرادة الإماراتية بسر الاتحاد، كما قال سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حينما أكد أن لا خوف على بلادنا ما دام البيت متوحد.

 إننا في عالم لا يحترم إلا القوة، ولم يمكن لانجازات بلادنا هذه أن تضمن، وأن تطمئن، ما لم يكن يقف أمامها جيش قوي، وقادة شجعان، يملكون زمام المبادرة، ليس علينا انتظار الشر، إلى أن يصل لبيوتنا، فكان أن طار حاملو النور، صقور الحق، وهم يدكون معاقل داعش وأوكارها، يجعلونها قاعًا صفصفاً. حتى غدت الرسالة واضحة، الإمارات دولة تنمية وعمار، ولها جيش قوي، يحمي هذه الإنجازات. وعرف الجميع، أنّ من بنى هذه الدولة رجال لا يهابون الموت.

إنّ التتضحيات الكبيرة التي قدمها الشهداء، حمت حلم الاتحاد، وحملت الرسالة إلى العالم، يوم ظهرت علياء البطولة في مأرب وعدن، يوم أصبحت القصص التي تأتي من اليمن، ترفع رؤوسنا، ورؤس العرب. كان لا بدّ من تكريم الأبطال، وتخليد ذكراهم، لأنّها طاقة تتمدد في روح الوطن، وتبعث فيه التأكيد، شعبنا بطل كل مرحلة، وريث كل بطولة، حامي كل إنجاز، لسنا من يصعد إلى القمة لينزل، بل ليرتقي ويرتقي.
أضاف لنا عيد الشهيد، المعاني الكاملة للمرحلة، يأتي ليخبرنا، صحيح، بلادنا الأولى في البناء والعمران والاقتصاد، ولكنّها أولى أيضًا في التضخية والفداء، وهي قويّة، لا تنكسر لها قناة، ورايتها الخفاقة لا تنتكس إلا احتراماً للأوفياء.
  
رحم الله شهداء الوطن، وحمى قادته، وزاد بلادنا رفعة وقوّة.