الأحد 29 نوفمبر 2015 / 18:34

"إنّ لله وللوطن"

قالها إبراهيم طوقان منذ أكثر من ثمانين عاماً، وكأنه يكتب عن حال الشهيد في كل عصر، وكأنه يقول إنّ التاريخ يسطره الرجال بأفعالهم وأن لسان حال الشهيد في كل مكان وزمان يردد: "إنّ لله وللوطن"
 
يوم الشهيد المناسبة التي نكّرم بها سيرة من صدحوا بنشيد الخلود فرحلت أجسادهم وبقيت أفعالهم تجري مجرى الدم في جسد الوطن، الذي بذلوا من أجله أرواحهم، فأصبحت سيرتهم دماء عطرة تجري في شرايينه وفي ترابه.

شهداء الإمارات، صنعوا لهذا الوطن تاريخاً جديداً، تاريخاً خضّب الأرض وجبين الوطن بالشرف والعزة والكرامة. وطن ينجب رجال يبحثون عن الشهادة من أجله هو وطن مروره ليس عابراً في التاريح ولكنه مروراً خالداً بخلود أسماء الشهداء.

نستحضر أسماء الشهداء الأبرار وبطولاتهم في هذا اليوم، ونستحضر مع الأسماء والسيرة صورة فريدة واستثنائية لأفراد نذروا أنفسهم لله وللوطن، أفراد استثنائيون، نفوسهم مجبولة على قيم الحق والخير والتضحية، في قلوبهم ثورة للحق، وللعدالة، في عيونهم تقيم العزيمة وفي قلوبهم يسكن الوطن، أقدامهم راسخة وثابتة على منهج الحق الذي آمنوا بهم، وهو أن الوطن غال والأرواح رخيصة من أجل حماية الوطن ومنجزاته وندائه نداء مقدس.

"إنّ لله وللوطن" 
رددها شهداءنا الأبرار وقد حملوا عقيدتهم، ورسالتهم، إلى خط النار فرحلوا إلى حياة أخرى وعادت سيرتهم تحكي عن بطولاتهم، لبّوا نداء الوطن، وعادوا وشهادة التاريخ على أكفانهم الطاهرة: "إنّ لله وللوطن"
هم من فهم سر الحياة "اطلبوا الموت توهب لكم الحياة"

الشهيد هو صفوة من البشر الذين أعدهم الله لذلك الدور ستجد سيرتهم عطرة وروحهم وثابة ونظرتهم متأملة، وبطولتهم مبكرة، وبأسهم على أعداء أمتهم ووطنهم شديد، وشجاعتهم راسخة وهمتهم لا ينال منها يأس ولا إحباط ولا خوف ولا جزع، همة لا تثبط ولا تقل ولا تنكفئ ولا تتراجع ولا تستسلم.

كل مشروع لشهيد يبحث في النصر أو الشهادة، إما أن ينال النصر أو يرزقه الله الشهادة لينال منزلة التكريم مع الأنبياء والصديقين.
فليس من يعمل لذاته مثل الذي يعمل للآخرين
وليس من يعمل لقبيلته كمن يعمل لوطنه
وليس من يعمل لوطنه كمن يعمل لأمته
وليس من يعمل لأمته كمن يعمل للإنسانية جمعاء

يختلف البشر، وهنالك من اصطفاهم الله عز وجل لأدوار يتجاوزون بها فعل الآخرين ومسلكهم ويتخطون عن طريقها العقبات مهما كانت طبيعتها ويتجاوزون بها العثرات مهما بلغت شدتها ويحققون ما يشبه الإعجاز ويصلون للمستحيل، إنهم أفراد تفردوا بأن يصنعوا تاريخ بما وهبهم إياه من قدرات ومن شجاعة وإقدام.

"إن لله وللوطن"
حينما نكرم الشهيد، نحيي تاريخ، ونُشهد أجيال على قيم راسخة، لابن هذا الوطن، الذي انتصر لوطنه والذي ردد: الله ، الوطن ، رئيس الدولة.

"إن لله وللوطن"
قالوها وشهد التاريخ على صدق ما عاهدوا الله به.
وهنالك من ينتظر
استحقوا الشهادة لوطن يستحق بذل الأرواح
"إنّ لله وللوطن"