الإثنين 30 نوفمبر 2015 / 13:36

الشهيد إبراهيم البلوشي: ابنه حمل الراية بعده وأصبح جندياً في القوات المسلحة

24 - دبي - أحمد الخطيب

ارتقى الشهيد العريف أول إبراهيم غلام البلوشي عام 2005 إثر انفجار لغم، خلال تدريبات عسكرية، وفقاً لزوجته "أم محمد" التي عاهدت نفسها أن تربي في أطفالها الستة حب الوطن، وقالت "نجحت في مهمتي وطلب ابني البكر أن يسير على خطى والده وينتمي للقوات المسلحة الإماراتية".

تروي "أم محمد" قصة استشهاد زوجها قائلة: "تم استدعاؤه اضطرارياً ، بعد عودته إلى الدولة من دورة تدريبية في السعودية، وفي تمام الساعة السادسة من صباح نفس اليوم، فوجئ الأولاد بعدم وجوده أثناء استعدادهم للذهاب إلى المدرسة، حيث أنهم اعتادوا أن يطمئن عليهم قبل رحيلهم"، إلا انني أوضحت لهم سبب غيابه، وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً اتصلت بهاتفه المتحرك لكنه تبين أنه مغلق، وفي هذه اللحظة بدأت أشعر بالقلق".


وتابعت أم محمد: "في نفس اليوم بعد عودة الأبناء من الدوام المدرسي كنا جالسين أمام سفرة الطعام، بانتظار قدومه، حين وصلت سيارته إلى المنزل، ولكن اتضح أن صديقه في العمل خلف المقود، عندئذ سألته عن سبب غياب زوجي، فكانت إجابته بأنه تعرض لحادث أثناء التدريب ونقل إلى المستشفى"، وبعد تلقينا الخبر ذهبنا إلى مستشفى راشد في دبي للاطمئنان عليه".



وأكملت: "قامت الدولة بإرساله إلى المملكة المتحدة ليستكمل علاجه، وبعد مرور أيام من تلقيه العلاج، اتصل بي إبراهيم وكأنه كان يودعنا، أوصاني بأن اهتم بالأبناء ثم بدأت كلماته تتقطع ولم يعد صوته واضحاً، ثم انقطع الاتصال، وبعد هذه اللحظة تبيين أنه دخل في غيبوبة إلى أن لقي ربه".



وتقول ابنته فاطمة: "بعد أن تلقيت نبأ استشهاد أبي، ورأيت والدتي في حالة صدمة دون أي بكاء، عشت حالة صمت تام ولم أستطع التحدث".

وعن شخصية والدها الشهيد بينت ابنته فاطمة بأنه "شخص بشوش يتسم بالطيبة والحنان، وكان يلبي كل احتياجات أسرته دون تردد"، مضيفة بأنه "كان يحبذ قضاء معظم وقته مع الأسرة، ولا سيما أثناء تناول الطعام".



وأضافت بأن "استشهاد والدها كان سبب التحاق شقيقها محمد غلام البلوشي البالغ من العمر 24 عاماً، بصفوف القوات المسلحة الإماراتية"، وتقول: "أبرز ما أذكره عن والدي أنه كان وفي كل مرة يخرج بها من المنزل، ونسأله إلى أين أنت ذاهب، يجيبنا ممازحاً "ذاهب إلى لندن"، وسبحان الله قدر له أن يذهب إلى هناك ويرتقي أثناء العلاج".