الإثنين 30 نوفمبر 2015 / 18:20

يوم في حياة شهيد

د. علي عبد القادر

أيها الماشون على هذه الأرض، تسعون بأرجلكم على ترابها، تستنشقون هواءها، وتشربون ماءها، وتعدون أيامها، لم يكن هذا يومكم وأن حييتموه واسمتعتم به وافتخرتم به. إنه يوم الشهيد.

أيها الشهداء في عليين، تحلقون بأرواحكم في جنان الخلد، تحيون بأنسامكم الطاهرة في جنة عدن، ترقون وترتقون، تنعمون وتتمتعون، تخلدون في روح وريحان.. لقد كان هذا يومكم.

أمام العلم الزاهي الباهي، الذي يرفرف فوق ظلال الشهداء، تعرفه وتحوطه أيدي الرجال وقاماتهم. ثلاثة أصداء لصوت الوطن، ثلاثة ظلال لروح المجد، ثلاثة رموز للواجب والتضحية والشجاعة.

07:30 روح الشهيد تحلق على مسجد الشيخ زايد تسمع آيات الذكر الحكيم تتلى على روح المؤسس الأب القائد الرمز، وعلى مقربة منه منصة يرتفع فيها العلم خفاقاً بعز لا يرام، ومجد يفوق المجد.

08:00 روح الشهيد ترقب أفواجاً من أبناء الوطن الأوفياء تحت راية قادة الوطن وخلف مسيرهم الواثق يتدفقون إلى المنصة، حضور برائحة العز والفخر والنصر، إنه ليس مجلس عزاء، إنه موكب عز؟

08:30 روح الشهيد تتابع العلم وهو ينزل رويداً رويداً، تنزل راية العز إجلالاً لمقام الشهيد السامي وتقديرا لعطائه الذي لا يفوقه عطاء، عطاء بالروح وبالدم.

09:00 روح الشهيد تحلق في إمارات الدولة من الفجيرة إلى حدود السلع، التقدير الذي تلقاه هنا بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو ذاته التقدير الذي تلقاه هناك من الصغير والكبير، والمواطن والمقيم، والعلم ما زال في سجدة الإجلال لمقام روح الشهيد.

09:30 روح الشهيد تتوق إلى رؤية العلم يخفق في سماء الإمارات، فقد بذلت الدماء رخيصة من أجل رفعته. والعلم ما زال في سجدة الإجلال لمقام روح الشهيد. لكن الوطن في نهضة العمل والابتكار.

11:30 روح الشهيد تنصت لدقيقة صمت سماوية، وأكف دعاء مخلص وصادق، دقيقة دعاء للشهيد ولوطن قدم الشهداء وقدرهم.

11:31 يرتفع العلم، فتغتبط روح الشهيد لرؤية العلم مرفوعا فوق هام السحاب، بذلت الدماء من أجل رفعته، وسوف يبقى مرفوعاً.. "هكذا تكلم الشهداء".

11:32 ترتفع الأصوات ويعلو الهتاف بالسلام الوطني "عيشي بلادي .. عاش اتحاد إماراتنا". روح الشهيد لم تكن صامتة، لقد كانت تنشد السلام الوطني، لم يسمعها الماشون على الأرض الذين يسعون بأرجلهم على ترابها، يستنشقون هواءها، ويشربون ماءها، ويعدون أيامها، لأنه ليس يومهم.

ثمة من سمع روح الشهيد تنشد معنا، إنهم إطفال الشهداء في عالم البراءة، والأجنة في عالم الغيب. إنهم يسمعون ما لا نسمع، ويرون ما لا نرى.

هنيئاً لك يا روح الشهيد، لقد حضرت بيننا وأحضرت مجدنا، لقد سمعت ورأيت ولمست الوفاء، وأسمعت وأريت معنى الانتماء.
  
دمت خالدة ودام الوطن.