الأربعاء 2 ديسمبر 2015 / 10:03

علماء يحاولون فك ألغاز الذاكرة

"أن تتذكر هو أن تنسى في الحقيقة"، حسبما يقول أستاذ علم النفس الاحيائي في ألمانيا أونور جونتوركون.

الذكريات ليست مماثلة على الاطلاق للملفات المخزنة على القرص الصلب للحاسوب

ويفسر جونتوركون هذا التناقض الواضح قائلاً: "ذكرياتنا تكون في أكبر خطر عندما تستدعيها، ثم تصبح شديدة الهشاشة ويمكن أن يتم تدميرها أو تعديلها تماماً مثل مخطوطة قديمة تتفت أو دليل إثبات يتلوث بمجرد لمسه".

هشاشة الذاكرة
وأكدت الكثير من التجارب هذا التفسير، بحسب جونتوركون (57 عاماً) الذي يعمل في مؤسسة علوم الأعصاب الادراكية في جامعة الرور في مدينة بوخوم بولاية شمال الراين فستفاليا في ألمانيا.

نظمت أكاديمية شمال الراين فستفاليا للآداب والعلوم أخيراً منتدى متعدد التخصصات بشأن هذه الظاهرة تحت عنوان "التذكر، النسيان - الاستراتيجيات أم الصدف ". وكان جونتوركون أحد المتحدثين.

وأشار جونتوركون في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلى أن هشاشة وتحول الذاكرة -ومن ثم انعدام الثقة المطلقة فيها- ليس علماً منعزلاً ولكن مسألة تنطوي على تداعيات علمية مهم.

واستشهد جونتوركون بمثال على قابلية الذاكرة للتطويع : وهو ما يحدث عندما يروي أحد المعارف القدامى خبرة مشتركة - ولكن بإضافة تفاصيل مقبولة ولكن خاطئة معتبراً أنه بهذه الطريقة "يفتعل الشخص جزءاً من تاريخ حياته عبر إعادة التخيل الابداعي اللاشعوري".

مفهوم الذكريات
وقال إن الذكريات ليست مماثلة على الاطلاق للملفات المخزنة على القرص الصلب للكمبيوتر ولكن "دائماً ما تكون مجرد مقتطف جرى تأويله" معتبراً أننا لا نمتلك "ذاكرة فوتوغرافية" لماضينا. فالصورة الباقية لدينا هي خادعة.

وأشار إلى أنه "في ذاكرة طفولتنا أننا كنا أذكى مما كنا عليه في الحقيقة وناجحين على الأغلب ونعرف ما هو سيصير خطأ فيما بعد" غير أن ما يحدث فعلياً في عقولنا أن " المعرفة التي اكتسبناها فيما بعد تلوث ذاكرتنا وتغيرها" وبالتالي نتخيل أنفسنا نكافح ببسالة لتفادي هزيمة شخصية".