الجمعة 1 يناير 2016 / 15:03

كنت هناك وعشت الخوف والأمل

قررت أن أقضي رأس السنة في دبي. حملت حقائبي وذهبت مثل بقية الزوار الذين ينتظرون كيف سيكون حفل دبي، لأننا تعودنا أنها مدينة الإبهار والسعادة التي يقصدها البشر بأعداد كبيرة ومن جنسيات متعددة ومن مختلف أصقاع الأرض، لكي يحتفلوا ويبتهجوا فيها.

ونحن جالسون أمام برج خليفة بانتظار أضواء الألعاب النارية رأينا ضوءاً أحمر. في البداية ظنت صديقتي أن الحفل بدأ واستغربت أنه بدأ قبل الموعد، ثم تبين لنا أنها نار تشب في الفندق الذي أمامنا. كان المنظر وكأنه كابوس، فندق كبير يحترق أمامك بداخله مئات البشر. بدأت صديقتي بالبكاء وهي تقول "ريم إبنتي هناك يارب سترك"، وتنهد صديقي وهو يقول بخوف "تخيلي يا هند أنا كنت ذاهباً أيضاً لحضور اجتماع في هذا الفندق الذي يحترق أمامنا، الحمدلله انني لم أذهب".

تخيلنا كم سيكون عدد الضحايا، عشرات.. ربما مئات.. تخيلت برعب صورة النزلاء وهم يحترقون داخل المبنى قال صديقي "لا يمكن أن ينجو أحد من هذا الحريق الهائل خاصة من يسكن في الطوابق العلوية كيف سيهرب!".

خفت وحزنت.. إلا الإمارات! هذه البلد التي أحمل لها حباً حقيقياً.. البلد التي إذا ذكر اسمها يذكر معها التنمية والبناء والابتهاج والإنسانية.. بلد جمع شعوب من مختلف الأديان والطوائف والأعراق يعيشون في سلام وحب، لا مجال للعنصرية هنا ومن يخالف هذا النهج يتعرض للعقاب والمحاسبة.

هنا تجد الهندي والباكستاني والألماني يحملون الولاء لهذا البلد.. لماذا؟ لأنهم يعاملون بإنسانية، لم يشعروا بالتفرقة ويعيشون براحة وأمان. من زار الإمارات يعرف طيب أخلاق شعبها التي ورثوها من مؤسس هذا البلد الشيخ زايد رحمة الله عليه. لذلك وأنا أرى الحريق شعرت بالحسرة؛ لا أريد أي مكروه لهذا البلد، أريد أن تظل صورته دائماً صورة لأمل نحلم أن يتحقق في بقية الدول العربية، خفت وقلقت: يا ترى كم عدد الضحايا؟ يا ترى ماذا يفعلون الآن في وسط هذا الحريق؟ ثم بدأنا في البحث في الانترنت نريد أن نعرف ماذا حدث لنزلاء الفندق وكانت المفاجأة.. لاوجود لضحايا! كيف؟

حتى هذه اللحظة، ما زلت أشعر بالاستغراب، كيف استطاعت القوى الإغاثيةأن تنقذ كل هؤلاء. كيف خرجوا سالمين! تنفست الصعداء وشكرت الله، التفت حولي رأيت الأطفال يلعبون وكأن شيئاً لم يحدث. لم يفكر أي شخص في الذهاب لبيته الكل منتظر للألعاب النارية وكأنهم جميعاً واثقون أن الوضع تحت السيطرة.

ثم بعد دقائق بدأت الاحتفالات ورجعت البهجة، الحمدلله نجونا جميعاً بفضل الله أولاً، وبفضل جاهزية السلطات المختصة في هذا البلد. الجميع بخير ويحتفل، التفت حولي فرأيت الجميع تغمره السعادة.. ترحمت على الشيخ زايد، هذا القائد الذي كان له رؤية وحلم تحقق أمامه وإلى يومنا هذا وفي ظل أصعب الظروف التي تمر بها الدول العربية لا زالت الإمارات وجهة من يريد العيش بسعادة وكرامة.

من يظن أن الإمارات مجرد أبراج تعانق السحاب مخطئ، فالإمارات بنيت على أساس قوي عماده الأول أخلاقيات الشيخ زايد، ولو كانت أبراج عاجية دون وجود أساس أخلاقي وولاء للوطن لانتهت الإنجازات في سنوات قليلة، ولكن الأساس قوي، ولذلك لست بخائفة على الإمارات، وستظل دبي مدينة السعادة وستظل الإمارات مضيئة مزدهرة.. لا خوف عليها ولا هم يحزنون.