الإثنين 8 فبراير 2016 / 23:44

قمة الحكومات .. حين يفتخر بك العالم

كان السؤال اليوم في القمة العالمية للحكومات: ما جديد دولة الإمارات اليوم؟ هذا السؤال في حد ذاته ليس جديداً، فهو يُطرح كل يوم، وفي كل يوم هناك إجابة جديدة، وإنجاز جديد. القمة الحكومية في دوراتها الثلاث السابقة، تعود اليوم قمة عالمية لحكومات العالم كله، زهاء 125 دولة، بحضور نوعي لقادة العالم وخبرائه والمختصين وصناع القرار والرواد والمبتكرين من شتى بقاع الأرض في الإمارات، يتعدى هذا الحضور دور المشاركة ونقل الخبرة إلى ما هو أبعد من المنظور والمحسوس والملموس، إلى أن يكون العالم كله فخور بالإمارات.

ربما تكون الكلمة الرئيسية للقمة العالمية للحكومات التي ألقاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما معبراً في عدة سياقات عن فخر الولايات المتحدة الأمريكية بشراكتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة. وإعجابه بالتجربة الإماراتية التي ترتكز على جودة الخدمات الحكومية في مجالات الصحة والتعليم وغيرها من المجالات الأخرى، هذه الجودة التي تمثل – كما يرى أوباما- صمام أمان لاستقرار الحكومات وازدهار الدول، فعندما تستثمر الحكومات في الإنسان وتحديداً في صحته وتعليمه وتدافع عن حقوقه وتحميها تصبح الدول أكثر سلماً وأمناً وازدهاراً.

من يتابع أعمال القمة، سوف يتلمس نهضة عربية مشرقة: سياسياً، واقتصادياً، وتعليمياً، وإدارياً، وتنظيمياً، وعلمياً، وثقافياً، وفكرياً، ودينياً. فالنموذج الذي تقدمه الإمارات هو نموذج للحياة في أحلى معانيها وأرقى مبانيها، نموذج يتحدى نماذج الاستبداد السياسي، والفساد الاقتصادي، والتخلف التعليمي، والرتابة الإدارية، والفوضى التنظيمية، والتأخر العلمي، والتبعية الثقافية، والانهيار الفكري، والتطرف الديني. إنه نموذج فريد وروح جديدة وهوية أصيلة.

تحمل القمة العالمية للحكومات مفاتيح لا متناهية من الحلول لأزمات يمر بها العالم، وتحديدا العرب، مفاتيح لم تلوثها شياطين المنابر، أو أشباح التواصل، مفاتيح يتوق العرب لها، ويتمنون لو أنهم امتلكوا هذه المفاتيح قبل أن تنطلق ثورات عبثية أزهقت مقدرات الشعوب وحولت مدنا وحواضر إلى أطلال وخرائب.

تحمل القمة - وإن اتسمت بالعالمية - للمواطن الإماراتي فكرا جديدا، يتلمسه ويشارك فيه كل كبير وصغير على أرض الوطن، فحين يشهد الإماراتي ميلاد هيكلية جديدة للوزارات الاتحادية، فإنه يُشهد العالم على فكر قيادته الحر، وطموحها الوثاب، وجرأتها في التغيير والتطوير ولو على رؤوس الأشهاد.

اليوم هتفت الإمارات على مسامع العالم كله بنداء يستشرف حكومات المستقبل، وقفة من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمام متحف المستقبل تحمل رسالة واضحة جدا هي أن الحكومات يجب أن تمتلك أدوات ومفاتيح المستقبل حتى تحقق طموحات شعوبها وتطلعاتهم وتنسج علاقات متوازنة ومتكافئة مع غيرها من الأمم.