أطفال سوريون بانتظار الوصول إلى بر الأمان (أ ف ب)
أطفال سوريون بانتظار الوصول إلى بر الأمان (أ ف ب)
الثلاثاء 9 فبراير 2016 / 00:01

اللاجئون السوريون عالقون وسط البرد القارس على الحدود التركية المغلقة

يحتشد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود التركية المغلقة في العراء على الرغم من البرد القارس بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب بانتظار أن تسمح لهم السلطات التركية بدخول أراضيها.

لم تتمكن سوى مجموعة صغيرة من القادمين من عبور مركز اونجو بينار التركي وكان الفتى محمد رحمة من بين هؤلاء المحظوظين. تمكن احمد الذي فقد بصره في قصف استهدف بلدة اعزاز على بعد بضعة كيلومترات من المركز، من العبور لتلقي العلاج برفقة والده الذي لا يزال تحت تأثير الصدمة نتيجة الفوضى التي خلفتها الحرب في بلاده.

"نحن نعاني من الجوع والبرد. الناس يموتون على الطريق" يقول الأب احمد. "نحن نعيش على الطرقات لأنه ليس لدينا مكان نأوي اليه".

وصل نحو ثلاثين ألفا من السوريين معظمهم من النساء والأطفال يحملون بعض الأمتعة التي جمعوها على عجل إلى الحدود وتجمعوا في بلدة باب السلامة الحدودية حيث عملت منظمات غير حكومية على تنظيم توجيههم الى بعض المخيمات الموجودة في منطقة اعزاز والتي سرعان ما امتلأت بأكثر بكثير من قدرتها على الاستيعاب.

وقال نائب رئيس الهلال الاحمر التركي كريم كينيك "انهم مدنيون يخشون أن يذهبوا ضحية مجزرة" مشيراً إلى القصف الجوي الروسي الكثيف والهجوم الذي ينفذه الجيش السوري. وأضاف "الخوف ينتشر بسرعة كبيرة بين السكان".

وقال محمد وجيه جمعة "نحن نواجه الوضع الأسوأ منذ بدء المأساة السورية". جمعة المكلف الشؤون الصحية لدى المعارضة السورية في المنفى غادر مكتبه في مدينة غازي عنتاب التركية شمال المركز وجاء يتفقد الوضع على الحدود.

وأضاف "نحن نتحدث عن عشرات الآلاف من الاشخاص الذين يفرون من قراهم. حتى في اسوأ الظروف خلال السنوات الخمس الماضية، تمكن هؤلاء الناس من البقاء في مناطقهم (في حلب) لكن الغارات الروسية أوهنت عزيمتهم".

كل يوم، تجتاز شاحنات مؤسسة الإغاثة الإسلامية المقربة من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان والهلال الأحمر التركي الحدود مع روسيا لتوزيع الخيام والأغطية والماء أو الأغذية على النازحين من محافظة حلب.

وقال مسؤول الهلال الأحمر "منذ 5 فبراير (شباط) وزعنا ألفي خيمة وستة آلاف غطاء وكميات من المؤن".

وفي غياب موافقة الحكومة التركية على السماح بدخول اللاجئين إلى أراضيها وسعت المنظمات غير الحكومية التركية والسورية والدولية قدرات الاستقبال في المخيمات الثمانية المنتشرة حول أعزاز.

حتى أن مؤسسة الإغاثة التركية قالت إنها أقامت مخيماً جديداً يمكنه استيعاب عشرة آلاف شخص. وقال المتحدث باسم المؤسسة سركان نرجيس "هدفنا هو توفير المساعدات للناس داخل أراضي سوريا. نحن نوفر يومياً الطعام لعشرين ألف سوري".

وعلى الرغم من هذه الجهود لا يزال اللاجئون يواجهون ظروفاً شديدة الصعوبة الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى الإعراب عن "صدمتها" خلال زيارتها لأنقرة الاثنين.

في الجانب التركي، اصطف عدد من الأشخاص في الاتجاه المعاكس على معبر اونجو بينار للدخول إلى سوريا أملاً في أن يتمكنوا من نجدة أقربائهم العالقين هناك.

وقال نجاتي يلدز التركي الذي لديه ابنة متزوجة من سوري وعالقة على بعد مرمى حجر مع أولادها الثلاثة بغضب "الوضع هناك سيء إلى درجة لا توصف. أنهم يعانون من البرد ونحن ننتظر هنا بلا طائل".

ولكنه لم يحصل بعد على الإذن بالعبور، في حين يبقى المركز الحدودي مغلقاً في الاتجاهين.