الثلاثاء 9 فبراير 2016 / 17:20

ناشيونال إنترست: الضغوط والدبلوماسية مفتاح وقف برنامج إيران الصاروخي

24 - إعداد. ميسون جحا

في إطار متابعة تطبيق الصفقة النووية مع إيران، يفترض بقوى مجموعة الـ 5+1 أن تجمع الآن بين الضغوط والدبلوماسية، من أجل التوصل لاتفاق بشأن برنامج إيران الصاروخي، بحسب مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية.

وتشير المجلة إلى أن الصواريخ أصبحت مكوناً من القوة العسكرية خلال الحرب الإيرانية ـ العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، والتي تلقت فيها إيران قصفاً جوياً وصاروخياً مكثفاً من قبل العراق، وبدأت طهران في بناء ترسانة صاروخية، لعجزها عن الحصول على الدعم التقني لطائراتها الحديثة الأمريكية الصنع، وعلى مدار السنين، حصلت إيران على صواريخ سوفياتية الصنع، وكذلك من كوريا وليبيا وسوريا.

أكبر ترسانة
وتمتلك إيران اليوم أكبر ترسانة صواريخ باليستية في الشرق الأوسط، ولكن بحوزة كل من المملكة العربية السعودية وإسرائيل برامج صاروخية كبيرة، كما نشرت هذه الأخيرة صواريخ طويلة المدى قبل إيران، ويعتقد أن تل أبيب سوف تزود صواريخها بعيدة المدى برؤوس نووية.

إلا أن ضعف دقة الصواريخ الإيرانية، أدى للحد من جدواها العسكرية، وفي الآونة الأخيرة، بدا أن إيران تولي أهمية أكبر لدقة التصويب وليس للمدى الطويل، وهو أمر منطقي عند الأخذ بعين الاعتبار عدم قدرتها على الحصول على رؤوس نووية وفق شروط الاتفاق النووي، وليس عندها النية للمشاركة في عمليات إرهابية نووية بعيدة المدى.

نطاق مقلق
وبرأي المجلة، يبقى نطاق برنامج إيران الصاروخي مثيراً للقلق، مشيرة إلى أن أكبر الأسلحة فاعلية، والذي يتم تطويره حالياً، هو صاروخ سجيل ـ 2 المتوسط المدى، والذي يصل مداه لما يقرب من 2000 إلى 2500 كيلومترا، ولم تكشف الاستخبارات الأمريكية عن أي دليل يثبت أن إيران تقوم بتطوير صاروخ باليستي متوسط المدى، أو عابر للقارات.

كما ستسعى إيران لتطوير قواتها الصاروخية بسبب قِدم قوتها الجوية والدفاعية والرادعة في مواجهة تهديدات محتملة، من قبل إسرائيل والولايات المتحدة وقوى في المنطقة.

ومن جانب آخر، يشعر الجيش والمتشددون الإيرانيون بالتزام تجاه برنامج صاروخي، تربو كلفته على مليار دولار، وقد يصبح المتشددون أكثر تصميماً على توسيع ترسانتهم مع تقلص كلفة برنامج إيران النووي الذي كان سيكلف عدة مليارات، ويضاف إليه شعور إيراني قومي قوي بوجوب أن تتحول إيران إلى دولة عصرية متطورة علمياً وتقنياً.

مراقبة وضبط
وتتساءل المجلة: كيف يمكن مراقبة وضبط برنامج إيران الصاروخي؟ وتلفت إلى أن الولايات المتحدة فرضت لتوها عقوبات على 11 مؤسسة وأفراد مرتبطين ببرنامج إيران الصاروخي، ويتوقع أن تتخذ إجراءات إضافية لتشديد القيود على صادرات المكونات الصاروخية التي يصعب إنتاجها محلياً، ولكن ذلك الطريق قد يدفع إيران لتخصيص مزيد من الموارد لبرنامجها الصاروخي، بالتوازي مع فرض عقوبات أمريكية، مما قد يولد ديناميكية شبيهة بما خبرته الولايات المتحدة مع برنامج إيران النووي.

وفي الحالة النووية، قامت إيران، عند فرض عقوبات جديدة، بتركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي، ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم.
وبناءً عليه، ترى ناشيونال إنترست أن الباب مفتوح الآن لاستكشاف مساعي إيران لتطوير برنامجها الصاروخي، في مقابل رفع عقوبات على صلة بتطوير صواريخ فرضها مجلس الأمن، لافتة إلى أن قرار إيران بتقليص برنامجها النووي بدرجة كبيرة جاء في جزء منه، على أساس أنه مكلف وقليل الجدوى.

ويبدو أن المرشد الأعلى، آية الله خامنئي، اقتنع بأنه من الأفضل تعزيز اقتصاد إيران عوضاً عن مواصلة تنفيذ برنامج باهظ التكلفة، وخطورته عالية، وفوائده محدودة. وإن استطاع الرئيس روحاني مواصلة السير في هذا الاتجاه الجديد، فإنه والمرشد الأعلى قد يتوصلان لقناعة مفادها أنه من الأجدى احتواء أنظمة صاروخية استراتيجية فائقة الكلفة، ولها قيمة محدودة فقط إن كانت خالية من الرؤوس النووية.