الثلاثاء 9 فبراير 2016 / 19:07

عندما يصبح للمستقبل والتسامح والسعادة وزارات

خلال السنوات الماضية، قفزت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات هائلة نحو بناء دولة عصرية وحديثة على مختلف الأصعدة، داخلياً وخارجياً، وأسفر ذلك عن تبوّئها المراكز الأولى دولياً في مجالات الإدارة الحكومية والاقتصاد والمساعدات الخارجية وسعادة الشعوب وغيرها من المراكز والنتائج المشرفة، ومع تحقق هذه الإنجازات وتزايدها سنوياً، تساءل كثيرون؟ وماذا بعد؟ إلى أين تريد دولة الإمارات الذهاب بعد أن أعلنت عن تحولها من دولة نفطية إلى دولة لا نفطية؟

وجاء مساء اليوم رد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أثناء انعقاد القمة العالمية للحكومات، عبر حسابه الرسمي في "تويتر" ليكشف للعالم أجمع، إلى أين تمضي الإمارات، من خلال الرؤية التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبالتشاور مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

جاء الرد ليكشف عن ملامح جديدة وعصرية لوجه الإمارات القادم: حكومة شابة، تعمل لأجل تحقيق أحلام الشباب. حكومة لا تسعى فقط لتقديم الخدمات لشعبها، بل وبناء مهاراتهم وتوفير البيئة الأنسب لإشاركهم في تحقيق الإنجازات، خصخصة أغلب الخدمات الحكومية، وزارة واحدة للتعليم، مؤسسة للمدارس الحكومية. مؤسسة لإدارة المستشفيات الحكومية. رؤية حديثة بمسميات جديدة لوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ووزارة التغير المناخي والبيئة، ووزارة للموارد البشرية والتوطين. إنشاء مجلس علماء الإمارات. إنشاء مجلس شباب الإمارات. استحداث مناصب وزير الشباب ووزير السعادة، ووزير التسامح.

هذه خارطة مستقبل الإمارات، هذه الدولة الشابة، السعيدة بقادتها وشعبها، المتسامحة، التي رسمت آفاقاً جديدة لمعنى الدولة العصرية والذكية.
لقد انتهى زمن الفكر التقليدي والإدارة التقليدية. انتهى زمن الاعتماد على ثروة النفط لإدارة عجلة التطور والحياة، وها هي التغييرات الهيكلية الجديدة في الحكومة الإماراتية تقول للعالم: وداعاً للنفط، فهناك ثروة نملكها أكثر أهمية منه، توجد في عقول أبناء هذا الوطن وقيادته.

لقد قالت هذه التغييرات الهيكلية للعالم أجمع: هناك قيادة تضع نصب عينيها تحقيق السعادة لأبنائها، قيادة درست جيداً الظروف المحيطة بها، استشرفت المستقبل، استفادت من تجارب الماضي وتجارب الغير. قيادة لا تفكر براحتها، بل براحة أبناء الوطن ومن يقيمون معهم على أرضه الطيبة. قيادة تدرك أهمية تنشئة جيل مفكر محب للخير والتسامح، وتؤمن بدور الشباب والمرأة وذوي الخبرة والاختصاصات في بناء الوطن والمضي به نحو مستقبل مشرق وآمن.