الأربعاء 10 فبراير 2016 / 11:12

في المألوف الإيراني

علي نون - المستقبل اللبنانية

لا تخرج ردود الفعل الإيرانية على إعلان السعودية استعدادها للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب في سوريا عن مدوّنة السلوك المألوفة والمعروفة والتي تنطلق من جذر محاولة بناء حيثية نفوذ عبر تحطيم المحيط العربي وليس عبر الوسائط الطبيعية الذاتية، أكانت هذه في العلوم أو الثقافة أو الفنون أو الاقتصاد..الخ.

من ذلك الجذر الذي تفترض طهران انه يعطيها «الحق» في التدخل في الشؤون السورية واليمنية والعراقية واللبنانية والبحرينية وغيرها، تتفرع مواقف قادة «الحرس الثوري» لتصل في قمة «تجلياتها» الى توجيه «تحذير» الى السعودية من «مغبة التدخل في سوريا»، باعتبار أن سوريا هي جزء من أقاليم إيران! وأهلها هم جزء من مكوناتها البشرية!

وذلك «منطق» بُنيَ بدأب على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأوصل في نتيجته الى استحالة افتراض شيء آخر غير «ملاقاة» أصحابه في منتصف الطريق، طالما ان إنكسار الميزان صار أكبر من محاولة تجليس دفّتيه على قاعدة التوازن والاعتدال! وطالما أن لغة إيران، حتى إشعار آخر، لا تشتمل سوى في الشكل على مصطلحات الأمن والسلام ووحدة حال شعوب المنطقة وأقوامها تحت عنوان الإسلام الجامع من جهة، وترابط المصالح من جهة ثانية!

ومفارقات المواقف الإيرانية في عمومياتها تشبه تلك الخاصة بالتفاصيل.. إذ إن الغريب أن تنزعج طهران الى هذا الحد، من الموقف السعودي برغم انه أدرج الاستعداد للتدخل البري في سوريا، في سياق محاربة الإرهاب! وتحت مظلة تحالف دولي واسع النطاق!

وواقع الحال، هو أن إيران لا تزال في حالة صدمة من إحباط انقلابها في اليمن، وقبل ذلك من إحباط محاولتها الخطيرة في البحرين.. ثم من عجزها عن «إعادة الأمن والاستقرار» الى سوريا تحت قيادة «الدكتور» بشار الأسد برغم الأثمان الباهظة التي تكبدتها.. ولذلك تملأ الفضاء هذا الأيام بالكلام الكبير لأنها قد تكتشف مجدداً، أن صدمتها في سوريا قد تكون من أكبر الصدمات في تاريخها!.. والله أعلم!