الخميس 11 فبراير 2016 / 22:25

شجرة للإمارات في الهند

الهند .. يقال إنها بلد الأساطير، والعجائب، والخيال، والحكمة. وبالنسبة لنا - أهل الخليج العربي بصحرائه وسواحله - فإنها فعلاً كذلك. علاقتنا بها لم تكن مجرد قوارب تذهب وتؤوب، أو كتاب حكمة تاريخي يترجم، إنها أعمق من ذلك وأبعد، إنها تمتد كامتداد جذور شجرة راسخة زرعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد قيام دولة الاتحاد مباشرة ويسقيها اليوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

في إطار تعميق هذه الجذور، وفي إطار فلسفة إماراتية تسعى إلى قيم ومبادئ سامية، قيم يحملها ويحلم بها نبلاء العالم الحر، قيم السلم، والسلام، والتسامح، والتواصل، والانفتاح، والحرية تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لجمهورية الهند.

هذه الشجرة التي غرسها الشيخ زايد رحمه الله عند ضريح غاندي عام 1974 تحمل شيئاً من التقدير للقيم التي ناضل من أجلها الشعب الهندي في كفاحه السلمي والطويل ضد الاستعمار، وتحمل أكثر وأكثر من الروح الإماراتية التي تضع الاستقرار والتسامح والوحدة في جوهر علاقاتها مع الدول والحضارات الأخرى.

هذه الشجرة تسقى بالإيمان المطلق بروح الأخوة البشرية، والعدالة الإنسانية، التي تخاطب جوهر الإنسان، وتلامس صنع البارئ فيه، بعيدا عن عنصرية جاهلية، أو إقصائية دينية، أو طائفية ثقافية. ثمة حكاية هندية قديمة تقول أن الله جعل الأشجار تنبت في تراب الأرض ولم يجعلها تنزل من السماء، لأن أصل الإنسان من التراب.

هذه الشجرة تثمر رفاهية، إن قيست بحساب المال والأعمال، فليس أدل على عمق العلاقة الاقتصادية بين الإمارات والهند التي جعلت من الإمارات الشريك التجاري الثالث عالميا للهند، وجعلت من الهند الشريك التجاري الأول في مجمل التجارة غير النفطية، ووضعت الهند في المرتبة الثالثة عالميا بالنسبة لواردات الإمارات. والأرقام في ذلك أكثر من أن تحصى، وهي مكتوبة بلون ذهبي أصيل.

تلكم الشجرة يستظل بها كل باحث عن السلم والأمان، وهي ملاذ في ظل عالم متوتر، ودرع ضد تهديدات وأخطار. وهنا تحضر اتفاقية 2003 التي تنص على التعاون الدفاعي بين البلدين، ومناقشة تشكيل مجموعة عمل لمواجهة الإرهاب.

هذه هي الشجرة الإماراتية التي تنبت في كل أرض، تُزرع بالمبادئ، وتُسقى بالإيمان، ليستظل بها القريب والبعيد، ويأكل من ثمارها الإنسان، مبشرة بالشراكة المثمرة والتكامل البناء.