داعش (أرشيف)
داعش (أرشيف)
السبت 13 فبراير 2016 / 00:13

واشنطن بوست: نجم داعش آخذ في الصعود

24. إعداد: فاطمة غنيم

أكد الكاتب والمحلل السياسي ديفيد إجناشيوس، في مقاله له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه يتعين أن يتمكن المرشحون الديمقراطيون والجمهوريون في الولايات المتحدة على حد سواء من الاتفاق على سياسة خارجية واقعية، تعترف بأن الحرب لم تضع أوزارها بعد في المعركة ضد داعش.

وقال الكاتب إجناشيوس إنه "رغم مرور أكثر من 18 شهراً على إعلان الولايات المتحدة لتدمير هذه الجماعة الإسلامية نهائياً، فقد نمت وتحولت إلى قوة عالمية بوسعها ضرب أهداف في أوروبا وإفريقيا وأمريكا".

وأضاف إن "الخلافة" التي أعلنها تنظيم داعش من جانب واحد التي كانت تستقر جغرافياً في كل من سوريا والعراق في يونيو (حزيران) من عام 2014 تسيطر الآن على أكثر من 50 جماعة متفرعة ومناصرة في أكثر من 21 بلداً، وقد أعلنت 33 "ولاية رسمية" في 11 بقعة من البلدان المذكورة.

التفوق الإلكتروني
ورغم أن داعش خسرت 25% من الأراضي التي سيطرت عليها في أوج توسعها في سوريا والعراق، فقد تمكنت في الوقت نفسه من تحقيق وجود دولي قوي سواء في الميدان أو في الفضاء الإلكتروني.

تقول الشريك المؤسس لمجموعةGroup SITE للمعلومات الاستخباراتية ريتا كاتز: "يكفي أن نتابع أخبار داعش لنرى مدى الزخم الذي حققه عالمياً".

و تضيف قائلة: "أول خطوة على الحكومة اتخاذها في محاربة داعش هي الكف عن تصوير المجاهدين كزمرة من الشباب الذين يقودون شاحنات "بيك أب"، وإنما يتوجب عليها تسمية الأشياء بمسمياتها؛ فتصفهم بأنهم تهديد للأمن العالمي".

ولقد تحدث الرئيس أوباما ومستشاروه في الأسابيع الأخيرة عن نيتهم في تعزيز العمليات الأمريكية، لكن المسؤولين العسكريين ومسؤولي الاستخبارات يعتبرون الخطوات الإضافية محدودة النطاق، وأعلن البنتاغون عن إنشاء قوة عمليات خاصة للملاحقة والقتل في العراق قوامها 200 جندي، لكن ذلك جزء يسير من مجموعة القوات الخاصة المشتركة التي أُرسلت إلى العراق قبل عقد من الزمن للتعامل مع تهديد مماثل من القاعدة.

ويبدو أن ما يسعى أوباما لدحضه بكل جوارحه يتمثل في رواية الجهاديين بأن هذه الحرب هي حرب بين الإسلام والغرب، فقد ألقى خطاباً تضمن الكثير من البلاغة في أحد جوامع بالتيمور، ولكن من المؤكد أن هذا الخطاب الموجه إلى المسلمين لم يأخذ في الاعتبار النمو الذي تحققه داعش عالمياً، بحسب الكاتب.

واعتبر الكاتب ليبيا وإندونيسيا خير مثال على مدى امتداد داعش والصعوبة التي يواجهها التحالف الذي تقوده أمريكا في احتواء التهديد المتصاعد في كلّ من أوروبا وآسيا.

تضاعف أعداد داعش في ليبيا
و تضاعف عدد المقاتلين في صفوف داعش في ليبيا إلى ما يتراوح بين 5.000 و6.000 مقاتل، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

ويصف التقرير قوات المعارضة التي يمكنها مواجهة مقاتلي داعش بأنها "غير موثوقة، وغير مسؤولة، وضعيفة التنظيم، ومنقسمة قبلياً ومناطقياً". وحالت مشكلات مشابهة بين الولايات المتحدة وبين بناء معارضة سنية قوية تواجه داعش في كلّ من سوريا والعراق.

وحذّر وزير الخارجية الأميركية جون كيري من الخطر الذي يمثله داعش على المناطق الليبية الغنية بالنفط قائلاً: "آخر شيء يتنماه هذا العالم هو رؤية خلافة زائفة تجني مليارات الدولارات من عائدات النفط"، ولكن رغم تعاظم القلق الأمريكي حيال ما يحدث في ليبيا، فإن الاستجابة الأمريكية لا تتناسب مع الخطر المحيط، برأي الكاتب.

وتمكنت داعش من تنفيذ عملية إرهابية في إندونيسيا في 14 يناير (كانون الثاني) شبيهة بهجمات باريس، فقد هاجم مقاتلون في جاكرتا منطقة تعج بالناس وسط البلد، بالتزامن مع عمليات تفجير في أماكن متعددة قريبة من مقهى ستاربكس شهير، ولقي 8 اشخاص مصرعهم وأًصيب أكثر من 20 بجراح.

ويرى مسؤولون أمنيون آسيويون أن هجمات جاكرتا تظهر مدى جاذبية أفكار داعش للجمهور المسلم في دول مثل إندونيسيا وماليزيا والفلبين.

وفي واقع الأمر، كانت الجماعة الإندونيسية التي نفذت الهجوم هي أول من أعلن الولاء لزعيم داعش أبو بكر البغدادي بعد إعلانه الخلافة في أواخر يونيو (حزيران) 2014.

وتتضح وتيرة اعتداءات داعش ومهاراته الدعائية من خلال إعلانات موقعها "البيان" على الإنترنت، ففي كل يوم من هذا الأسبوع، أعلن "البيان" عن هجمات في 6 "ولايات" أو مناطق تابعة لداعش على الأقل.

وامتدت العمليات المعلن عنها هذا الأسبوع إلى 4 بلدان، وغالباً ما كانت الأهداف عبارة عن جماعات إسلامية معادية أو مراكز أمنية محلية.

وتتحدث داعش بزهو عن قدرتها على تسديد ضربة موجعة للولايات المتحدة أيضاً في الصفحات الأولى لأحدث إصدارتها من مجلتها الإلكترونية "دابق".

وأغدقت المجلة بالثناء على منفذي عملية سانت برناردينو في كاليفورنيا، حذرت بعدها قائلة: "ما دامت القوات الصليبية بقيادة الولايات المتحدة تكمل حربها ضد الخلافة، لا ينفك عدد متزايد من المسلمين الذين يبرهنون عن رغبتهم في التضحية بكل ما يملكون".

ويتساءل الكاتب: "كيف يتسنى للولايات المتحدة وحلفائها محاربة داعش بحكمة دون التورط في حرب عالمية عبثية لا نهاية لها؟ تلك أكبر معضلة تواجهها السياسة الخارجية للبلاد، لقد اقتصرت المناقشات السياسية حول الموضوع حتى اليوم على مجرد خطابات وانتقادات رنانة بدلاً من وضع تحليل يفضي إلى تدابير ملموسة ومستدامة، والنتيجة هي عدم اختفاء المشكلة، بل زيادتها سوءاً، وفقاً للكاتب.