(الأرشيف)
(الأرشيف)
السبت 13 فبراير 2016 / 09:17

أصدقاء في حيدر أباد هاوس

محمد الحمادي - الاتحاد

بلا شك، أن الاتفاقيات التي أبرمت يوم أمس في نيودلهي، بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، مهمة، وتأتي استكمالاً لاتفاقيات سابقة تم توقيعها مسبقاً، واتفاقيات أخرى ستلحقها قريباً، إلا أن الأهم في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للهند، هو النجاح الذي حققته في توطيد علاقات الصداقة وتأكيد العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، والتي بدت تأثيراتها واضحة في جلسة المباحثات الرسمية بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ومعالي ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند، والتي سادها التفاهم والاتفاق، وتركزت على تعزيز علاقات التعاون وتحقيق شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وفي مقدمتها مشكلة الإرهاب والعنف، التي تشهدها المنطقة والعالم، وتأكيدهما أهمية بذل المجتمع الدولي المزيد من الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن إقليمياً ودولياً ومواجهة التحديات التي تهدد بلدان العالم وشعوبه.

فهناك في "حيدر آباد هاوس" مقر رئاسة الوزراء في نيودلهي، بحث الزعيمان القضايا التي تهم البلدين، واتفقا على تنمية وتطوير التعاون الثنائي بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين على أسس ثابتة من التفاهم والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، كما اتفقا على الاستمرار في العمل والتقدم في علاقة البلدين والشعبين.

وتبادل مذكرات التفاهم الذي جرى بالأمس والذي شهده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس وزراء جمهورية الهند جاء لتتويج مرحلة مهمة من العمل المشترك، وفي الوقت نفسه تؤسس هذه المذكرات لاتفاقيات جديدة في مجالات تهم البلدين.

فقد تم توقيع مذكرة حول البرنامج التنفيذي للتعاون في المجال الثقافي بين حكومة دولة الإمارات وحكومة جمهورية الهند، ومذكرة تفاهم في مجال التأمين، ومذكرة تفاهم حول وضع إطار عمل لتسهيل مشاركة مؤسسات الاستثمار الإماراتية في استثمارات البنية التحتية في الهند، ومذكرة تفاهم بين وكالة الإمارات للفضاء ومنظمة البحوث الفضائية الهندية للتعاون المشترك في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، كما تبادل الجانبان خطاب نوايا بين الهيئة الوطنية للمؤهلات ووزارة المهارات التطويرية الهندية من أجل التعاون حول تنمية المهارات والاعتراف المتبادل بالمؤهلات، وانتقال العمالة الماهرة بين الهند ودول الخليج العربي، وتحقيق مبادئ المساواة والمنافع المتبادلة.

إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في المجال التقني ومكافحة الجرائم الإلكترونية بين البلدين، وأخيراً اتفاقية حول التعاون في مجال الطاقة المتجددة، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات وجهود البحث والتطوير المشتركة بين البلدين.

إن تميز العلاقات بين الإمارات والهند وتقوية أواصر الصداقة والثقة المتبادلة بينهما، يفيد الطرفين، وفي الوقت نفسه يخدم مصالح دول المنطقة على المدى القريب والبعيد، كما أن نجاح الإمارات في بناء هذه العلاقات مع دول العالم يجعل حضور العرب على الخريطة العالمية أكثر قوة وإيجابية.