الباحث الإيطالي في مصر وبريطانيا جوليو ريجيني (أرشيف)
الباحث الإيطالي في مصر وبريطانيا جوليو ريجيني (أرشيف)
الثلاثاء 16 فبراير 2016 / 16:45

لاستامبا الإيطالية: دلائل على تورط "أجهزة" الإخوان في تصفية الطالب الإيطالي

فجرت صحيفة لاستامبا الإيطالية، مفاجأة جديدة بمناسبة كشف بعض الخفايا التي تلف قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، في مصر، وظهور أدلة على تورط محيط الطالب والباحث السياسي، في تصفيته حسب الصحيفة، ما تلميح إلى يد الإخوان في القضية المثيرة.

وقالت الصحيفة إن المحققين الإيطاليين الذين تحولوا إلى القاهرة، يعملون في صمت على فرضية مغايرة لما تحاول بعض الجهات تأكيده بالتشديد على إمكانية بعض الأجهزة الأمنية السرية في المصير الذي انتهى إليه الطالب، رغم الشفافية التي تعاملت بها السلطات المصرية مع القضية والتسهيلات الكبرى التي قدمتها لفرق التحقيق والإعلام الإيطالي لمواكبة تطورات هذا الملف، خاصةً بعد دخول الإخوان على الخط، وسعيهم لاستغلال القضية في مسارات مجهولة تهدف إلى التأثير على العلاقات المصرية الإيطالية، وربما على القطاعين السياحي والاقتصادي بشكل عام.

وفي تقريرين منفصلين ، الأول من روما استناداً إلى مصادر قريبة من فريق التحقيق الإيطالي، والثاني من لندن أين يدرس الطالب ويعمل، قالت لاستامبا، إن التحقيق يتجه إلى تأكيد دور شبكة العلاقات الشخصية للطالب في اختفائه ثم اكتشاف جثته.

جهاز
وقالت الصحيفة إن المحققين الإيطاليين، يعملون على "تورط جهاز أمني" خاص بما يُعرف باسم النقابات المستقلة في مصر، التي تجمع طائفة من الحركات اليسارية خاصةً المناوئة منها للسلطات الحالية، بالتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين في تصفية الطالب، بعد الاشتباه في عمله لفائدة "جهاز أمني معاد".

وأضافت لاستامبا، أن التحقيقات الإيطالية الخاصة، تشير إلى"شكوك جوليو في خضوعه إلى مراقبة سرية ومتابعة من قبل جهة مجهولة" وصلت حدّ تصويره بشكل غير مباشر في اجتماع سري حضره،  قبل اختفائه المثير في 25 يناير(كانون الثاني) آخر مرة ظهر فيه إلىالعلن قبل اختفائه.

وأشارت الصحيفة إلى أن جوليو، الذي كان مهتما بالنقابات المستقلة من جهة وبالعمل السري، كان يراسل جهات أجنبية في بريطانيا، وينشر مقالات باسم مستعار، إضافة إلى مشاركته بعض الحركات المصرية، برامج التنسيق لتنظيم مظاهرات كبرى واحتجاجات بمناسبة ذكرى ثورة يناير.

اختراق إخواني
وقالت لاستامبا، إن النقابات المستقلة، مُخترقة من قبل أكثر من جهة ومن طرف بما فيها، أطراف أجنبية وخارجية، فضلاً عن الإخوان المسلمين الذين نجحوا في اختراق قطاعات واسعة من هذه النقابات، التي تفضل العمل بشكل سري أكثر من تركيزها على العمل العلني، الأمر الذي يناسب تماماً حركة مثل جماعة الإخوان المسلمين.

وفي هذا السياق، أوضحت لاستامبا، أن حالة البارانويا، أوالشعور بالاضطهاد، القاسم المشترك بين الحركات السرية المصرية، التي فشلت في فرض صوتها على الشارع والمجتمع، وعادوت العمل بشكل سري، تُمثل اليوم المتهم الأول والمسؤول عن مقتل الشاب الإيطالي حسب مصادر من فريق التحقيق الإيطالي العامل في مصر.

اهتمام إيطالي
واعتبرت لاستامبا أن أنظار المحققين الإيطاليين تتابع جماعة الإخوان، أو قطاعات مندسة منها صلب النقابات المستقلة، وتحديداً أجهزتها الأمنية، باعتبارها مسؤولة عن تصفية الطالب، خاصةً في ظل علامات التعذيب البشعة التي اكتشفت على جثته، والتي توحي بخضوعه إلى تحقيق قاسٍ ولكنه غيررسمي، للتأكد من هويته، وذلك بعد الشك فيه وفي نواياه الحقيقية.

وأضاف تقرير لاستامبا لأول أن الباحث الإيطالي، خضع لهذا التحقيق لمعرفة"حجم الأسرار، أو الأسماء والقيادات السرية التي سربها إلى أجهزة الأمن سواء في مصر أو في الخارج" وتُشير الصحيفة إلى أن شبكة العلاقات الواسعة التي كانت للباحث الإيطالي، القادم من مراكز أبحاث بريطانية، إضافة إلى علاقته بالجامعة الأمريكية في القاهرة، ربما كانت السبب في اتخاذ الجهة المعنية قراراً باستجوابه، مع اقتراب الاحتفال بـ 25 يناير(كانون الثاني) ورهان جهات كثيرة وفي طليعتها الإخوان، على الاحتفال إلى مواجهة دامية بينهم وبين النظام.

شبهة
وقالت الصحيفة إن"باحثاً إيطالياً، موفداً من جامعة مثل كامبريدج، وأستاذاً مساعداً زائراً في الجامعة الأمريكية، لا يمكن أن يمر في صمت أو يختفي زحام القاهرة، خاصة إذا نجح في نسج علاقات وشبكة اتصالات مع معارضين ونقابيين وإخوان، وغيرهم من الحركات العاملة تحت الأرض، ليصدر القرار بتصفيته، بسبب الشك في انتمائه وحقيقة عمله في مصر، فالأنجلير والأمريكيين في نظر هذه المجموعات، يعدون من أكبر وأول الداعمين للحكومة المصرية ولنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي".

مُحلل 
وفي تقرير ثانٍ خصصته لهذه القضية، قالت لاستامبا في مراسلة من لندن، إن جوليو ريجيني، عمل بين سبتمبر(أيلول) 2013 وسبتمبر(أيلول) 2014، لفائدة "ديلي بريف" أحد المواقع المتخصصة في الأبحاث في بريطانيا، الذي ينشر مقالات يومية عن الأحداث الدولية والإقليمية، لصالح مجموعة من المشتركين"الخاصيين جداً".

وعن الموقع ومركز الأبحاث الذي يقف وراءه، تقول الصحيفة، إن الموقع الذي"يعمل بطريقة ومنهجية وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، تابع لأحد المقربين من كيسنجر في السبعينات من القرن الماضي، وأحد المتورطين في قضية واترغايت التي أطاحت بالرئيس الأمريكي السابق، جيرالد نيكسون".

ويُشرف على الموقع التابع لمركز "أوكسفورد اناليتيكا"، أحد المقربين السابقين من رجل البيت الأبيض القوي كيسنجر، مستشاره السابق ديفد يونغ.

يونغ وأصدقاؤه
وبعد لمحة عن شخصية يونغ وحصوله على شهادة الدكتوراه من الجامعة البريطانية الشهيرة، في جلسة مُغلقة بسبب حساسية المعلومات التي تضمنتها، تشير الصحيفة إلى طبيعة فريق إدارة المركز المتخصص في العلاقات الدولية، والذي ضم منذ تأسيسه شخصيات وأسماء مثير ةللاهتمام مثل المسؤول الأول عن اجهزة المخابرات الأمريكية السابق جون ينغروبونتي، أو رئيس المخابرات الخارجية البريطانية، أم اي 6 السير كولين ماك كول.

وتشير الصحيفة إلى ما وصفته بالموقف الغريب للمركز البريطاني "الذي تعمد التواري عن الأنظار بعد مقتل جوليو، واكتفى ببرقية تعزية أرسلها إلى عائلة القتيل، رافضاً الرد على أي اتصال أو استفسار من قبل الصحافة ووسائل الإعلام".