الرئيس التركي رجب طيب أردوغان(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان(أرشيف)
الأربعاء 24 فبراير 2016 / 12:20

ذا كونسيرفتيف: تمثيلية أردوغان في الحرب على داعش والأكراد

24 - مروة هاشم

نشرت مجلة "ذا أمريكان كونسيرفتيف" مقالاً للضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والمتخصص في مكافحة الإرهاب والباحث فيليب جيرالدي، قال فيه إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعتمد على الحوادث الإرهابية لتوطيد سلطته الاستبداية وإفساد الأمر في سوريا.

ويقول الباحث: "تأتي المجزرة الأخيرة في أنقرة في توقيت مناسب تماماً للرئيس التركي أردوغان، الذي دأب على مطالبة الولايات المتحدة والناتو بدعمه في حربه ضد أكراد سوريا، الذين تعتبرهم واشنطن حلفاءَ في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي. وحرص الأتراك على شن غارات جوية لقصف مواقع الأكراد، لتحذيرهم من خطورة نجاحهم في السعى إلى احتلال الأراضي التي تركها داعش. ودائماً ما يُردّد أردوغان أن الأكراد جميعا إرهابيين، وأنهم العدو الحقيقي، ويُصر على مطالبة الولايات المتحدة، بالخيار بين تركيا أو الأكراد".

حرب أهلية تركية
ويوُضح المقال أن أردوغان لا يدعو فقط إلى محاربة الأكراد، وإنما بما يُشبه "الحرب الأهلية"، بعد أن تحول جنوب شرق تركيا إلى "بوتقة للعنف".

ولم يقتصر الأمر على ذلك، فعمد أردوغان أيضاً إلى مُعاداة أحزاب المعارضة في برلمانه، ووصف بعضهم بـ"إرهابيين".

ويُضيف المقال: "وبعد أن تعثرت صحافة بلاده، وسلطتها القضائية وسيادة القانون، لاسيما في ظل اعتبار الاحتجاج على سياساته أو إهانة المسؤولين الحكوميين جريمة يعاقب عليها القانون، يتجه أردوغان نحو الحصول لنفسه على صلاحيات دكتاتورية بصفته رئيساً للبلاد، بالسعى إلى فرض تشريعات تمنحه سلطات جديدة، رغم أنه لا يملك الأصوات الكافية لتحقيق ذلك".

ويصف المقال اللغة التي يستخدمها مع شعبه بأنها مليئة بالافتراءات المعتادة، والتهديدات، والتحذيرات التي جعلته سبب ضجةٍ كبيرةٍ في جميع أنحاء العالم على مدى العامين الماضيين.

الشك في تفجير أنقرة
يرى كاتب المقال أن توقيت تفجير أنقرة مثالي بالنسبة إلى أردوغان، الذي يسعى إلى تعزيز حربه وولايته، الأمر الذي "يُثير الشكوك" سيما في ظل مُعارضة القيادة العليا للجيش التركي القوية لأي تدخل واسع النطاق في سوريا، ولكن مقتل أفراد من الجيش في التفجيرات ربما كان يهدف إلى تقويض معارضة الجيش التركي.

وكما كان متوقعاً اتهم بتفجير أنقرة أحد الأكراد السوريين، المتصل طبعاً مع أكراد تركيا، وذلك رغم إنكار القادة الأكراد، سواءً في سوريا أو تركيا، علاقتهم بالحادث، باستثناء أحد المتحدثين الذي رجح أن يكون أحد ضحايا الهجمات التركية على المناطق الكردية في البلاد، وراء التفجير.

ويقول الكاتب:"رغم تبني الجماعة المنشقة، صقور حرية كردستان، تفجير أنقرة، الذي ينطوي ربما على حيلة تستهدف الترويج للجماعة، فضلاً عن منطقية توفر الأسباب التي تدفع الأكراد إلى الانتقام، يجب الالتفات إلى حقيقة أن الأكراد غير مستعدين للتسبب في هجمات ساحقة جديدة للجيش التركي، والواقع أن العكس تماماً أقرب إلى التصديق".

حسابات خاطئة
ويُشير المقال إلى أن قرار إسقاط تركيا للمقاتلة الحربية الروسية، اتخذ على أعلى مستوى في الحكومة التركية، لانطوائه على إجراءات حاسمة ضد روسيا، ويبدو أن تركيا تعمدت ذلك، لأن روسيا كانت تحرز نجاحاً كبيراً في دحر المعارضة السورية، ما يعني تمكين الأكراد في سوريا من التوسع في المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة.

ويؤكد كاتب المقال، أن اليأس الذي تشهده تركيا في الوقت الراهن، نتيجة مباشرة للحسابات الخاطئة للرئيس التركي أردوغان، الذي تعمد التخلي عن وقف إطلاق النار مع الأكراد، وسعى جاهداً إلى تصعيد الصراع معهم بقصف مواقعهم في سوريا في صيف 2015.

ويقول المقال إن أردوغان استخدم شعار"الأكراد إرهابيون" لدوافع سياسية، ولتشويه سمعة المعارضة في البرلمان، وتحديداً حزب الشعب الديمقراطي، قبل الانتخابات البرلمانية.

وعلاوة على ذلك، استمر أردوغان في الإصرار على رحيل بشار الأسد، رغم أن الأمر يبدو بعيد المنال، وتسبّب قراره بإسقاط الطائرة الروسية في تعثر الاقتصاد التركي.

تورط أردوغان
ويوحي كاتب المقال بإمكانية تورط أردوغان في تفجير أنقرة، لتبرير الحرب والحصول على المزيد من السلطات الدكتاتورية في البلاد، ويعزو ذلك إلى استعداد أردوغان الواضح لاتخاذ خطوات ذات مخاطرة عالية، فقط لدعم أجندته الخاصة الداخلية والخارجية.

ويُبرر كاتب المقال اعتقاده قائلاً: "يقاوم الشعب التركي أي تدخل عسكري خارج حدود دولته، ومن ثم وضعت الحكومة في اعتبارها ذرائع بائسة لخلق سبب يُبرر شن حربها ضد الأكراد على الأراضي السورية. والواقع أن تركيا تعرضت بالفعل إلى عدد من الهجمات الإرهابية على مدى العامين الماضيين، كان بعضها مثيراً للشكوك، لتزامنها مع قلق الحكومة قبل الانتخابات، وهي التي كانت تسعى إلى الحصول على الدعم الشعبي لحربها في سوريا. وفي كل مرة تقريباً كانت الحكومة التركية توجه اتهاماتها إلى الأكراد أو داعش، لكن دون إجراء أي تحقيق مستقل".

ويلفت كاتب المقال إلى أن تركيا استغلت ما أطلقت عليه"هجمات داعش ضد رجال الشرطة والجيش الأتراك" لخلق انطباع لدى الولايات المتحدة وحلف الناتو، بأنها تُحارب داعش بالفعل، رغم أن الحقيقة عكس ذلك، خاصةً أن الأكراد كانوا يشتكون من تسهيل تركيا حركة الدواعش على طول الحدود، في مقابل الهجوم على المواقع الكردية".

تمثيلية الحرب على داعش
ويضيف الكاتب: "رغم الإحباط الذي يشعربه البيت الأبيض بسبب التقاعس التركي، فإنه لم ينخدع بهذه التمثيلية، إلا أنه في الوقت نفسه، لم يكن في وضع يسمح له بمعارضة أردوغان، نظراً لحاجة البيت الأبيض، لاستخدام القاعدة الجوية للناتو في أنجرليك التي يسيطر عليها الرئيس التركي".

ويختم الكاتب مقاله بتحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما، من الاندفاع وراء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المستعد، حسب الكاتب، لقتل جنوده لاختلاق حادث، يسمح له بتنفيذ أجندته الخاصة.