الثلاثاء 15 مارس 2016 / 14:05

تقرير: روسيا تضغط على النظام للتفاوض بجدية

24- إعداد: رنا نمر

في خطوة قال إنه يأمل في أن تعزز محادثات السلام لسوريا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء سحب أكثر القوات الروسية من سوريا بدءاً من اليوم.

بوتين يعلن أن المهمة أنجزت مع أن هدفه الأصلي المعلن للتدخل في سوريا كان إلحاق الهزيمة بداعش

لورا روزن، محللة الشؤون الدولية، كتبت في موقع مونيتور أن قرار الإنسحاب الجزئي من سوريا الذي ناقشه بوتين في اتصال هاتفي الإثنين مع الرئيس السوري بشار الأسد، يرمي على الأرجح إلى الضغط على النظام السوري للتفاوض بجدية أكبر في المحادثات التي تستضيفها الأمم المتحدة مع المعارضة في جنيف. وهو يأتي بعد تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم في عطلة نهاية الأسبوع بأن التفاوض على مستقبل الأسد هو "خط أحمر" في محادثات جنيف.

ويبدو أن اعلان بوتين الانسحاب جزئياً من سوريا فاجأ مسؤولين أمريكيين. إلا أن البيت الأبيض أعلن لاحقاً أن الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين ناقشا المسألة في اتصال هاتفي.

عبء على روسيا
الخبير في شؤون روسيا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية صامويل شاراب، قال إن بوتين أنجز جزءاً كبيراً من أهدافه، موضحاً أنه "كان يريد إرغام الولايات المتحدة وحلفائها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروطه... لقد حقق هذا الهدف. وعدا ذلك، فإن وجوداً عسكرياً واسعاً وطويل الأمد في سوريا لا يفيده كثيراً... إنه عبء أكثر منه ميزة".

ولكن بول ساندرز، الخبير في الشؤون الروسية في مركز المصلحة الوطنية لاحظ أن بوتين يعلن أن المهمة أنجزت مع أن هدفه الأصلي المعلن للتدخل في سوريا كان إلحاق الهزيمة بداعش. وقال: "إنه أمر ملفت... كثيرون في المنطقة وخارجها سيسجلون قول بوتين إن الانسحاب يحصل لأن القوات الروسية أنجزت أهدافها. عندما جاؤوا الى سوريا، شددوا على أن مهمتهم ضرب داعش... تلك المهمة لم تنجز بعد". وأضاف: "ما أنجز عملياً هو هذا الاتفاق الاوّلي لوقف الأعمال العدائية والذي أدى إلى نوع من عملية سلام ناجحة بين الأسد وقوات المعارضة". وفي رأي ساندرز أن بوتين "يحاول توجيه رسائل إلى الجانبين... هذا القرار يوضح جيداً لنظام الأسد أنه من المستحسن أن يفاوض بطريقة جدية". إلا أنه لفت إلى أن الانسحاب الجزئي المعلن لا يعني أن سوريا ترحل... وتيرة الانسحاب... يمكن أن توفر نفوذاً لروسيا... يمكن ابطاءها ويمكن تسريعها. موسكو تحتفظ بالتأثير الذي تحتاج إليه".

اتفاق مع أمريكا؟
ديبلوماسي سابق أورد أسباباً عدة محتملة لإعلان بوتين انسحاباً جزئياً من سوريا "أولها نوع من اتفاق مع الولايات المتحدة (ربما على سلسلة من المسائل المتعلقة بعملية انتقالية ومحادثات جنيف) وربما مع السعودية ... ثم هناك ضربة المعلم في اليوم الاول من محادثات جنيف...لجهة اظهار نية حسنة ودعوة آخرين الى الرد بالمثل على طريقتهم. أما اذا اعتبر آخرون هذا القرار ضعفاً وبدأوا هجمات مكثفة على الأسد، يمكن العصافير(التعزيزات الروسية) أن تعود.الإنسحاب جزئي والبنى التحتية باقية".

المعارضة السورية من جهتها أعلنت ترحيبها بإعلان بوتين، وقالت إن من شأن انسحاب جدي أن يضغط على النظام ويعطي محادثات السلام زخماً إيجابياً.