الأحد 27 مارس 2016 / 17:06

تقرير:روسيا تفاقم العداء للمسلمين في أوروبا

24- زياد الأشقر

تتزايد في أوروبا الإتهامات لروسيا بالإضطلاع بدور في أزمة الهجرة المتزايدة وإثارة المشاعر المعادية للمسلمين لصالح الأحزاب اليمينية في لحظة ضعف للاتحاد الأوروبي.

تشجع روسيا هؤلاء المهاجرين على الإنتقال إلى أوروبا، وفقًا لإلفيس ومسؤولين أوروبيين آخرين في المنتدى، بهدف إرهاق الحكومات الأوروبية وتأجيج المشاعر المعادية للمسلمين

وكتب الصحافي جوش روجين في مقال في موقع بلومبرغ: "قبل الهجمات الإرهابية الأخيرة في بروكسل، كانت المشاعر المعادية للمسلمين واللاجئين في أوروبا في ازدياد. معظم اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا هرباً من الحرب والفقر في الشرق الأوسط يسعون للحصول على حياة أفضل في الغرب. ولكن وفقاً لمسؤولين أوروبيين، يسافر بعض المهاجرين إلى الدول الاسكندينافية ودول البلطيق من روسيا لا هربًا من القتال في سوريا أو العراق أو أفغانستان، وإنما بناء على تشجيع من الكرملين للانضمام إلى تيار اللاجئين في أوروبا الغربية".

وفي هذا السياق، قال الرئيس الإستوني توماس هندريك إلفيس في منتدى بروكسل الذي ينظمه صندوق مارشال الألماني في نهاية الأسبوع الماضي، إنَّ هؤلاء المهاجرين غالبًا ما يخفون وضعهم القانوني باعتبارهم مقيمين دائمين في روسيا، مؤكداً أنه رأى آلافاً آتين من فنلندا عبر الحدود الروسية- الفنلندية، وأن شيئاً مريباً يحصل.

إرهاق الحكومات الأوروبية
تشجع روسيا هؤلاء المهاجرين على الإنتقال إلى أوروبا، وفقًا لإلفيس ومسؤولين أوروبيين آخرين في المنتدى، بهدف إرهاق الحكومات الأوروبية وتأجيج المشاعر المعادية للمسلمين التي تستفيد منها أحزاب اليمين المتطرف التي تدعمها روسيا. وقد اكتسبت الأحزاب الموالية لروسيا مزيداً من النفوذ في سلوفاكيا واليونان والمجر وفرنسا وأماكن أخرى. وتميل تلك الأحزاب إلى إضعاف مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وتفضل إقامة علاقات أوثق مع روسيا من خلال رفع العقوبات.

وتفاقم الحملة الروسية الجوية في سوريا التي استهدفت أيضاً المدن الآهلة موجات المهاجرين المسلمين الذين يدخلون أوروبا عبر اليونان. ويلفت روجين الى ما قاله القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا فيليب بيردلاف هذا الشهر من أن روسيا "تسلّح المهاجرين" كوسيلة للهيمنة على الهياكل الأوروبية وكسر عزيمة الاتحاد الأوروبي.

ويلاحظ روجين أن الزعماء الأوروبيين الذين يشاركون روسيا في بعض أهدافها قد استفادوا من الزخم المناهض للاجئين.
أوهام

ولكن فلاديمير تشيجوف، الممثل الدائم لروسيا لدى الاتحاد الأوروبي، يرى أن هناك مبالغة في مزاعم إلفيس حول عدد المهاجرين المسلمين الآتين من روسيا إلى أوروبا، وأنَ النظرية العامة بأن روسيا تقوم بإثارة المهاجرين للتخطيط لاضطرابات سياسية في أوروبا هي"محض أوهام".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إتهم الحكومة الألمانية بالتستر على الاغتصاب الجماعي لفتاة تبلغ من العمر 13 عامًا من اللاجئين المسلمين في برلين، إلا أن ممثلي الادّعاء في برلين أكدوا أن هذا الأمر لم يحصل أبداً. وظهرت التقارير الأولى عن هذه الحادثة المفترضة في وسائل الإعلام الروسية، وبعد ذلك تظاهر ألمان ناطقون بالروسية وناشطون يمينيون في شوارع العديد من المدن الألمانية. واعتُبرت تصريحات لافروف في أوروبا بأنها كصب الزيت على النار.

تفوق نسبي
وعلقت السناتور الأمريكية جين شاهين على كلام إلفيس قائلة إنه "حتى لو أن روسيا لا تدفع سكّانها المسلمين عبر الحدود، فإنَّ هدفها هو إثارة حالة من عدم الاستقرار في أوروبا كوسيلة لخلق تفوق نسبي.وسواء أكان ذلك متعمدًا أم لا، لا تزال روسيا تحقق النتيجة نفسها. وأعتقد أنها ستقوم بما في وسعها لإثارة السخط أينما استطاعت في أوروبا".

ويلفت روجين الى المشاكل التي تعاني منها أوروبا من تطرف الشباب المسلم وتهديد الإرهاب وتدفق اللاجئين والضغوط الاقتصادية على الدول الأعضاء، معتبراً أن روسيا لم تبدأ أياً من هذه المشاكل، لكنها تبذل ما بوسعها لتجعلها أسوأ.

ومع زعزعة استقرار أوروبا، يخلص روجين، تسعى روسيا إلى إنهاء نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي بنته أوروبا والولايات المتحدة على مدى عقود، لافتاً الى أن النتيجة ستكون جذب العديد من الدول الأوروبية إلى دائرة النفوذ الروسي، بعيداً عن الغرب.