الثلاثاء 19 أبريل 2016 / 21:07

تقرير: على أمريكا ألا تكون محايدة بين دول الخليج وإيران

إعداد: رنا نمر

ويثير الاتفاق النووي الايراني قلق دول الخليج.وفي محاولة لتبديد هذا القلق، استضاف أوباما زعماء الخليج في مايو (أيار) في كمب ديفيد، وجدد التزام واشنطن أمن شركائها الخليجيين.الا أنه لم يذهب الى حد عرض معاهدة دفاعية رسمية تتطلع اليها دول مجلس التعاون الخليجي

يصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الرياض غداً الأربعاء للقاء القادة السعوديين والمشاركة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي الخميس، بعدما شاب العلاقات بين إدارته الديموقراطية المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات ودول الخليج فترات من التوتر خرجت الى العلن للمرة الأولى في تاريخ العلاقات القديمة بين الجانبين. وقد تجلى آخر فصول هذا التوتر في مقابلة أوباما مع مجلة ذي أتلانتيك التي شرح فيها ما بات يعرف بـ"عقيدة أوباما" ووصف فيها دول الخليج بـ"الركاب المجانيين".
 
وفي خضم السجال الذي أثارته تلك المقابلة في مراكز الأبحاث والصحف الأمريكية، برز سؤال أساسي عما إذا كان الشرق الأوسط لا يزال مهماً للولايات المتحدة، في ضوء انسحاب أمريكي واضح من المنطقة وتردد حيال سياسة دعم الحلفاء القدامى. وناقش باحثون أمريكيون هذه المسألة في ندوة عقدت في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وكتب آخرون عنها في صحف ومجلات ومراكز أبحاث.

وعشية وصول أوباما الى الرياض، يفتح موقع 24 ملف العلاقة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، عارضاً فيه مواقف بعض من هؤلاء الباحثين الأمريكيين من أداء الإدارة الديموقراطية الراهنة حيال دول المنطقة.

لا للحياد
قبل ساعات من وصول أوباما إلى الرياض، ينصح الباحث باري بافل من أتلانتيك كاونسيل للولايات المتحدة بألا تكون محايدة حيال شركائها الخليجيين وإيران، معتبراً أن قمة الرياض هي جزء من جهد ديبلوماسي لتبديد قلق دول الخليج من التطلعات الإقليمية لطهران وفكرة الإنسحاب الأمريكي من المنطقة.

ويقول بافل، وهو مدير مركز برنت سكوكروفت للأمن الدولي التابع لأتلانتيك كاونسيل: "لا أوافق على القول إن على الولايات المتحدة أن تكون محايدة بين شركائها القدامى في الخليج وإيران.. شركاؤنا لا يعتمدون نشاطات توسعية ويحاولون زعزعة إستقرار الدول المجاورة. إنها إيران التي أوردت ذلك في صلب دستورها".

وعلى غرار ما حصل خلال الحرب الباردة عندما انخرطت الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتي مع وقوفها في الوقت نفسه بمواجهة تصرفاته العدائية، يفترض بافل بأن "على واشنطن أن تفكر بطريقة مبتكرة وثابتة لإبعاد طهران من مسارها السابق" مع مساءلتها في مسائل مثل برنامجها الصاروخي الباليستي.

ويثير الاتفاق النووي الإيراني قلق دول الخليج. وفي محاولة لتبديد هذا القلق، استضاف أوباما زعماء الخليج في مايو (أيار) في كمب ديفيد، وجدد التزام واشنطن أمن شركائها الخليجيين. إلا أنه لم يذهب إلى حد عرض معاهدة دفاعية رسمية تتطلع إليها دول مجلس التعاون. وبدل ذلك، أعلن سلسلة إجراءات شملت دمج أنظمة الدفاع الصاروخية الباليستية وتعزيز الأمن البحري والسيبيري وتسهيل مبيعات الأسلحة وزيادة وتيرة المناورات العسكرية المشتركة.

ومنذ تلك القمة، سُجل تقدم ملموس في صفقات الأسلحة، وزادت "سرعة الاتصالات الرفيعة المستوى" بحسب بافل الذي اعتبر أن هذا الأمر مهم جداً وخصوصاً في منطقة كالشرق الأوسط.

وفي المقابل، سجلت أيضاً عثرات في الطريق بين الجانبين. فبالتزامن مع الزيارة الخليجية لأوباما، كان الكونغرس الأمريكي يناقش مشروعاً يتيح للمحاكم الأمريكية تحميل السعودية مسؤولية في هجمات 11 سبتمبر (أيلول). وهدد مسؤولون سعوديون بسحب ودائع بمئات مليارات الدولارات إذا أقر المشروع.

وسبق هذا الأمر سجال واسع أثاره أوباما في حديثه إلى أتلانتيك. ويقول بافل: "شخصياً لا أرى أياً من دول الخليج بأنه راكب مجاني.. إنهم يساهمون بطرق مختلفة. وبالطبع نريد منهم أن يساهموا أكثر".