الثلاثاء 19 أبريل 2016 / 21:18

الشرق الأوسط ليس مهماً لأمريكا

إعداد:رنا نمر

اختار البيت الأبيض عدم إجبار إيران وروسيا على دفع ثمن نشاطاتهما في سوريا، ويعود ذلك جزئياً إلى الأولوية التي منحها للمفاوضات النووية

يصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الرياض غداً الأربعاء للقاء القادة السعوديين والمشاركة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي الخميس، بعدما شاب العلاقات بين إدارته الديموقراطية المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات ودول الخليج فترات من التوتر خرجت الى العلن للمرة الأولى في تاريخ العلاقات القديمة بين الجانبين. وقد تجلى آخر فصول هذا التوتر في مقابلة أوباما مع مجلة ذي أتلانتيك التي شرح فيها ما بات يعرف بـ"عقيدة أوباما" ووصف فيها دول الخليج بـ"الركاب المجانيين".

وفي خضم السجال الذي أثارته تلك المقابلة في مراكز الأبحاث والصحف الأمريكية، برز سؤال أساسي عما إذا كان الشرق الأوسط لا يزال مهماً للولايات المتحدة، في ضوء انسحاب أمريكي واضح من المنطقة وتردد حيال سياسة دعم الحلفاء القدامى. وناقش باحثون أمريكيون هذه المسألة في ندوة عقدت في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وكتب آخرون عنها في صحف ومجلات ومراكز أبحاث.

وعشية وصول أوباما الى الرياض، يفتح موقع 24 ملف العلاقة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، عارضاً فيه مواقف بعض من هؤلاء الباحثين الأمريكيين من أداء الإدارة الديموقراطية الراهنة حيال دول المنطقة.

الأهمية الإستراتيجية وإسرائيل
ويقول مايكل دوران هو زميل أقدم في "معهد هدسون" إن أوباما مفكر استراتيجي، وأن الجزء الأكبر من تفكيره الخاص بالشرق الأوسط يستند إلى تقييمين، الأول أن المنطقة ليست ذات أهمية استراتيجية حيوية للولايات المتحدة، وأن أمن إسرائيل لا يشكل مصدر قلق بالغ الأهمية بالنسبة إلى واشنطن. وفي حين سعى الرؤساء السابقون إلى تعزيز وضع الحلفاء في وجه الخصوم، ينظر أوباما إلى الخصوم، وبشكل رئيسي إيران وروسيا، على أنهم ذوي المصالح الشرعيين في المنطقة.

ويلفت إلى أن الإتفاق النووي الإيراني كان جزءاً من الجهد المبذول للعمل مع هؤلاء الخصوم من أجل تحقيق الإستقرار في الشرق الأوسط وتقليل التزامات الولايات المتحدة فيه. وقد اختار البيت الأبيض عدم إجبار إيران وروسيا على دفع ثمن نشاطاتهما في سوريا، ويعود ذلك جزئياً إلى الأولوية التي منحها للمفاوضات النووية. ولكن مع أن "خطة العمل المشتركة الشاملة" قد تمنع إيران من امتلاك السلاح النووي لمدة عشر سنوات أو 15 سنة، إلا أن هذا ليس سوى تأخيراً موقتاً في أحسن الأحوال، وسيكون على حساب سباق التسلح النووي في المنطقة.

وبالمثل، يضيف دوران، أن "الخط الأحمر المتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية" الذي أُعلن عام 2013 ، يعكس اعترافاً من الإدارة الأمريكية بالمصالح الإيرانية في سوريا، "إذ لم يرغب أوباما باستخدام القوة لأنه اعتقد أنها ستهدد التقدم مع الإيرانيين". وبدلاً من ذلك، كتب رسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية وحجب المساعدات عن الجماعات المعارضة السورية، الأمر الذي ساعد على تغيير ميزان القوى لصالح نظام الأسد وطهران.

روسيا وإيران
وفي رأي الباحث أن استراتيجية الرئيس الأمريكي تثير إشكالية لأن روسيا وإيران تقوضان مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، و"لن تستقر المنطقة بما يكفي لانسحاب الولايات المتحدة منها، وسيستمر التحالف الأمريكي في التراجع". وفي المقابل، يزداد التحالف الروسي- الإيراني قوة، وهو يمثل أكبر تحوّل في المنطقة، بينما لا تخصص واشنطن موارد كافية لاحتواء هذا التهديد.

ويرى أن الولايات المتحدة هي اللاعب الأنسب لتنسيق التحالفات من أجل مواجهة تهديد إيران في المنطقة وترتيب نظام إقليمي مستقر، معتبراً أنه على الرئيس الأمريكي المقبل تعزيز العلاقات الأمريكية في المنطقة وعكس الفكرة القائلة أنه لا يمكن لواشنطن استخدام القوة العسكرية بشكل فعّال.