الجمعة 29 أبريل 2016 / 21:00

ليبيا: مظاهرات في طبرق وبنغازي رفضاً لحكومة السراج

24- طبرق- بنغازي- خاص

تظاهر عدة مئات من سكان مدينتي طبرق وبنغازي في شرق ليبيا، اليوم الجمعة، لتجديد رفضهم لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، برئاسة رجل الأعمال الطرابلسى، فائز السراج.

وأكد المتظاهرون مجدداً دعمهم في المقابل للجيش الوطني الذي يقوده الفريق خليفة حفتر الموالي للسلطات الشرعية في البلاد.

حكومة وصاية
وأحرق متظاهرون في مدينة طبرق حيث المقر المؤقت لمجلس النواب الليبي، دمية على هيئة رئيس بعثة الأمم المتحدة الديبلوماسي الألماني مارتن كوبلر، كما رددوا عبارات مناوئة له وطالبوا بوقف تدخله غير الحميد في الشؤون الداخلية للشعب الليبي.



وداس متظاهرون آخرون صوراً لرئيس المجلس الأعلى للدولة، عبد الرحمن السويحلي، الذي تم تدشينه مؤخراً في العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى وسام بن حميد أحد قادة الميلشيات الارهابية، التي تخوض معارك عنيفة ضد قوات الجيش الليبي في شرق البلاد.

وردد المتظاهرون هتافات وعبارات مسيئة لبعض قادة تنظيم الإخوان المسلمين، وأعضاء مايسمى بحكومة الإنقاذ الوطني والمؤتمر الوطني العام( البرلمان) السابق والمنتهية ولايته والمتواجدين في العاصمة طرابلس.



ووصف المتظاهرون حكومة السراج الحديدة المدعومة من بعثة الأمم المتحدة بأنها حكومة "وصاية" وقالوا إنهم لن يسمحوا لها بممارسة عملها أو فرض سيطرتها على المنطقة الشرقية.

عملية سرت
وتعقد المشهد السياسي والعسكري في ليبيا، بعدما أعلن فائز السراج رئيس الوزراء المكلف رفضه لعملية عسكرية لتحرير مدينة سرت، أطلقها القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر المدعوم من مجلس النواب، الذي يعتبر أعلى سلطة تشريعية ودستورية في البلاد.



ويرفض البرلمان المعترف بها دولياً منح حكومة السراج الجديدة الثقة لكي تبدأ في ممارسة أعمالها بشكل طبيعي على الأرض، مالم يتم حذف مادة في اتفاق رعته بعثة الأمم المتحدة نهاية العام الماضي، في منتجع الصخيرات بالمغرب، يهدد مصير قادة المؤسسات الأمنية والعسكرية بمن فيهم حفتر نفسه.

ودعا السراج الذي نصب مجلسه الرئاسي قائداً أعلى للجيش الليبي أول من أمس إلى عدم القيام بأي حملات على مدينة سرت لحين إنشاء قيادة عسكرية موحدة، مشيراً إلى أن وزراءه بدأوا تنسيق الترتيبات الأمنية مع الجيش "للبدء بتحرير سرت" ويتطلعون إلى إنشاء غرفة عمليات وطنية مشتركة.



حرب ولاءات
وأضاف في خطاب متلفز تم بثه مساء أمس الخميس "أننا لن نسمح بأن تكون معركة تحرير سرت خاضعة للمساومات السياسية والمكاسب الآنية، فقد آن الأوان لاجتثاث داعش من كل أنحاء البلاد"، مشيراً إلى أن "حربنا ليست بالولاءات لأشخاص أو تنظيمات حزبية كانت أو فكرية، إنما حربنا باسم ليبيا والولاء فقط للوطن".

وأردف "فلننس خلافاتنا، ولنعمل على توحيد الصفوف، والاستعداد يدا بيد لمعركة تحرير سرت"، معتبراً أن "تفشي الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش مسألة حرجة جداً لنا جميعا، وليبيا أصبحت ساحة مستباحة له، وشاهدنا كيف أصبحت له خلايا ومجموعات في كل مكان".



ودعا مجلس النواب بصفته طرفاً من أطراف الاتفاق السياسي إلى "ضرورة استكمال استحقاقاته، لأنه الجسم التشريعي الوحيد في البلاد"، طالباً من كل التشكيلات المنبثقة من الاتفاق السياسي التزام الصلاحيات الممنوحة لها بلا أي تجاوز من شأنه إرباك المشهد وزيادة التوتر والخلاف".

مخاوف الجيش
ويخشى حلفاء حفتر من أن عجز حكومة السراج عن توفير الحماية للجيش الذي حقق مكاسب ملحوظة على الأرض في مواجهة الإسلاميين ومعارضين آخرين في بنغازي بشرق البلاد وثاني أكبر المدن الليبية، حيث أعلن قبل يومين إنه على أتم الاستعداد لمعركة سرت وينتظر الأوامر من حفتر.



وزعم السراج أنه قلق من تحول معركة سرت إلى حرب أهلية ومواجهات بين قوى عسكرية مختلفة، لافتاً إلى عدم التنسيق بين القوات التي تتجه لتحرير سرت من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر على هذه المدينة منذ منتصف العام الماضي.