الرئيس المخلوع علي صالح وزعيم الإخوان اليمني وعبدالمجيد الزنداني (24)
الرئيس المخلوع علي صالح وزعيم الإخوان اليمني وعبدالمجيد الزنداني (24)
السبت 30 أبريل 2016 / 16:31

القاعدة وداعش نقطة التقاء الإخوان والمتمردين

لم يكن ناصر الحميقاني من محافظة البيضاء وسط اليمن، يدرك أن قيادات وعناصر في حزب الإصلاح اليمني سيذهبون للقتال في صفوف القاعدة، ويتركون الانقلابيين يحكمون المحافظة التي يسيطرون عليها منذ عام ونصف العام.

استفاد صالح من الجهاديين العائدين من أفغانستان في مطلع تسعينات القرن الماضي ودمجهم في حزب سياسي أطلق عليه التجمع اليمني للإصلاح

ورفع الإخوان شعار قتال الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بعد نصف شهر من تدخل دول التحالف العربي، لوقف تمدد تحالف الانقلاب الموالي لطهران، بقصف مخازن أسلحة الحوثيين.

وكان الحوثيون وحليفهم صالح يبررون حربهم على الشعب اليمني، بمحاربة القاعدة وداعش، لكن وبحسب قادة يمنيين، فإن الحرب كانت من أجل إسقاط مدن الجنوب لمصلحة إيران.

وقال الحميقاني: "إن قتلى من حزب الإصلاح اليمني وصلت جثثهم إلى البيضاء، بعد أن لقوا حتفهم برصاص الجيش الوطني والتحالف في حضرموت".

حرب المكلا
ووصف مسؤولون عملية تسليم المكلا وبلدات الساحل في حضرموت مطلع أبريل (نيسان)، بخلع عناصر صالح للباس العسكري ولبس اللباس الأفغاني.

ومثل تحرير حضرموت من قبل قوات خاصة يمنية وإماراتية وسعودية ضربة موجعة للانقلابيين والإخوان المسلمين.

ورصدت وسائل إعلام يمنية ردود الفعل الإخوانية والانقلابية على الحملة العسكرية التي استهدفت اجتثاث الإرهاب في جنوب اليمن.

وقال سياسيون إن الحملة العسكرية على القاعدة في حضرموت وأبين كشفت علاقة هذا التنظيمات الإرهابية بالمخلوع صالح وإخوان اليمن والحوثيين.

وقال قائد عسكري رفيع بحضرموت، إن صفقة تبادل تمت بين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة في شبوة.

وأكد العسكري الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الانقلابيين أفرجوا عن 70 عنصراً من التنظيم، بعضهم معتقل منذ عام 2014.

وأضاف أن أغلب المفرج عنهم من جانب القاعدة، عسكريون من محافظات يمنية شمالية، لا أحد يعرف متى اعتقلهم القاعدة.

وفي أبين، أكد مصدر قبلي وصول اثنين من أولاد الزعيم القبلي والجهادي السابق طارق الفضلي، عقب الإفراج عنهما ضمن الصفقة، موضحاً أن اعتقال أبناء طارق الفضلي كان قبل 3 سنوات.

وقصف طيران التحالف العربي منزل الشيخ طارق الفضلي، حيث يعتقد إن عناصر من القاعدة تتخذه مقراً لها.

ورقة صالح والإخوان
ويرى مراقبون أن تنظيم القاعدة يشكل ورقة بيد صالح والإخوان معاً، خاصة وأن تنظيم الإخوان يعد النواة الأولى للجماعات المتطرفة في اليمن.

واستفاد صالح من الجهاديين العائدين من أفغانستان في مطلع تسعينات القرن الماضي، ودمجهم في حزب سياسي أطلق عليه التجمع اليمني للإصلاح، وأوكل مهمة القيادة لقيادات أمنية، وأخرى من تنظيم قاعدة.

ووفقاً لمسؤولين "تمكن الإخوان عقب اصدار فتوى دينية قبيل الحرب على عدن في منتصف تسعينات القرن الماضي، من تنفيذ نحو 270 عملية اغتيال، نجحت منها 152 عملية لمسؤول وقائد عسكري وأمني من الجنوب.

الإخوان بين القاعدة وداعش والحوثي
وفي أواخر العام الماضي، كشفت المقاومة الشعبية في البيضاء، هويات قتلى من حزب الإخوان، لقوا حتفهم في صفوف الحوثيين وقوات المخلوع في بلدة الزاهر.

وكان الإخوان المسلمين طالبوا في أكثر من مرة حكومة هادي بالتحاور مع عناصر القاعدة.

وقال أحد أعضاء المقاومة الشعبية في البيضاء ناصر البيضاني، إن فرار قيادات من القاعدة نحو البيضاء، يؤكد أن هذه الجماعات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالانقلابيين وجماعة الإخوان.

تواطؤ القاعدة
ويروي البيضاني تجربته مع عناصر القاعدة في قتال الحوثيين، ويقول "كنا في إحدى المرات نهاجم الحوثيين في ذي ناعم، وتمكنا من تحرير بعض المواقع، لنتفاجأ بوصول عناصر من أنصار الشريعة، قالوا لنا اذهبوا استريحوا وسنؤمن المنطقة إلى ان يأتي غيرنا ونستريح، فسلمناهم المواقع، وغادرنا ظناً منا أنهم معنا، وما هي إلا دقائق حتى استعاد الحوثيون السيطرة".

وأضاف "كان بعض شباب أنصار الشريعة يقاتل قتال الأبطال، وخاصة من الشباب الذين كانوا يدخلون المعركة بدافع ديني، لكن قيادتهم كانت خائنة دائماً".

وقال العسكري في عدن عبدالله ناصر لـ24: "القاعدة وداعش يتبعان المخلوع وحزب الإصلاح، نلاحظ عقب أي عملية إرهابية في عدن، أن وسائل إعلامهم تقول إن عدن سقطت والفوضى عمت".

ويضيف "لا نستبعد أن يقف الإصلاح وراء الجماعات الإرهابية في عدن، لأن الحزب يريد إفشال حكومة اللواء عيدروس الزبيدي وشلال علي شائع، من أجل الدفع بمسؤولين إصلاحيين إلى السلطة".

وتابع "نحن ندفع التضحيات بشكل يومي، ومستعدون لقتال أي جماعة تريد أن تزعزع استقرار بلادنا".

وأوضح أن "الإصلاح والمخلوع يختلفان كثيراً لكن مصالحهما تلتقي عند القاعدة وداعش".