الصورة على غلاف مجلة "صدا" الإيرانية
الصورة على غلاف مجلة "صدا" الإيرانية
السبت 30 أبريل 2016 / 16:42

لماذا تفضّل إيران ترامب رئيساً لأمريكا؟

24 - إعداد. ميسون خالد

رغم الغضب الشعبي الذي يسببه المرشح الجمهوري المحتمل، دونالد ترامب، في الأوساط الأمريكية، بتصريحاته العنصرية تجاه المرأة والأقليات المختلفة في البلاد، إلا أنه يحظى بشعبية أكثر في إيران.

وتبدأ الأسباب، بحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، إلى أن ترامب "يذكر الإيرانيين برئيسهم السابق صاحب العبارات الرنانة، محمود أحمدي نجاد".

وفي هذا السياق، نشرت أخيراً مجلة إيرانية أسبوعية تحمل اسم "صدا" تقريراً خاصاً سلط الضوء على ما أسمته "ظاهرة ترامب وأوجه الشبه بينه وبين أحمدي نجاد"، وظهرت على الغلاف صورة لترامب يحمل سيفاً، فيما ارتدى الرئيس الإيراني السابق قبعة راعي بقر أمريكي.

مخاطرة مرفوضة
وتنظر إيران إلى السباق الرئاسي الأمريكي من منظور الاتفاق النووي الذي وقعته طهران وست من الدول الكبرى الصيف الماضي في فيينا، وهو الأمر الذي بدأت إيران تجني ثماره في يناير(كانون الثاني) الماضي، حينما رفعت العقوبة رسمياً عن البلاد. ويبقى السؤال الأكبر في صفوف الإيرانيين، بحسب "غارديان"، هو إذا ما كان الرئيس الأمريكي المقبل سيستمر في رفع العقوبات المتصلة بالاتفاق النووي عن طهران؟ حيث قد يعرض الرفض الاتفاق النووي الموقع للمخاطرة.

من جانبها، امتنعت السلطات الإيرانية عن التعبير عن تفضيلها لأي مرشح في السباق الرئاسي الأمريكي دون سواه، ولكن خلف الأبواب المغلقة، ثمة مخاوف من عواقب نتائج الانتخابات فيما يتعلق بالاتفاق النووي، لاسيما وأن المرشحة الديموقراطية المحتملة، هيلاري كلينتون، تتبنى وجهة نظر أكثر تشدداً من تلك الخاصة بأوباما تجاه إيران.

وكان وزير الخارجية الإيراني، وأحد مهندسي الاتفاق النووي، محمد جواد ظريف، صرّح قائلاً إن بلاده لن تتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، مضيفاً: "نتابع المشهد من بعيد لنعرف من سيصبح الرئيس المقبل، ومن الطبيعي أن هذا القرار بيد الأمريكيين".

غريم "سهل".. ولكن
إلا أن البرلماني الإيراني، آفاز شهريزاي، يرى أن فوز ترامب لن يؤثر على الاتفاق النووي، مؤكداً: "ترامب أو أي مرشح آخر قد يفوز بالمقعد الرئاسي، لن يتمكن من إلغاء الاتفاق النووي"، بموجب احترام المعاهدات الدولية.

كما أن البروفسور الجامعي، ناصر هاديان، يعتبر أن إيران ستستفيد بشكل أكبر إذا فاز ترامب في الانتخابات، قائلاً: "من الأسهل على إيران العمل مع ترامب" مقارنة بغيره من المرشحين، نظراً لأنه لا يحظى بمصداقية في صفوف حلفاء أمريكا الأوروبيين، وسيكون من الأصعب بالنسبة له أن يوحدهم ضد إيران في المستقبل، ما سيجعل من الأسهل على طهران تجنب مواجهة قوى غربية متحدة. وأضاف هاديان: "الشيء الوحيد الذي بوسع ترامب القيام به هو إشعال حرب.. وعلينا الحذر من ذلك".

يذكر أن ترامب لم يكن اسماً غير معروف نهائياً في الأوساط الإيرانية قبل ترشحه، حيث ترجمت خمسة من مؤلفاته على الأقل إلى اللغة الفارسية، وقرأ الإيرانيون عن نجاحاته في عالم الأعمال.