الأربعاء 4 مايو 2016 / 19:49

معرض أبوظبي: حالة ثقافية مُنتَظرَة

ودّعت أبوظبي يوم أمس حدثاً ثقافياً بارزاً، هو معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورة جديدة كرّسته واحداً من أهم معارض الكتاب في المنطقة، وبأجواء ثقافية قلما تتكرر، بحضور نخبة من مثقفي الوطن العربي وكتّابه ومبدعيه.

ومعرض أبوظبي للكتاب والفعاليات المصاحبة، بات ملتقى ثقافياً وفكرياً ينتظره المتابعون سنوياً، وفي هذه الدورة كان العنوان الأبرز الاحتفاء بالفيلسوف ابن رشد في ركن خاص، وهو احتفاء حمل مغزى مهماً بإعادة الاعتبار للطبيب والفقيه والقاضي الأندلسيِّ، بتسليط الضوء على منجزه ومسيرته التي تعرضت للكثير من التحريف والتشويه، فكان أن قدّم معرض أبوظبي في دورة العام 2016، صورة حقيقية وقريبة لصاحب كتاب "تهافت التهافت".

شكّل معرض أبوظبي الدولي للكتاب على مدى أيامه حالة ثقافية متوقعة، وفرصة لإطلاق الحوارات البنّاءة في أروقته المكتظة، ما شكّل حاجزاً إضافياً في وجه دعاة تدمير العقول وهدم المجتمعات بقيمها وأصالتها ودينها الوسطيّ المتسامح.

في المعرض، وفي كلّ دورة للكتاب، نؤكد أنه أداة التسليح الأولى بالفكر المقبول البعيد عن الغلو والتطرف.

لم يعد القتال يقتصر على الجبهات، ولا يحتاجُ دائماً لجنود مدججين بالسلاح يقاتلون أعداء العقل والسلام، فمن يكافح الظلام على الجبهات القتالية هم من كتيبة من الثقافة ضدّ من سار بها نحو الشرّ ليفتح جبهة إضافية، ويعلن حزماً جديداً مع الفكر الضال، الفكر الرمادي إذ حوصر على الشمال أصبح أبيض لنقول أمثل هذا يحاصر!؟ وإن حوصر على اليمين اشتد سواده والتف علينا بردائه الأسود ونحن نظنه الأبيض باللمعان الناصح، الأبيض الذي أنار مغارة الشر وأظلم جنتنا! فأصبح الحزم لا بد منه.

ها هو معرض أبوظبي للكتاب يقدم لنا من الذخائر أفضلها في كل عام، شكراً إمارة الثقافة وعاصمة العلم ومصدر التسامح ومركز السلام، شكراً أبوظبي على هذا المحفل.