الخميس 5 مايو 2016 / 15:47

داود أوغلو يستعد للتنحي.. انقلاب في القصر؟

كتبت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود يستعد للتنحي من منصبه بعد محادثات فاشلة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدفت إلى رأب الصدع بينهما.

داود أوغلو خسر صراعاً على السلطة مع أردوغان، وهو يستعد للإنسحاب من الترشيحات لرئاسة الحرب الحاكم في مؤتمر استثنائي يتوقع عقده هذا الشهر

ويواجه داود أوغلو الذي اختاره أردوغان خلفاً له عندما صار رئيساً عام 2014، انتقادات لعدم حماسته لخطط الرئيس تعزيز دوره الخاص، وهو يفتقر إلى قاعدة قوية داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم.

ويقول مراسل الصحيفة في اسطنبول مخول سريفاستافا إن داود أوغلو خسر صراعاً على السلطة مع أردوغان، وهو يستعد للإنسحاب من الترشيحات لرئاسة الحرب الحاكم في مؤتمر استثنائي يتوقع عقده هذا الشهر، معتبراً أن رئيس الوزراء هو ضحية جهد منسق بين الموالين لأردوغان في الحزب الذي ساهم الرئيس التركي في تأسيسه ويمسك به بقبضة من حديد، الأمر الذي سيضطر داود أوغلو الى إخلاء مكانه لشخص يتمتع بشعبية أكبر ويكون أكثر انصياعاً للرئيس.

حملة شرسة ضده
وعن توقيت هذه الخطوة، يقول الصحافي إنه بعد أشهر من حملة اعلامية شرسة من الصحف والتلفزيونات القريبة من حزب العدالة والتنمية، صار موقف داود أوغلو أضعف عندما صوت الحزب الأسبوع الماضي في غيابه على تجريده صلاحيات تعيين زعماء محليين للحزب. ومن دون تلك الصلاحيات، لم يعد أوغلو قادراً على التأثير على شخصيات من الحزب للوقوف الى جانبه ضد الرئيس. وفيما بقيت تفاصيل اللقاء الذي استمر 90 دقيقة الأربعاء بين الرئيس ورئيس وزرائه سرية، تبدو النتيجة واضحة، بعدما غادر داود أوغلو القصر الرئاسي الليلة الماضية مقتنعاً بأنه لم يعد قادراً على رئاسة الحزب وبالتالي الحكومة.

يعطي و.. يأخذ
ومع أن أردوغان نفسه هو الذي اختار داود أوغلو لخلافته، يقول الصحافي إن الرئيس التركي قادر أيضاً على استعادة ما يعطيه، و"هذه هي عبرة اجتماع الأربعاء".

كان أردوغان يتوقع من داود أغلو أن يعمل من منصبه رئيساً للوزراء على تقوية موقع الرئاسة بعيداً من دورها البروتوكولي الذي ينص عليه الدستور. وعلى رغم استقلالية منصبه، كان متوقعاً منه أيضاً أن يتخذ القرارات بالتشاور مع أردوغان في مسائل على غرار تعيينات المصرف المركزي والمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي ومحاكمة المعارضين السياسيين. ولكن بدل ذلك، غالباً ما تصرف رئيس الوزراء في شكل مستقل ومن دون التشاور مع الرجل القوي في تركيا. وهذا السلوك يشمل التفاوض على اتفاق الهجرة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الذي سيمنح الأتراك حرية السفر الى منطقة شنغن.

توقيت سيئ
ويقول الصحافي إذا كان داود أوغلو قد اعتقد أن ذلك الإتفاق الذي يحظى بشعبية بين الأتراك والزعماء الأوروبيين على حد سواء، سيوفر له بعض الغطاء السياسي، فهو مخطئ. والمفارقة أن ما يبدو أنه نهاية رئاسة وزراء داود أوغلو تتزامن مع تجاوز أكبر إنجازاته عقبة رئيسية، بعد موافقة المفوضية الأوروبية على قرار التأشيرات الأربعاء، ممهدة الطريق لتصويت محتمل عليه في البرلمان الأوروبي.

مصير اتفاق التأشيرات
وحتى الآن، ليس واضحاً ما سيكون عليه مصير اتفاق التأشيرة الذي أنجزه داود أوغلو وفريقه. وقد أوضح مسؤولون أوروبيون في مناسبات عدة أن داود أوغلو هو مفاوضهم الرئيسي في هذه المسألة.

ويقول محللون، بينهم الديبلوماسي السابق سينان أولغن، أن مصير الإتفاق صار رهناً بمدى حماسة أردوغان له.

وفيما تحدثت وسائل اعلام محلية وتحليلات عن انقلاب في القصر أو انقلاب مدني، يقول سريفاستافا إن ما حصل هو سياسات حزبية، وأن مؤسس حزب العدالة والتنمية يستعيد رئاسة الوزراء من شخص لم يعد يريده أن يكون رئيساً للوزراء.