زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي (أرشيف)
زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي (أرشيف)
الثلاثاء 10 مايو 2016 / 11:40

خبراء لـ24: الغنوشي يناور.. والنهضة تتهرب من "فواتير" فشل الإخوان

24 ـ القاهرة ـ علي الدين مصطفى

وصف خبراء سياسيين في مصر إعلان زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي تحول الحركة الإخوانية إلى حزب سياسي فقط، والتخلي عن الجانب الدعوي والديني، بأنه "محض مناورة" بغرض إعادة الاندماج في المشهد السياسي التونسي، بينما رأى آخرون في قرار الغنوشي انفصالاً جديداً يضرب التنظيم الدولي للإخوان في مقتل.

واعتبر الخبير في شؤون جماعة الإخوان هشام النجار، إعلان الغنوشي "دهاء سياسياً" افتقده الإخوان في مصر فخسروا الكثير.

وقال لـ24: "إسلاميو حركة النهضة، بايعوا مرشد الإخوان عام 1973، وكان وقتها المرشد هو الراحل حسن الهضيبي، وانضموا للتنظيم الدولي فور إعلانه في التسعينات، لكنهم لم يحملوا السلاح، ولم يعلنوا العداء للشعب والنظام كما فعل إخوان مصر، واليوم بإعلانهم أنفسهم كحركة سياسية فقط، أعادوا الاندماج بشكل كامل في المشهد السياسي التونسي، وباتوا أحد لاعبيه المهمين بشكل رسمي".

وأضاف "الغنوشي بقراره التحول إلى حزب سياسي، يعلن نهاية علاقته بالتنظيم الدولي، على الأقل ظاهرياً، وبالتالي لا يتحمل فواتير فشل وإخفاقات الجماعة في مصر وبلاد عربية أخرى".

وأوضح النجار أنه من المبكر الآن الحديث عن صيغة مشابهة لعودة إخوان مصر للمشهد، فهم الان مشغولون بإبقاء التنظيم على قيد الحياة ومواجهة الصراع الذي يعصف به من الداخل".

بينما قال القيادي السابق بالجماعة الإسلامية وليد النرش، إن النهضة والغنوشي يناوران، وسيظل هناك "حبل سري" يربط النهضة بالتنظيم الدولي وبفكر الإخوان.

وأضاف "الإخوان بطبعهم معادون لفكرة الدولة المدنية، ولا زالوا يعتبرون أنفسهم ممثلين للفكر الديني والخط الإسلامي".

واستبعد النرش أن تتنقل عدوى التصحيح لإخوان مصر، قائلاً إنهم حتى اللحظة يرون أنهم لم يخطئوا في تجربتهم السياسية وانما تآمر الآخرون عليهم.

كان زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، المرتبطة بالتنظيم العالمي للاخوان المسلمين قد ألقى كلمة على هامش الدورة السادسة والأربعين لمكتب شوري الحركة قال فيها: "نحن بصدد التحول إلى حزب يتفرغ للعمل السياسي، ويتخصص في الإصلاح انطلاقاً من الدولة، ويترك بقية المجالات للمجتمع المدني ليعالجها، ويتعامل معها من خلال جمعياته ومنظومة الجمعيات المستقلة عن الأحزاب بما في ذلك النهضة".

وتعني تصريحات الغنوشي ضمناً أن أذرعاً أخرى للحركة ستعمل في المجالات غير السياسية ، وبالتالي يفرغ القرار من محتواه واقعياً.

ويتحل الغنوشي موقع رئيس حركة النهضة، وأميرها السابق عندما كانت تحمل اسم "الاتجاه الإسلامي"، منذ عام 1982.