تفجير جبلة (إي بي أيه)
تفجير جبلة (إي بي أيه)
الإثنين 23 مايو 2016 / 22:08

150 قتيلاً بتفجيرات غير مسبوقة تهز طرطوس وجبلة السوريتين

قتل 150 شخصاً على الأقل، بسلسلة تفجيرات هزت اثنين من معاقل الحكومة السورية على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام رسمية، أن عشرات القتلى سقطوا في مدينتي جبلة وطرطوس الواقعتين على ساحل سوريا، كما أصيب كثيرون في تفجيرات بالمنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، حيث توجد منشأة بحرية وقاعدة جوية للقوات الروسية.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات في المدينتين المطلتين على البحر المتوسط، والواقعتين في منطقة نجت حتى الآن من أهوال الصراع الدائر في البلاد، وقال التنظيم إنه استهدف أبناء الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.

وذكر المرصد السوري أن أكثر من 148 شخصاً قتلوا، فيما ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن 78 شخصاً قتلوا في الهجمات على المعقل الساحلي للرئيس السوري.

وأضاف المرصد أن المهاجمين نفذوا 5 تفجيرات انتحارية على الأقل، وزرعوا عبوتين ناسفتين في سيارتين.



التفجيرات الأولى 
الهجمات هي الأولى من نوعها في طرطوس، حيث توجد منشأة بحرية لروسيا حليفة الأسد، وفي جبلة الواقعة بمحافظة اللاذقية قرب قاعدة جوية تتولى روسيا إدارتها.

وأفاد الكرملين أن هذه التفجيرات تؤكد الحاجة إلى مواصلة محادثات السلام في جنيف، بعد انهيار وقف للعمليات القتالية اتفق عليه يوم 27 فبراير (شباط)، في شهر أبريل (نيسان)، عندما تصاعدت حدة أعمال العنف في الحرب التي قتل فيها أكثر من ربع مليون شخص.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "يظهر ذلك مجدداً مدى هشاشة الوضع في سوريا، ويؤكد مرة أخرى على الحاجة لخطوات جديدة عاجلة لمواصلة عملية التفاوض".

وأضاف الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد من جديد استعداده لمواصلة التصدي "للتهديدات الإرهابية" إلى جانب شركائه السوريين، وقدم تعازيه للرئيس السوري بشار الأسد.

وذكر التلفزيون الحكومي السوري إن وزارة الخارجية أرسلت خطاباً للأمم المتحدة، تقول فيه إن التفجيرات تعد تصعيداً خطيراً من جانب الأنظمة المتطرفة والمعادية في الرياض وأنقرة والدوحة"، مشيرة إلى تأييد السعودية وتركيا وقطر للمعارضين السوريين.



دماء وجثث
وقال المرصد ووسائل الإعلام الرسمية، إن أحد التفجيرات الأربعة في جبلة، وقع قرب مستشفى، ووقع آخر في محطة للحافلات، كما استهدفت انفجارات طرطوس محطة للحافلات أيضاً.

وقال الطبيب في مستشفى جبلة يونس حسن، إنه سمع انفجاراً في محطة الحافلات، تبعه بعد أقل من دقيقة انفجار في المستشفى، مضيفاً "دخلنا في حالة طوارئ وبدأ الجرحى يتوافدون".

وذكر سائق في محطة حافلات، إن تفجيرات طرطوس جاءت متعاقبة، كذلك لا يفصل بينها أكثر من 10 ثوان.

وتابع السائق نزار حمادي "بدا الناس يركضون، لكنهم لم يعرفوا في أي اتجاه يتعين عليهم السير، اشتعلت النيران في السيارات، وكان هناك دماء وجثث على الأرض".

وأعلن داعش مسؤوليته عن الهجمات في بيان على الإنترنت، نشرته وكالة أعماق للأنباء التابعة للتنظيم، جاء فيه أن التفجير استهدف "تجمعات للعلوية".



جبهات مشتعلة
من جانبه، ذكر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع تلفزيون الإخبارية إن "الإرهابيين يلجأون إلى التفجيرات التي تستهدف المدنيين، بدلاً من القتال على الخطوط الأمامية"، وتوعد بمواصلة محاربتهم.

وتستخدم دمشق كلمة إرهابيين لوصف مقاتلي المعارضة المناهضين لها.

وقتل عشرات في تفجيرات بالعاصمة دمشق ومدينة حمص الغربية في وقت سابق هذا العام، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها.

ويقاتل التنظيم المتشدد القوات الحكومية وحلفاءها في بعض المناطق، كما يقاتل جماعات متشددة منافسة مثل تنظيم القاعدة وجماعات أخرى.

وتعرضت مدينة اللاذقية التي تقع شمالي جبلة وهي عاصمة محافظة اللاذقية التي تعد معقلا للأسد، عدة مرات لتفجيرات وهجمات صاروخية شنتها جماعات معارضة.

هجمات حلب
وكثفت القوات الحكومية وحلفاؤها قصف مناطق في محافظة حلب في الشمال التي أصبحت نقطة ساخنة في العنف المتزايد، كما شن مقاتلو المعارضة هجمات عنيفة أيضاً في المنطقة.

وتعرض الطريق الوحيد المؤدي إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، لغارات جوية مكثفة على مدى أسبوع.

وقال المسؤول الكبير في تجمع (فاستقم كما أمرت) الذي ينشط في منطقة حلب زكريا ملاحفجي، إن الطريق تعرض لهجوم كثيف وأن استخدامه خطر.

وأضاف أن مقاتلين مدعومين من إيران، يساندون قوات الحكومة السورية يحتشدون في منطقة جنوب حلب.

ووصفت وزارة الخارجية الفرنسية الهجمات على طرطوس وجبلة بأنها "مشينة"، مشيرة إلى أن العنف الذي يمارسه جميع الأطراف يجب أن يتوقف من لإتاحة الفرصة لتحقيق التحول السياسي.