هيثم السيد مع مجموعة من الأطفال في إحدى القرى
هيثم السيد مع مجموعة من الأطفال في إحدى القرى
الأربعاء 25 مايو 2016 / 15:11

"عربة الحواديت".. مبادرة ثقافية تستهدف أطفال القرى المصرية

24 ـ القاهرة ـ أحمد علي عكة

مع اقتراب مرور عام على انطلاقها، لم يتخيل الكاتب المصري هيثم السيد، النجاح الكبير لمبادرته الثقافية "عربة الحواديت"، التي بدأها في شهر رمضان الماضي، وتستهدف أطفال القرى المصرية، لتربية جيل يحيا بالقراءة ويواجه الإرهاب والتطرف بالثقافة والمعرفة.

"عربية الحواديت"، هو اسم المبادرة التي بدأها هيثم السيد، قبل عام، حيث يمر بعربة لتوزيع الكتب مجاناً على أطفال القرى المصرية، لمحاربة التطرف الفكري، ويقول لـ24، إن الفكرة بدأت عندما "اكتشفت أن هناك أطفالاً لا يعرفون عن الكتاب سوى كتاب المدرسة فقط".

اكتشف هيثم هذا من خلال عمله معلماَ في إحدى المدراس ومن خلال احتكاكه بالطلاب، فقرر أن يبدأ مشروعه بزيارة القرى والكفور والنجوع وتوزيع الكتب على الأطفال من خلال "عربة الحواديت"، وتخطت القرى التي زارها حتى الآن من خلال المبادرة 52 قرية، ويضيف "هناك قرى صغيرة جداً، لو تم احتسابها يصبح العدد أكبر من ذلك، كما أن معوقات المجتمع كانت بسيطة، لأن هذه القرى محرومة ومتعطشة لكل جديد وخاصةً فى مجال الثقافة لذلك لاقت الفكرة رواجاً وانتشاراً وقبولاً سريعاً".

فريق العمل
ماذا عن فريق عمل المبادرة؟ يجيب هيثم "فريق العمل جميعهم تلاميذي درست لهم في المرحلة الإعدادية والثانوية، وهم المهندس أحمد مرعي، والدكتور محمد القرناوي، والمهندس محمد علي المحمودي، والضابط أحمد القرناوي".

واختار هيثم أن تكون مبادرته موجهة للأطفال لأنه لاحظ أن الدولة ترفع شعار "مصر تكافح الإرهاب"، وفي رأيه أن مكافحة الإرهاب تبدأ بمحاربة الجهل ونشر الوعي بالإضافة إلى التوعية الثقافية الصحيحة.

وتفاعل الأطفال مع هيثم غير عادي، على حد تعبيره، حيث ينتظرونه عندما يمر بـ "عربة الحكايات"، وينتظرون الكتب والروايات، ويتم اختيار الكتب بالتركيز على كتب "الحكايات" فى المقام الأول بمايتناسب والمراحل العمرية للأطفال.

ويحصل هيثم على الكتب فى المقام الأول من التمويل الذاتي، حيث خصص كل شهر جزءاً من دخله، يشتري به الكتب والمجلات، ثم بعد ذلك تمويل الفريق ثم بعد ذلك الأفراد المهتمين.

كم عدد الكتب التي تم توزيعها منذ بدء المبادرة حتى الآن؟ يجيب هيثم "يكفي أن أخبرك أننا وزعنا 11 ألف كتاب، وشاركت المؤسسة الرسمية بحوالي 300 كتاب من المجموع ولكن للأمانة بدأ صندوق التنمية الثقافية يتحرك بسبب اهتمام الشاعر عماد عبد المحسن".

صعوبات
ويحكي هيثم عن الصعوبات التي تواجهه قائلاً: "الصعوبات التى تواجهنا هي مشكلة التمويل، فقد تأتي لنا دعوة من قرية معينة لتوزيع الكتب فيها، ورصيدنا من الكتب صفر، وأيضاً السفر إلى القاهرة وشحن الكتب في سيارات يكلف الكثير، ونحن ليس لدينا أى جهة للتمويل، فنحن نمول من جيوب أعضاء الفريق فقط، أيضاً مشكلة المتشددين الكارهين للتنوير كانوا يروجون أننا نوزع كتباً تفسد عقول الأطفال وكان ردنا أننا ننشر صور جميع الكتب وهي لدور نشر معروفة مرخصة والكتب جميعها برقم إيداع".

يشكو هيثم من غياب الدعم الحكومي، فبخلاف صندوق التنمية الثقافية لم يتحرك أحد، أما وزارة التربية والتعليم فيقول: "هي لم تلتفت للمبادرة من الأساس، بل رفضت بعض المدارس استقبالنا بحجة أن القصص والكتب غير الدراسية مضيعة لوقت الطلاب، بمعنى أدق جهل البعض وعدم الوعي واعتبار أن الثقافة رفاهية".

لكن رغم ذلك ذلك يتعاون هيثم مع مبادرات ثقافية شعبية أخرى، مثل مبادرة "ُثقافة قرية"، التي يرى أنها بمثابة يد كبيرة، فمؤسسها سامح فايز"يدعمنا بنشر الفكرة ودعوة الناس للتبرع بالكتب ويعرف الناس بالمشروع.

يطمح هيثم السيد أن يعمل على إنشاء مركز ثقافي قروي يضم مكتبة كبيرة ومسرحاً وسينما ومركزاً للترجمة وقاعة موسيقى وورشة للأشغال اليدوية ومركز لغات وقاعة ندوات، كما أنه يطمح أن يصبح يوماً وزيراً للثقافة، لأن في اعتقاده أن ما تقدمه المؤسسة الرسمية ينقصه الكثير حتى يقال إنه ثقافة حقيقية.