الأربعاء 25 مايو 2016 / 17:43

تحرير الفلوجة.. سقوط بغداد!

24- زياد الأشقر

ماذا يعني تحرير الفلوجة وقت نشاهد بغداد تنحدر نحو عنف طائفي وحكم الميليشيات؟ هذا السؤال يقلق، بحسب الباحث مايكل نايتس، صانعي القرار في العراق وفي الإئتلاف الدولي عقب سلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة بغداد والجنوب الشيعي.

ترغب ميليشيات شيعية مثل "عصائب أهل الحق" المدعومة من إيران و"سرايا السلام" التابعة لمقتدى الصدر في تسلم أمن المدينة بدل قوات الأمن الحكومية- التي لم تكن قادرة لا على الحد من الهجمات المتصاعدة ، ولا في منع الصدريين من نهب البرلمان الشهر الماضي

ويورد نايتس في مقال نشر في مجلة الفورين بوليسي أرقام عن سلسلة العمليات التي يتباها التنظيم بتنفيذها أخيراً، مع زعمه بأنه في 18 مايو (أيار) قتل 522 عراقياً في منطقة بغداد الشهر الماضي، معظمهم من المدنيين. ويفاخر التنظيم المتطرف بأنه حقق هذا العمل بواسطة 15 سترة ناسفة وست سيارات مفخخة. وأسفرت تفجيرات ضخمة في مناطق يقطنها شيعة مدنيون في بغداد بين 11 مايو (أيار) و17 منه، عن سقوط 200 قتيل ومئات الجرحى.

وتظهر هيئة الإحصاء العراقية على موقعها الالكتروني مقتل 1081 شخصاً في انحاء العراق في الثلث الأول من 2016، مما يفترض أن مايو (أيار) سينتهي كونه الشهر الأكثر دموية منذ هجوم داعش في صيف 2014.

خلاصتان
وقال الكاتب إنه يراقب نسق الهجمات الذي تتعرض لها بغداد منذ عقد، عندما بدأ عمله مع شركات أمنية في العراق، لافتاً إلى أنه توصل إلى خلاصتين من جراء موجة العنف الحالية التي تضرب العاصمة العراقية.

أولاً، إن الأزمة قد تتجه نحو الأسوأ. في عام 2012، كان شهران يفصلان بين موجات التفجيرات في بغداد- لكن في نهاية 2013، صار الفاصل بين هذه التفجيرات ثمانية أيام. وخلال تلك الفترة ازداد عدد التفجيرات التي ينفذها "داعش" في بغداد بسرعة من 20 تفجيراً في الشهر إلى أكثر من 50 في الشهر.

وبحلول صيف 2013 ، كانت تسجل ثلاثة أو أربعة تفجيرات يومياً في بغداد. وهذه الأزمة لم تجد حلاً. لقد خبت قليلاً لأن داعش وجد شيئاً أفضل ليشغل به قواته-وتحديداً، السيطرة على الفلوجة والموصل ومعظم شمال العراق. "ونحن نواجه المشكلة ذاتها اليوم التي واجهناها من قبل. لكن مع العقبات التي بدأ داعش يواجهها في أرض المعركة بشكل متزايد على أيدي القوات العراقية والإئتلاف، فإن التنظيم المتشدد بدأ فعلاً العودة إلى تكتيكاته الإرهابية". ومن المحتمل أن تؤشر بداية الهجوم لاستعادة الفلوجة إلى أن داعش يقترب من تكبده خسارة جديدة في الأراضي.

ثانياً، إن بغداد اليوم ليست بغداد 2013. فقد اعتاد سكان المدينة على أمن أكبر، وهم يريدون الحفاظ عليه. ويحتج سكان العاصمة فعلاً على الحكم الفاسد وندرة الخدمات، وسيتعين عليهم قريباً التعامل مع النقص السنوي في الكهرباء في أشهر الصيف.

الميليشيات الشيعية
وفي الوقت ذاته، ترغب ميليشيات شيعية مثل "عصائب أهل الحق" المدعومة من إيران و"سرايا السلام" التابعة لمقتدى الصدر في تسلم أمن المدينة بدل قوات الأمن الحكومية- التي لم تكن قادرة لا على الحد من الهجمات المتصاعدة ، ولا في منع الصدريين من نهب البرلمان الشهر الماضي.

ومن شأن هذا التطور أن يؤدي إلى مشاكل جديدة. فالميليشيات الشيعية التي تشارك في الهجوم على الموصل يمكن أن تُسحب في محاولة لتأمين بغداد، مما يتسبب بمزيد من الإرجاء لجهود استعادة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق. وبصرف النظر عما إذا كان جلب المزيد من القوات إلى العاصمة سيؤدي إلى وقف التفجيرات، فإن 48 في المئة من القوات العراقية تساهم في حماية بغداد أصلاً ومع ذلك تستمر الهجمات.

ومن الصعوبة بمكان حفظ أمن بغداد نظراً إلى أن المدينة تغطي مساحة 150 ميلاً مربعاً -أي ما يعادل مساحة أثينا أو أنقرة- ويبلغ قطرها 70 ميلاً وتقع في مركز شبكة من ثمانية طرق سريعة، تشكل طرقاً محتملة لنقل السيارات المفخخة إلى بغداد من المحيط. كما ان ثمة عدداً لا يحصى من الطرق الأصغر التي تؤمن الوصول إلى شطري المدينة غرب نهر دجلة وشرقه، الذي بنيت العاصمة العراقية حوله.